حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
السبت ,20 سبتمبر, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 8297

لا يمكن القضاء عليها .. باحثون يسلطون الضوء على "الحياة الخفية" للفئران

لا يمكن القضاء عليها .. باحثون يسلطون الضوء على "الحياة الخفية" للفئران

لا يمكن القضاء عليها ..  باحثون يسلطون الضوء على "الحياة الخفية" للفئران

20-09-2025 04:11 PM

تعديل حجم الخط:

سرايا - دراسة جديدة أجراها فريق من الباحثين في نيويورك قدمت إجابات على سؤال بالغ الأهمية وهو: كيف تستطيع الفئران أن تعتاد على حياة المدينة؟ يقول الباحثون إن الفئران تعيش في مجتمع موازٍ للمجتمعات البشرية في المدن الرئيسية، حيث تجدها في الشوارع الخلفية والأروقة، وتراها في محطات مترو الأنفاق وحول مجارير الصرف، بل في المنتزهات والحدائق العامة، وهي عادة ما تهيمن على مستودعات النفايات وتتكالب على صناديق القمامة.

ويعيش في نيويورك ما يقدر بثلاثة ملايين من الفئران، بما يوازي فأرا في المتوسط لكل ثلاثة أفراد، ومعظم هذه الفئران تقريباً من فصيلة الفئران البنية النرويجية Rattus norvegicus، وقد جاءت إلى نيويورك على متن السفن في مطلع القرن الثامن عشر، ومنذ ذلك الحين، تعاقب نحو 500 جيل من هذه الفئران على المدينة وحدثت لديها طفرات وراثية تتعلق بطبيعة الغذاء وعملية الأيض والحركة والجهاز العصبي لديها، بل حتى شكل رؤوسها قد تغير بمرور الزمن. ومن أجل البقاء على قيد الحياة، لا تحتاج تلك القوارض سوى إلى أونصة واحدة من الغذاء والماء يومياً.

وخلال الدراسة، وضع الفريق البحثي كاميرات حرارية وأجهزة تسجيل صوتي لاسلكية مختصة في ثلاثة مواقع في منطقة مانهاتن في نيويورك حتى يستطيع التنصت على "حوارات" الفئران التي لا تصل إلى أسماع البشر، ومتابعة حركاتها في الأماكن المظلمة، حيث تبدو كأجسام مضيئة أمام عدسات الكاميرات الحرارية. واستخدم الفريق تقنيات الذكاء الاصطناعي لتحويل مقاطع الفيديو ثنائية الأبعاد إلى مقاطع ثلاثية مجسمة حتى يستطيع قياس الحجم الحقيقي لهذه القوارض وطريقة تحركها من أجل التوصل إلى نتائج أكثر دقة خلال البحث.


وفي تصريحات لموقع "ساينتفيك أمريكان" المختص في الأبحاث العلمية، تقول إيميلي ماكفيشيوس اختصاصية طب الأعصاب من مركز "بيزيس" البحثي في الولايات المتحدة: "إنها مخلوقات ثرثارة تتواصل فيما بينها بلغة سرية لا نكاد نسمعها". ويعقب الباحث رالف بيترسون عضو فريق الدراسة: "إنها حيوانات اجتماعية تتحلى بالمرونة والإصرار، وتستطيع العيش في ظروف بيئية صعبة للغاية".

وتوصلت الدراسة إلى أن الفئران تتواصل عن طريق موجات فوق صوتية لا يستطيع البشر سماعها، وتختلف درجة حدتها باختلاف درجة الصوت في البيئة المحيطة. ووجدت الباحثة ماكفيشيوش أن صرير الفئران ذات مرة كان أعلى، وفق مقياس الموجات فوق الصوتية، من صافرة سيارة إسعاف أثناء مرورها، وتضيف: "كان يبدو كما لو كانت الفئران تصرخ لبعضها البعض، ولكننا لا نستطيع سماعها".

وتوصلت الدراسة أيضاً إلى وجود صلة بين حجم الفئران وسلوكياتها بشكل عام، فالفئران الأصغر سناً تتحرك في جماعات يصل عدد أفرادها إلى عشرين في المرة، وتقول ماكفيشيوس إن "الفئران الأصغر هي الأقل سناً، وهي تسير كما لو كانت ما زالت تتعلم كيفية الحصول على الغذاء، وهي تتحرك بوتيرة أبطأ وبدون تنسيق من خلال انطلاقات مفاجئة".


ورصد الباحثون أيضاً فئران تسير بمفردها، وذكر الباحث بيترسون "إنها فئران ضخمة، ويبدو أن دورها يتمثل في استكشاف البيئة ونقل المعلومات لباقي أفراد المستعمرة". وطرحت هذه الملاحظة تساؤلات بشأن التسلسل الاجتماعي وتوزيع الأدوار والمهام داخل مجتمع الفئران.

وفي عام 1944، قدم الكاتب الأميركي الشهير جوزيف ميتشل سلسلة مقالات عن الشخصيات المغمورة في نيويورك، وتطرق في أحد مقالاته إلى الفئران التي تجوب شوارع المدينة، ونقل عن أحد العاملين في مجال إبادة الفئران قوله إن "الفئران التي تعيش حتى سن الرابعة هي أحكم الوحوش على وجه الأرض وأكثرها ارتياباً في الآخرين، وهي تتحرك كما لو كانت تعرف ما الذي تفعله".


ورداً على سؤال بشأن ما إذا كان من الممكن إيجاد بنايات خالية من الفئران، أجاب هذا الخبير بأن محاولة قتل القوارض هو إهدار للوقت، مضيفاً أن قتلها يبدو مثل "ابتلاع قرص أسبرين لعلاج السرطان".

ويوضح المتخصصون أن قتل الفئران بالسم يهدد الحيوانات الأليفة والأنظمة البيئية، كما أنها تتكاثر بسرعة تفوق فترة سريان السم نفسه، فالفئران تبلغ سن التكاثر بعد مولدها بشهرين إلى ثلاثة، وتبلغ فترة حملها ثلاثة أسابيع فقط، وتنجب في المرة من ستة إلى 12 صغيراً. وفي الظروف المثالية، يستطيع الزوجان إنجاب آلاف الفئران الوليدة كل عام، رغم أن معدلات بقاء الصغار على قيد الحياة تظل منخفضة بشكل كبير.

وترى ماكفيشيوس أن التخلص من الفئران يتطلب توفير بيئة غير مواتية لمعيشتها، فالقوارض على سبيل المثال لا تحبذ العيش في الأماكن المفتوحة، كما تبين من التجارب المعملية، ولهذا السبب يحرص عمال الحدائق في نيويورك مثلاً على إزالة أي تجمعات للعشب والشجيرات غير المشذبة من أجل الاستفادة من هذه المعلومة في مقاومة الفئران. ويقول بيترسون إن "البشر يستخفون بذكاء الفئران"، مشيراً إلى ضرورة وضع حلول مستقبلية لعلاج هذه المشكلة مثل ابتكار أنظمة روبوتية لمتابعة تحركاتها ووضع أنظمة مراقبة لتحديد أماكن تجمعاتها حتى يمكن للسلطات البلدية تركيز جهودها على أماكن معينة في المدينة للتيقن من تحقيق نتائج أفضل.











طباعة
  • المشاهدات: 8297
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
20-09-2025 04:11 PM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضا

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم