21-09-2025 09:37 PM
سرايا - سواء كان الأمر في محله أم لا، تبقى الكرة الذهبية مسألة كبيرة للكثيرين. فهي تُعد على نطاق واسع الجائزة الفردية الأكثر هيبة في كرة القدم، ويعود قرارها في النهاية إلى مجموعة مختارة من الصحفيين من الدول المائة الأولى في تصنيف الفيفا.
الجوائز إذ ليست الكرة الذهبية وحدها المطروحة لهذا العام تستند إلى الأداءات خلال الفترة ما بين 1 آب (أغسطس) 2024 و13 تموز (يوليو) 2025، وهي فترة تشمل أيضًا كأس العالم للأندية.
شهدت تلك الفترة بعض العروض المذهلة. فقد حقق محمد صلاح لاعب ليفربول أكبر عدد من المساهمات التهديفية مقارنة بأي لاعب آخر من الدوريات الأوروبية الخمس الكبرى في جميع المسابقات؛ بينما سجل كيليان مبابي لاعب ريال مدريد أكثر أهداف من أي لاعب آخر؛ وتألق كل من لامين يامال ورافينيا مع برشلونة بطل الليغا؛ كما أن العديد من لاعبي باريس سان جيرمان بطل أوروبا يمكن النظر إليهم كمرشحين مستحقين للفوز بالكرة الذهبية للرجال في 2025.
وبحسب الترشيحات، فإن أحد هؤلاء، عثمان ديمبيلي، هو المرشح الأبرز لرفع الكرة الذهبية اللامعة في حفل يوم الإثنين المقبل في باريس.
حقق باريس سان جيرمان ثلاثية الدوري الفرنسي وكأس فرنسا ودوري أبطال أوروبا في موسم 2024-2025. وقد رفع الفريق كأس أوروبا/دوري الأبطال للمرة الأولى في تاريخه بعد انتصار تاريخي ساحق 5-0 على إنتر في النهائي، قبل أن يصل أيضًا إلى نهائي كأس العالم للأندية.
كان ديمبيلي جزءًا محوريًا في هذا النجاح، حيث سجل 33 هدفًا وصنع 13 تمريرة حاسمة في جميع المسابقات. ومن بين لاعبي الدوريات الخمس الكبرى في أوروبا، لم يتفوق على أهدافه الـ32 من اللعب المفتوح سوى مبابي (36) وروبرت ليفاندوفسكي (35).
اللاعب البالغ من العمر 28 عامًا بدأ الموسم بشكل هادئ نسبيًا. فقد سجل خمسة أهداف فقط في 18 مباراة قبل 15 كانون الأول (ديسمبر) 2024، ومع ذلك فإن حصيلته البالغة ثمانية أهداف وخمس تمريرات حاسمة بحلول نهاية العام كانت أكثر مساهمات تهديفية من أي من زملائه في باريس سان جيرمان.
ومع دخول العام 2025، لم تكن الألعاب النارية وحدها التي انفجرت؛ بل كذلك ديمبيلي.
من 1 كانون الثاني (يناير) وحتى نهائي دوري الأبطال، سجل 25 هدفًا وقدم ثماني تمريرات حاسمة في 29 مباراة بجميع المسابقات. ومن بين لاعبي الدوريات الخمس الكبرى في أوروبا، لم يحقق أحد عدد مساهماته التهديفية البالغ 33، بينما لم يسجل أكثر منه سوى مبابي في تلك الفترة (29 هدفًا).
سجل ديمبيلي في كل من أول ست مباريات له في 2025، بما في ذلك "هاتريك" متتالٍ في نفس الأسبوع أمام شتوتجارت في دوري الأبطال وبريست في الدوري الفرنسي. وقد هز الشباك 24 مرة في أول 20 مباراة له في 2025 في سلسلة مذهلة من التألق.
لكن هذا الزخم التهديفي خف تدريجيًا؛ إذ لم يسجل سوى هدف واحد في آخر 10 مباريات من الموسم. ومع ذلك ظل جزءًا أساسيًا في فريق لويس إنريكي، حيث صنع ست تمريرات حاسمة في تلك المباريات العشر، بما في ذلك تمريرتان في نهائي دوري الأبطال. ليصبح أول لاعب يصنع هدفين في نهائي دوري الأبطال منذ مارسيلو مع ريال مدريد عام 2018.
لعب ديمبيلي دورًا ضخمًا في نجاح باريس بدوري الأبطال. مساهماته الـ14 (8 أهداف و6 تمريرات) لم تكن فقط أكثر بخمس من أي من زملائه، بل كانت أيضًا الرقم الأعلى على الإطلاق للاعب مع فريق فرنسي في حملة واحدة بدوري الأبطال. كما صنع أكبر عدد من الفرص في البطولة (38) بالتساوي مع رافينيا.
ومع ذلك، لم يسجل سوى هدفين من أصل 14 هدفًا لباريس من دور الـ16 فصاعدًا. لكنهما كانا هدفين مهمين، حيث حملا توقيع الفوز في مباريات خارج الديار أمام ليفربول وآرسنال.
لم يشارك ديمبيلي سوى في أربع مباريات بكأس العالم للأندية بسبب الإصابة، لكنه رغم ذلك خرج بهدفين وتمرير حاسمة، فيما أنهى باريس البطولة وصيفًا لتشيلسي في الولايات المتحدة.
وكان له أيضا تأثير كبير في الدوري الفرنسي، حيث توج باريس مجددًا باللقب. سجل ديمبيلي 27 مساهمة تهديفية (21 هدفًا و7 تمريرات) ليكون الأكثر في الدوري الفرنسي بموسم 2024-2025، فيما جاءت أهدافه الـ20 من اللعب المفتوح كأفضل رصيد، بفارق ستة أهداف على الأقل عن أي لاعب آخر.
لقد كان موسما لافتا للأنظار بالنسبة لديمبيلي، ليس فقط بسبب أرقامه، بل بسبب مدى ارتفاعها مقارنة بسنواته السابقة. مساهماته الـ46 في موسم 2024-2025 تجاوزت بأكثر من الضعف أفضل أرقامه السابقة في موسم واحد (22 مع برشلونة في 2018-2019)، فيما جاءت أهدافه الـ33 أكثر بـ19 هدفا من أفضل حصيلة سابقة له (14 في 2018-2019). وقد سجل ستة أهداف فقط في 42 مباراة طوال موسم 2023-2024، لذا كان هذا الانفجار التهديفي غير متوقع على الإطلاق.
ولم تكن أهدافه وحدها هي ما جعله المرشح الأبرز للكرة الذهبية، فرغم قضائه أكثر من نصف دقائق لعبه (56 %) في مركز غير مألوف له كمهاجم صريح، إلا أنه تفوق في العديد من الجوانب على غيره من المهاجمين في الدوريات الخمس الكبرى خلال موسم 2024-2025.
جاء ديمبيلي في النسبة المئوية الكاملة (100 %) في صناعة الفرص والتقدم بالكرة، وفي النسبة 99 % للتسديدات واللمسات واللمسات داخل منطقة الخصم.
وبتفصيل أكبر لأرقامه، على أساس كل 90 دقيقة (بحد أدنى 1000 دقيقة لعب)، تصدر ديمبيلي جميع المهاجمين في الدوريات الخمس الكبرى في أوروبا في الأهداف من اللعب المفتوح (1.07) والتسديدات (5.3)، وكان في المركز الـ14 في التقدم بالكرة (10.3)، والـ15 في عدد اللمسات (65.5)، والسابع في اللمسات داخل منطقة الخصم (8.8).
كما كان مشاركًا بفاعلية في الهجوم العام لباريس سان جيرمان، رغم وفرة النجوم الهجومية بالفريق. فقد حقق معدل 9.6 مشاركة هجومية في كل 90 دقيقة بالدوري الفرنسي، وهو الأعلى بين جميع لاعبي الدوريات الخمس الكبرى في أوروبا (المشاركة الهجومية تشمل التسديدات وصناعة الفرص والمشاركة في بناء الهجمة).
وكان ديمبيلي أيضا اللاعب الأكثر تأثيرا في دوري الأبطال، بمعدل 10.4 مشاركة هجومية في كل 90 دقيقة، أكثر من أي لاعب آخر في البطولة (بحد أدنى 500 دقيقة لعب).
أن تكون أفضل لاعب في أفضل فريق غالبا ما يكفي للفوز بالكرة الذهبية، لكن في المقابل يمكن القول إن نجاح باريس جاء نتيجة امتلاكه لعدد كبير من اللاعبين القادرين على صناعة الفارق.
وسيكون هناك من يجادل بأن ديمبيلي لم يكن حتى أفضل لاعب في باريس. فقد تألق أشرف حكيمي وفيتينيا وفابيان رويز طوال الموسم، بينما برز ديريز دوويه في المراحل الأخيرة من دوري الأبطال، خصوصًا بتسجيله هدفين في النهائي.
وكما ذُكر، هناك أيضًا حجج قوية لصالح لاعبين آخرين لانتزاع الجائزة من ديمبيلي. فقد حقق صلاح أكبر عدد من المساهمات التهديفية لأي لاعب في أوروبا (57)، ورغم أن البعض يرى أن خروج ليفربول من دور الـ16 لدوري الأبطال يقلل فرصه، إلا أن رودري فاز بالكرة الذهبية الموسم الماضي رغم خروج مانشستر سيتي من ربع نهائي البطولة في العام الذي سبق ذلك، مع الإشارة إلى أنه توج أيضا بيورو 2024 مع إسبانيا.
رافينيا بدوره مرشح قوي آخر بعدما سجل 56 مساهمة، فيما قدم زميله في برشلونة لامين يامال موسمًا رائعًا أيضًا، بمساهمته في 39 هدفًا (18 هدفًا و21 تمريرة)، ولم يتفوق عليه في صناعة الأهداف سوى صلاح (23) ورافينيا (22). كما أكمل يامال ما لا يقل عن 100 مراوغة أكثر من أي لاعب آخر في الدوريات الخمس الكبرى الموسم الماضي (244 مراوغة).
أما مبابي، زميل ديمبيلي في منتخب فرنسا، فقد سجل أكثر من أي لاعب آخر في الدوريات الخمس الكبرى في جميع المسابقات (43 هدفًا)، رغم أن ريال مدريد اكتفى بالفوز بكأس السوبر الأوروبي وكأس الإنتركونتيننتال الموسم الماضي.
ومع ذلك، قال مبابي مؤخرًا لقناة "تي اف 1" إنه يعتقد أن ديمبيلي يجب أن يفوز هذا العام، مضيفًا: "لو كان الأمر بيدي، لأوصلت الجائزة إلى منزله".
أما لويس إنريكي مدرب باريس سان جيرمان فقد صرح الموسم الماضي: "عندما كنت ألعب بلاي ستيشن، كان (ديمبيلي) هو اللاعب الذي تختاره عندما تحتاج إلى من يغير مجريات المباراة".
وبالفعل، بعض عروض ديمبيلي في الموسم الماضي بدت وكأنها مقتبسة من لعبة فيديو، لكن إنجازاته ستبدو واقعية بكل معنى الكلمة إذا ما ذُكر اسمه كفائز بالكرة الذهبية 2025 مساء الإثنين المقبل.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
21-09-2025 09:37 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |