حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الأربعاء ,17 سبتمبر, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 4347

د. دانييلا القرعان تكتب: موقف جلالة الملك عبدالله الثاني الحازم في مؤتمر الدوحة

د. دانييلا القرعان تكتب: موقف جلالة الملك عبدالله الثاني الحازم في مؤتمر الدوحة

د. دانييلا القرعان تكتب: موقف جلالة الملك عبدالله الثاني الحازم في مؤتمر الدوحة

16-09-2025 10:04 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : د. دانييلا القرعان
بعيداً عن تقييم مؤتمر الدوحة هل جاءت مخرجاته ضمن تطلعات الشعوب العربية أم لا، لكنه يبقى "برأيي المتواضع" جهد عالمي موحد شكّل محطة فارقة في الموقف العربي والإسلامي تجاه العدوان الإسرائيلي بعد استهداف قيادات من حركة حماس داخل العاصمة القطرية، ففي هذا السياق يكفي بأن المؤتمر قد حقق كم هائل من التضامن العالمي مع قطر ومع غزة ومع قضية فلسطين، الأمر الذي لم يكن ليظهر بهذا الزخم والقوة أمام المجتمع الدولي لولا استثمار انعقاد هذا المؤتمر الذي جاء في وقته المناسب.

فيما يخص الأردن، كان حضور جلالة الملك عبدالله الثاني المؤتمر ليس بصفته زعيم عربي متضامن مع قطر فحسب، بل كصوت قيادي يوازن بين مقتضيات السياسة الواقعية والإلتزام التاريخي بالقضية الفلسطينية وبين حماية مبدأ الدفاع عن سيادة الدول، فمنذ اللحظة الأولى للعدوان الإسرائيلي الغاشم، أصدر جلالة الملك عبدالله الثاني موقفاً واضحاً يصف الهجوم على الدوحة أنه إعتداء صارخ على سيادة دولة عربية شقيقة، بالتالي إن المساس بأمن قطر يعد مساساً بأمن الأردن وبالمنطقة بأسرها، هذا الموقف الحازم رسّخ مكانة الأردن في مقدمة الدول المدافعة عن الشرعية الدولية، ومن هنا، قام جلالته وبعد هذا التصريح مباشرة بإيفاد ولي العهد الأمير الحسين إلى الدوحة حاملًا معه رسالة شخصية إلى أمير قطر الشيخ تميم تؤكد تضامن الأردن واستنكار الهجوم، هذه المبادرة لم تكن بروتوكولية بل رسالة سياسية تعكس وقوف الأردن الدائم في الصف الأول في الدفاع عن الشقيقة قطر، وكل حق عربي، ومن داخل أروقة المؤتمر، لعب جلالته دوراً محورياً في الدفع نحو موقف عربي واسلامي موحد يشدد على أن ما جرى ليس شأناً قطرياً فقط بل قضية مست الأمن القومي العربي والإسلامي كله، ويدعو إلى تحرك جماعي يشمل البعد السياسي والإعلامي والقانوني والإقتصادي كأولوية دون الإنجرار إلى أي مواجه مباشرة تستنزف الدول العربية، ويؤكد على أن العدوان الإسرائيلي على الدوحة مثله مثل عدوانه على غزة وأي منطقة عربية أخرى، لا يمكن فصله عن جوهر المشكلة التي تتمثل بغياب حل عادل وشامل لقضية العرب الأولى، إذ لا يمكن تحقيق السلام في المنطقة إلا بإنهاء الإحتلال وضمان حقوق الشعب الفلسطيني بحسب القرارات الدولية، ما جعل القضية الفلسطينية بما فيها العدوان على غزة والعدوان على قطر في قلب مداولات المؤتمر.

وبرأي المتواضع مرة أخرى، تجلى تأثير حضور جلالته في القمة في موقفه القوي الذي ساعد على صياغة خطاب جماعي جامع، في ظل مواقف دول كانت تتردد في رفع سقف الإدانة لإسرائيل، فوجود الأردن بقيادة جلالته أعطى ثقلًا إضافياً لقرارات المؤتمر، على إعتبار أن الأردن طالما لعب دور الإعتدال والصوت المستند إلى الشرعية الدولية، أما النقطة الأهم في دور الأردن وتأثير مشاركة جلالته الشخصية في المؤتمر فقد تجلت في توازن تعامله مع مطالبات البعض بضرورة إتخاذ خطوات تصعيدية، إذ جاء الدور الهاشمي عقلانياً جداً يركز على حشد التضامن ثم استخدام أدوات الضغط السياسية والقانونية، وهو الأمر الذي حظي بقبول واسع من المشاركين.

بعبارة أخرى. قاد جلالة الملك موقف الأردن في مؤتمر الدوحة الأخير بصلابة وحنكة سياسية، جمع فيها ما بين إدانة العدوان وبين تأكيد التضامن مع قطر إضافة لإعادة القضية الفلسطينية إلى صدارة الأجندة العربية، وبفضل رؤيته، تحوّل الأردن بشخص جلالته من مجرد دولة مشاركة في المؤتمر إلى صوت قيادي مؤثر يساهم في توحيد الصف العربي والإسلامي ويظهر أن الدفاع عن القدس وغزة والدوحة، وأي بقعة عربية أخرى، جزء لا يتجزأ من سياسة الأردن الحريصة على الأمن العربي القومي ككل.
.








طباعة
  • المشاهدات: 4347
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
16-09-2025 10:04 AM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
ما مدى رضاكم عن أداء وزارة الاتصال الحكومي بقيادة الوزير محمد المومني؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم