حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الخميس ,18 سبتمبر, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 3538

الدكتور فارس العمارات يكتب: إشكالية قياس القوة في الفضاء السيبراني

الدكتور فارس العمارات يكتب: إشكالية قياس القوة في الفضاء السيبراني

الدكتور فارس العمارات يكتب: إشكالية قياس القوة في الفضاء السيبراني

16-09-2025 08:23 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : الدكتور فارس العمارات
تمثل النزاعات الإلكترونية تحديًا معقدًا لفهم العلاقات الدولية وتفسيرها في الوقت الحالي، حيث تعكس تفاعل القوى والمصالح في بيئة جديدة وغير تقليدية تختلف عن الساحات التقليدية للصراعات مثل الأرض، والبحر والجو. يعد الفضاء الإلكتروني ساحة مفتوحة بلا حواجز مادية، حيث تتنافس الدول والجهات غير الحكومية بطرق جديدة من المنافسة والتأثير، متجاوزة الحدود الجغرافية والقانونية. في هذا الإطار، يوفر الفضاء الإلكتروني فرصًا وتهديدات متزايدة، مما يغير بشكل جذري مفاهيم الأمن السيبراني والاستراتيجيات العسكرية والتجارية، ومع تزايد أهمية الفضاء الإلكتروني، أصبحت النزاعات السيبرانية ليست مسألة تقنية فقط، بل هي ظاهرة لها أبعاد سياسية واقتصادية وأمنية متعددة، تتداخل فيها مصالح القوى الكبرى مع الجهات غير الحكومية. من هجمات الفدية إلى الهجمات الإلكترونية على البنية التحتية الحيوية، تسلط هذه النزاعات الضوء على التحديات الكبيرة التي تواجه الدول في تأمين أمنها الوطني والتصدي للمخاطر الناتجة. في ظل هذه التغيرات، أصبحت العمليات السيبرانية جزءًا أساسيًا من استراتيجيات الصراع السياسي والعسكري على الساحة العالمية.
وتؤكد الواقعية على أهمية قياس القوة لفهم الديناميات الدولية وتحقيق توازن القوى بين الدول. ومع ذلك فإن تطبيق هذا المصطلح في الفضاء الإلكتروني يعرضنا لتحديات معقدة تتجاوز القياسات التقليدية للقوة والتي تركز عادةً على الجوانب المادية مثل :القوة العسكرية، والقدرة الاقتصادية، والنفوذ السياسي، والتأثير الثقافي. وان غياب المؤشرات الملموسةعلى خلاف القوة العسكرية التقليدية التي يمكن قياسها من خلال معدات الجيش وعدد الجنود المنتشرين، تفتقر القوة السيبرانية إلى مظاهر مادية واضحة، مثل عدد الهجمات الناجحة أو حجم البنية التحتية الرقمية. لذا، يصبح قياس القوة التقليدي غير كافٍ عند العمل في المجال السيبراني الذي يفتقر إلى الجوانب الملموسة التي تسهل التقييم الكمي.
ويتعلق الغموض حول القدرات الهجومية كونه يُعد من أكبر التحديات التي تواجه قياس القوة في الفضاء السيبراني هو عدم الوضوح المحيط بالقدرات الهجومية للدول. رغم أهمية هذه القدرات في النزاعات السيبرانية فإن الدول نادرًا ما تكشف عن قوتها الهجومية في الفضاء الإلكتروني لأسباب تتعلق بالسرية أو لدورها في استراتيجيات الردع. وهذا الغموض يخلق فجوة في تقدير القوة الحقيقية للدول في المجال السيبراني، مما يجعل من الصعب فهمها من خلال الأطر التقليدية للواقعية التي تعتمد على معايير واضحة للقوة العسكرية اما التأثير غير المتكافئ. فإن القدرة على استغلال الفضاء السيبراني تعد أداة قوية تؤثر بشكل كبير بغض النظر عن حجم الدولة أو مواردها. فقد تتمكن دول صغيرة أو جماعات غير حكومية من تحقيق تأثيرات جسيمة على الأمن السيبراني العالمي من خلال موارد محدودة وتكاليف أقل بالمقارنة مع القوة العسكرية التقليدية. وهذا يعيد تعريف مفهوم القوة في العلاقات الدولية، حيث لم تعد القوة مرتبطة فقط بعدد القوات أو المعدات العسكرية، بل أصبحت تعتمد بشكل متزايد على المهارات السيبرانية والقدرة على التأثير في الفضاء الرقمي.











طباعة
  • المشاهدات: 3538
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
16-09-2025 08:23 AM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
ما مدى رضاكم عن أداء وزارة الاتصال الحكومي بقيادة الوزير محمد المومني؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم