حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الخميس ,18 سبتمبر, 2025 م
  • الصفحة الرئيسية
  • كُتاب سرايا
  • د. خالد السليمي يكتب: قطر والأردن… جبهة الصمود الجديدة: القمة الطارئة تكسر صمت العالم وتضع "إسرائيل" في المصيدة
طباعة
  • المشاهدات: 4742

د. خالد السليمي يكتب: قطر والأردن… جبهة الصمود الجديدة: القمة الطارئة تكسر صمت العالم وتضع "إسرائيل" في المصيدة

د. خالد السليمي يكتب: قطر والأردن… جبهة الصمود الجديدة: القمة الطارئة تكسر صمت العالم وتضع "إسرائيل" في المصيدة

د. خالد السليمي يكتب: قطر والأردن… جبهة الصمود الجديدة: القمة الطارئة تكسر صمت العالم وتضع "إسرائيل" في المصيدة

18-09-2025 10:03 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : د. خالد السليمي
مشهد استثنائي في دوحة قطر
عاشت العاصمة القطرية الدوحة يوم الاثنين 15 سبتمبر 2025 لحظة فارقة في التاريخ السياسي العربي والإسلامي، حين احتضنت القمة الطارئة لبحث التداعيات الخطيرة للهجوم الإسرائيلي الذي استهدف كتارا - الدوحة يوم الثلاثاء 9 سبتمبر، لم تكن القمة مجرد اجتماع سياسي بروتوكولي، بل كانت صوتاً جامعاً للإرادة العربية والإسلامية في مواجهة عربدة الاحتلال الصهيوني، أظهرت هذه القمة أن التحديات الوجودية التي تواجه الأمة لا تحتمل التردد أو المساومة، بل تحتاج إلى مواقف جريئة وقرارات توازي خطورة المرحلة، ولعل انعقاد القمة في الدوحة، بما تمثله من رمزية سياسية وحضور عالمي، أكد أن المنطقة تعيش مرحلة تحولات حاسمة، وأن دولة قطر لم تعُد مجرد لاعب إقليمي، بل أصبحت مركزاً محورياً لصياغة المواقف وإعادة رسم مسارات المستقبل، لقد انعقدت القمة وسط صمت دولي مطبق، لتكون صرخة عربية – إسلامية تكسر القيود المفروضة على الرواية الفلسطينية والعربية، هذه القمة لم تكُن مجرد اجتماع تقليدي، بل إعلان ولادة جبهة صمود جديدة، تقودها قطر بقوتها السياسية والإعلامية والاقتصادية، ويُعززها الأردن بمواقفه التاريخية الراسخة، ليُشكلا معاً مظلة سياسية وأخلاقية في مواجهة المشروع الصهيوني.

قطر ... دبلوماسية الإرادة والإصرار في قلب العاصفة السياسية
برزت دولة قطر خلال العقدين الأخيرين كلاعب استثنائي في محيطها العربي والإسلامي، وقوة دبلوماسية استطاعت أن تبني لنفسها حضوراً فاعلاً في دوائر القرار الدولي، لم تكن مشاركاتها في المفاوضات السياسية، من فلسطين إلى أفغانستان، مجرد أدوار ثانوية، بل كانت محورية في فتح قنوات الحوار وصناعة التوازنات، اليوم، وبعد الهجوم الإسرائيلي الغادر، تتجلى أهمية قطر كدولة قادرة على جمع المختلفين على طاولة الحوار، وكمحور يحظى باحترام دولي واسع بفضل سياساتها القائمة على الوضوح والالتزام بالمبادئ، لقد فرضت الدوحة نفسها بوصفها حلقة وصل بين الشرق والغرب، ومركز ثقة في عالم تتقاذفه التناقضات.

قوة قطر الاقتصادية ورؤيتها العالمية
القوة الاقتصادية لقطر لم تأتِ من مواردها الطبيعية فقط، بل من قدرتها على تحويل ثرواتها إلى مشاريع تنموية واستثمارات استراتيجية جعلتها في صدارة المشهد الاقتصادي العالمي، فهي اليوم من أكبر المستثمرين في قطاعات الطاقة، البنية التحتية، والرياضة، كما أنها تملك رؤية متقدمة من خلال "رؤية قطر الوطنية 2030"، هذه المكانة الاقتصادية تمنحها قدرة على التأثير في القرار الدولي، وتوفر لها أدوات ضغط فاعلة في مواجهة أي تهديدات، ومن هنا، فإن استهدافها لم يكن عشوائياً، بل لأنه استهداف لدولة باتت رمزاً للقوة الاقتصادية والدبلوماسية في المنطقة.

الإعلام القطري كقوة مؤثرة
لا يمكن الحديث عن مكانة قطر دون الإشارة إلى قوتها الإعلامية التي أصبحت علامة فارقة في المشهد الدولي، "قناة الجزيرة"، التي انطلقت من الدوحة، لم تكن مُجرد وسيلة إعلامية، بل تحولت إلى مؤسسة عالمية ساهمت في تشكيل الوعي السياسي لدى الشعوب العربية والإسلامية، وأوصلت صوت المظلومين إلى العالم، فالإعلام القطري اليوم يُعد من أبرز أدوات القوة الناعمة التي تستخدمها الدولة لتثبيت مكانتها وحماية مصالحها، وهو ما جعل الاحتلال يرى فيه خصماً موازياً لا يقل خطورة عن القوة العسكرية، ومن هذا المنطلق، فإن الهجوم الإسرائيلي الأخير على الدوحة يُفسَّر أيضاً كمحاولة لإسكات الصوت الإعلامي الحر الذي يفضح جرائم الاحتلال في فلسطين وغزة.

الدوحة عاصمة للمفاوضات والسلام
لطالما كانت قطر وجهة للسلام، من لبنان إلى السودان، ومن أفغانستان إلى فلسطين، فقد أثبتت قدرتها على جمع الأطراف المتصارعة على طاولة واحدة، وتوفير بيئة آمنة للحوار، هذه الدبلوماسية المرنة منحتها مكانة استثنائية في العالم، وجعلت قادتها موضع ثقة في الأزمات الكبرى، واليوم، حين يجتمع القادة العرب والمسلمون في الدوحة لمواجهة الهجوم الإسرائيلي، يتأكد مجدداً أن هذه العاصمة ليست فقط مكاناً جغرافياً، بل منصة لصناعة السلام، وإعادة التوازن في عالم يزداد اضطراباً.

الأردن ورسالة الملك عبدالله الثاني ... صوت العدل في زمن الانكسار
في خضم هذا المشهد، جاء الموقف الأردني بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين ليشكل ركيزة أساسية في القمة، فقد ألقى جلالته كلمة نارية عبر فيها عن وقوف الأردن ملكاً وحكومةً وشعباً بقوة وصلابة إلى جانب قطر، قيادةً وشعباً، مؤكداً أن أي استهداف للدوحة هو استهداف للأمة جمعاء، لم يكتفِ جلالة الملك عبدالله الثاني بالتصريحات الدبلوماسية، بل أعاد التأكيد على ثوابت الأردن تجاه القضية الفلسطينية وحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره على أرضه، مشدداً على أن الأردن سيبقى الحارس الأمين للقدس والمقدسات، هذا الموقف عزز الثقة المتبادلة بين عمّان والدوحة، ورسخ صورة الأردن كدولة تقف دائماً في الخطوط الأمامية دفاعاً عن قضايا الأمة.

التحالف الأردني-القطري كقوة إقليمية
إن ما يجمع الأردن وقطر يتجاوز إطار العلاقات الدبلوماسية التقليدية، ليصل إلى مستوى التحالف الاستراتيجي المبني على الثقة والتضامن، الأردن الذي يمتلك خبرة عسكرية وأمنية واسعة، وقطر التي تتمتع بقوة اقتصادية وإعلامية عالمية، يُشكلان معاً نموذجاً لشراكة فاعلة قادرة على مواجهة التحديات الإقليمية، لقد ظهر هذا التناغم جلياً خلال القمة، حيث أكد الطرفان أن استقرار المنطقة لا يمكن أن يتحقق إلا من خلال تعاون عربي صادق، وأن التصدي للمخططات الإسرائيلية يتطلب توحيد المواقف، لا التشرذم والانقسام.
دعم الأردن المستمر للقضية الفلسطينية
لم يكن دعم الأردن للقضية الفلسطينية مجرد موقف عابر، بل هو عقيدة سياسية ثابتة منذ تأسيس الدولة، وقد جاء خطاب جلالة الملك عبدالله الثاني ليُعيد التذكير بأن الأردن سيبقى صامداً في الدفاع عن حقوق الفلسطينيين، مهما اشتدت التحديات، وقد أكد جلالته أن غزة اليوم ليست وحدها، وأن القدس ليست قضية ثانوية، بل هي قلب الصراع وأساس أي سلام عادل، هذا الخطاب الملهم يعكس إدراكاً عميقاً لمسؤولية الأردن التاريخية تجاه فلسطين، ويجسد مكانته كصوت الحق في زمن الصمت والتخاذل.

أهمية القمة ورسالتها للعالم
القمة العربية والإسلامية في الدوحة لم تكن مجرد رد فعل على هجوم غادر، بل كانت رسالة موجهة إلى العالم أجمع: أن العرب والمسلمين قادرون على توحيد صفوفهم في مواجهة التحديات، الرسالة كانت واضحة: لا يمكن لأي قوة، مهما بلغت، أن تهدد وحدة الأمة أو تكسر إرادتها، ومن خلال حضور قادة عرب ومسلمين، ومن بينهم جلالة الملك عبدالله الثاني وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، برزت صورة جديدة للتضامن العربي الذي يضع مصلحة الأمة فوق كل اعتبار.

في الختام: فقد أثبتت قمة الدوحة في 15 سبتمبر 2025 أن الأمة العربية والإسلامية، برغم جراحها وتحدياتها، لا تزال قادرة على النهوض حين تدعوها لحظة المصير، جاءت هذه القمة بعد الهجوم الإسرائيلي على العاصمة القطرية لتؤكد أن الاعتداء على قطر هو اعتداء على كل بيت عربي ومسلم، وأن الرد لا يكون بالتنديد فقط، بل بتوحيد الصفوف ورسم استراتيجيات واضحة لمستقبل أكثر أماناً وعدلاً، لقد تجلت في مواقف قطر الشجاعة وقوة الأردن الثابتة إرادة صلبة لا تلين، ورسالة واضحة للعالم: أننا أمة حية، لا تقبل الابتزاز ولا الخضوع، وما بين حكمة الدوحة وصلابة عمّان، ولدت مرحلة جديدة تُعيد الاعتبار للقضية الفلسطينية، وتُعزز التضامن العربي والإسلامي في مواجهة التحديات المصيرية، إنها ليست نهاية المطاف، بل بداية عهد جديد، عنوانه الثقة بالذات والإصرار على صناعة مستقبل أفضل.

توصيات الاستراتيجية: إن المرحلة الراهنة تستدعي خطوات عملية تتجاوز حدود الخطابات، ومن أبرزها:
1. تشكيل لجنة عربية إسلامية دائمة لمتابعة الاعتداء الإسرائيلي على الدوحة وتوثيق تداعياته على الأمن الإقليمي.
2. إطلاق صندوق دعم اقتصادي وإعلامي مشترك لتعزيز صمود الدول المستهدفة سياسياً أو أمنياً.
3. بناء استراتيجية إعلامية موحدة يقودها الإعلام القطري والأردني لتفنيد الروايات الإسرائيلية وفضح جرائم الاحتلال.
4. تعزيز التعاون الدفاعي والأمني العربي-الإسلامي لمواجهة أي تهديدات مستقبلية.
5. إعادة تعريف العلاقة مع القوى الدولية بما يضمن مواقف أكثر صرامة تجاه الاعتداءات الإسرائيلية، ويعيد التوازن في النظام العالمي.
6. تعزيز التنسيق الأمني والسياسي بين قطر والأردن ودول الإقليم كجبهة ردع موحدة.
7. الضغط الدبلوماسي في الأمم المتحدة والمحافل الدولية لإدانة إسرائيل بقرارات مُلزمة.
8. استثمار الثقل الاقتصادي الخليجي للضغط على القوى الكبرى للالتزام بالشرعية الدولية.
9. وضع استراتيجية ثقافية وإعلامية لتوحيد خطاب الأمة وتعزيز الهوية الجامعة.











طباعة
  • المشاهدات: 4742
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
18-09-2025 10:03 AM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
ما مدى رضاكم عن أداء وزارة الاتصال الحكومي بقيادة الوزير محمد المومني؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم