16-09-2025 08:55 AM
بقلم : نضال أنور المجالي
في قمة الدوحة الاستثنائية، لم يكن خطاب جلالة الملك عبد الله الثاني مجرد كلمة دبلوماسية عابرة، بل كان صرخة مدوية خرجت من قلب العروبة، تدق ناقوس الخطر وتفضح زيف الصمت الدولي. لم يأتِ الملك ليُلقي بياناً تقليدياً، بل جاء ليضع النقاط على الحروف، وليؤكد أن أمن قطر هو أمن الأردن، وأن أي عدوان على شبر من الأراضي العربية هو اعتداء على الأمة بأسرها.
لقد ربط جلالته بوضوح تام بين العدوان الإسرائيلي الهمجي على قطر والوحشية التي تُمارس في غزة. هذا الربط لم يكن صدفة، بل كان كشفاً عن استراتيجية إسرائيلية ممنهجة لزعزعة استقرار المنطقة بالكامل، لا تقتصر على فلسطين وحدها. إن وصف الملك لتصرفات إسرائيل بـ"الإرهابية والعنصرية" لم يكن مجرد توصيف، بل كان شهادة حق من زعيم عربي يرى بأم عينيه كيف تُقوّض سياسات الاحتلال كل فرص السلام، وكيف تُغتال أحلام حل الدولتين يوماً بعد يوم.
لقد دعا الملك إلى ما هو أبعد من الإدانة والشجب. فقد طالب بـرد عربي وإسلامي موحد وحاسم، واقترح أن يُصبح الهجوم على أي دولة عربية أو إسلامية بمثابة تهديد شامل للأمة. هذه الدعوة ليست مجرد اقتراح، بل هي خارطة طريق للخلاص من حالة التشرذم التي جعلت أمتنا لقمة سائغة لأطماع الاحتلال.
وفيما يتعلق بـحرب غزة، لم ينسَ الملك أن يذكّر الجميع بالجرح النازف. أكد على ضرورة وضع خارطة طريق شاملة لوقف إطلاق النار، ومنع التهجير القسري، وحماية المقدسات. هذا التأكيد هو تذكير بأن القضية الفلسطينية هي بوصلة الأمة، وأن أي حديث عن استقرار المنطقة دون تحقيق العدالة للشعب الفلسطيني هو حديث فارغ.
باختصار، كان خطاب الملك في الدوحة صوتاً للضمير العربي، وصرخة في وجه الظلم، ودعوة للوحدة واليقظة. إنه ليس مجرد مقال يُقرأ، بل هو دعوة للعمل تُسمع، وكلمات يجب أن تترجم إلى أفعال على أرض الواقع.
حفظ الله الاردن والهاشمين
الكاتب.نضال انور المجالي
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
16-09-2025 08:55 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |