بقلم : د. معتز بالله ابو عواد
في زمن تتكاثر فيه النكبات على أمتنا، وفي وقت لم يعد فيه للصمت معنى سوى التخاذل جاء خطاب جلالتكم في القمة العربية اليوم ليضع النقاط على الحروف: الحكومة الإسرائيلية المتطرفة خرقت كل القوانين والأعراف، قتلت وجوّعت وهجّرت، وبسطت يدها على الضفة الغربية لتنسف حل الدولتين، وتواصل تهديدها لأمن لبنان وسوريا، حتى إنها لم تتورع عن خرق السيادة القطرية وترويع أهلها، وكأنها دولة فوق القانون.

الوصاية الهاشمية ليست ورقًا في مهب الريح

جلالتكم أكدتم أن الوصاية الهاشمية على القدس والمقدسات الإسلامية والمسيحية ليست شعارًا ولا ورقة تفاوضية، بل هي عهد دم وتاريخ، خط أحمر لا يقبل المساومة ولا التفريط. الرسالة هنا واضحة: القدس ليست وحدها، وأهلها ليسوا وحدهم، والأردن حاضر في قلب المعركة.

وفيما يصدح صوت جلالتكم في قاعات القمة العربية ، نقول بلغة الوفاء والإصرار:
“يا أبو حسين عطنا سلاح.. إحنا نحارب وأنت ارتاح.”
ليست مجرد كلمات، بل تعبير عن جيل كامل يرى في أوامر قائده شرفًا وفي التضحية سبيلًا لحماية الأردن والقدس معًا. إنها عقيدة متوارثة: أن الكرامة لا تُستجدى، بل تُنتزع.

خطابكم حمل دعوة صريحة للعالم بضرورة ردع هذه الحكومة المتطرفة ووقف الحرب على غزة، ومنع تهجير أهلها، لأن استمرار هذه السياسات يهدد المنطقة بأسرها. لكن بين سطور الخطاب، يقرأ الأردنيون رسالة أعمق: إذا قصّر العالم، فللشعوب كلمتها، وللشباب موقفهم، والأردن لن يرضى أن يكون متفرجًا على اقتلاع التاريخ وتهويد المقدسات.

اليوم يتلاقى صوت القيادة مع نبض الشعب: الملك يوجّه ويحذّر، والشباب يعلنون الجهوزية المطلقة.
فيا أبا الحسين، إن أمرت، فوالله نجعلها كصلاة العصر، لا شفع فيها ولا وتر.

الدكتور المعتز بالله ابوعواد