20-09-2025 10:31 AM
بقلم : رولا المغربي
مع وصول حزب العداله والتنميه (التركي)للحكم اصبح هناك تقارباً في العلاقات السعوديه التركيه. فتطور التعاون الاقتصادي بين البلدين وصَعُدَ سلّم التجاره والسياحه بين البلدين لأعلى درجه . على الصعيد السياسي مرت العلاقه بمراحل تأرجحت بين الرضا والشدّ.لكن كانت سمة الاحترام المتبادَل تطغى على اي اختلاف .
في عام 2018 وبسبب قضية مقتل رجل الاعمال السعودي جمال خاشقجي في إسطنبول ، اضافةًللموقف التركي الداعم لقطر خلال أزمة الخليج، وصلت العلاقات لمرحلة شبه قطيعة سياسية وتراشق اعلامي قطع ما تبقى من دبلوماسيه سياسيه وإعلامية، وتراجعت التجارة والاستثمارات الى أدنى مستوى .
في عام2021 ومع تغيّر أولويات السياسة الإقليمية، اصبحت المصالحً هي من يرسم خارطة العلاقات .فتراجعت حدة التوتر وقام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بزيارةًالسعودية أكثر من مرة، وقام ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بزيارة تركيا.
حالياًفي(2025)العلاقة بين البلدين “براغماتية ومتوازنة”. العلاقه بينهما غير قائمه على انسجام فكري او تحالف!! لكنها قائمه على المصالح وماذا يستفيد احدهما من الآخر .أمّا في الشأن السوري فلكلٍّ منهما حساباته الخاصه ، وقِس عليها الشأن الليبي.
بقِيَ الشأن الأمني شأناً حسّاساً لم يتطرق اليه أيٍّ منهما ، فالنزاع الضمني على زعامة العالم السنّي يقودنا للتساؤل لماذا لم تلجأ السعوديه لِشراكه أمنيه واتفاقيات دفاع مشترك تُبرَم بين السعوديه وتركيا؟؟. تركيا لاتمتلك سلاحاً نووياً لكنها تمتلك جيشاً قوياً ًوأسلحةً متطوره جداً بصناعه تركيه لايُستهان بها ،هي عضو في حلف النيتو ، وتعدّ عدوّاً أكيداً لإسرا ئيل خصوصاً في الفتره الحاليه التي تتسم بالإضطراب السياسي.
بالمقابل باكستان دوله نوويه تمتلك جيشاً قوياً يوازي في قوّته الجيش التركي ، على الرغم من ذلك تُعتبر تركيا اقوى وأكثر نفوذاً.!!
هذا التقارب السعودي الباكستاني سبّبته الاحداث التي تمر بها منطقة الشرق الاوسط والتوترات الجيوسياسيه ، لكنه لم يكن تقارباً عشوائياً ، فالسعوديه ترى في الباكستان النوويه (أداة ردع ) تُقابل ايران(النوويه)اذا حدث اي تهديد . اضافةً لأن عمق العلاقات الباكستانيه السعوديه يُعدّ قديماً ولا يُذكر ان حَدث توتّراً أدّى لاضطراب العلاقات.هذا العمق في العلاقه ليس موجوداً بنفس القوّه مع تركيا!!فالثّقه التاريخيه بباكستان لا تُعادل ثقة الحكومه السعوديه بتركيا، فمواقف باكستان عادة مؤيده للسعوديه في القضايا التي تخص المنطقه.
هذه العلاقات البراغماتيه تُخفي تنافُسيّه على زعامة العالم الإسلامي الُّسُّنّي وتقودنا للتفكير بجدّيه بضرورة البحث عن تحالفات فالعالم يفرِض علينا تغيير الحلفاء ، امريكا لم تعد حليفه لأحد سوى للكيان !!وبرغم إعلانها ذلك لكننا لازلنا نتمسك بتلابيبها ،!!!السياسه تعني الاستثمار وقنص الفرص لنستثمر بها الواقع السياسي الخطير الذي تمر به المنطقه العربيه .
كشعوب تتوق للوحده العربيه في ظل التهديدات التوسّعيّه لدولة الاحتلال، نُرحِّب بأي وفاق اسلامي عربي لمجابهة هذا السرطان.
تأخّر العالم الاسلامي بأن يجعل من نفسه قُطباً قوياً تسعى الدول لإقامة تحالفات امنيه معه ، لكن البدايات التي نقرر البِدء بها خيرٌ من نهايات ستحدث حتى لو اخفقنا في اختيار البدايه.
والبدايه القويه لا تحدث إلا بالاعتماد على النفس والاستغناء عن اقرب الناس اليك .
فضفضات سياسيه
رولاالمغربي
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
20-09-2025 10:31 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |