بقلم : نضال أنور المجالي
​تنعقد قمة الدوحة الاستثنائية اليوم في ظل ظروف إقليمية ودولية بالغة التعقيد، تفرض تحديات غير مسبوقة على المنطقة. هذه القمة التي جاءت بدعوة من دولة قطر، بعد الهجوم الذي استهدف الدوحة، لا تقتصر أهميتها على إدانة هذا العدوان فحسب، بل تمتد لتشكل نقطة تحول مفصلية في مسار العمل العربي والإسلامي المشترك.
​تضامن مطلق.. رسالة عربية وإسلامية موحدة
​يمثل التوافد العربي والإسلامي على الدوحة تأكيدًا واضحًا على وحدة الصف ورفضًا قاطعًا لأي انتهاك لسيادة الدول العربية. مشروع البيان الختامي للقمة، الذي تم تداوله، يؤكد على التضامن المطلق مع قطر ودعمها في مواجهة العدوان الإسرائيلي. هذا التضامن ليس مجرد موقف بروتوكولي، بل هو رسالة عملية مفادها أن استهداف أي عاصمة عربية هو استهداف للمنطقة بأسرها.
​البيان المرتقب يدين الهجوم على الدوحة باعتباره انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي، وتهديدًا مباشرًا للسلم والأمن الإقليميين. كما يشيد بالموقف القطري "الحضاري والحكيم" في التعامل مع الأزمة، مؤكدًا على التزام قطر بمواصلة جهود الوساطة رغم هذه التحديات. هذا الموقف الجماعي يعكس وعيًا متزايدًا لدى الدول العربية والإسلامية بأن الأمن الإقليمي لا يتجزأ، وأن تجاوزات إسرائيل لن تمر دون رد.
​تحذير من تقويض السلام.. مستقبل غامض لجهود الوساطة
​إلى جانب التضامن، يبرز التحذير من تقويض السلام كعنوان رئيسي لهذه القمة. الهجوم على الدوحة لم يستهدف فقط سيادة دولة قطر، بل استهدف أيضًا جهود الوساطة التي تبذلها بالتعاون مع مصر والولايات المتحدة لوقف الحرب في غزة. هذا الهجوم يهدد بتعطيل المساعي الدبلوماسية الرامية إلى التوصل إلى حل سياسي عادل وشامل.
​القمة تحمل في طياتها توقعات بوضع آليات عملية للضغط على المجتمع الدولي، وتحديدًا مجلس الأمن، لتحمل مسؤولياته في إنهاء الاحتلال ووقف العدوان. ومن الممكن أن تبحث القمة خطوات تصعيدية، مثل مراجعة العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل، أو فرض عقوبات اقتصادية، وإن كانت هذه الخيارات مرهونة بحجم التوافق بين الدول المشاركة.
​من المتوقع أن يركز البيان الختامي على ضرورة إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة كسبيل وحيد لتحقيق السلام، ورفض أي محاولات لتهجير الشعب الفلسطيني. كما سيسلط الضوء على دور قطر المحوري في الوساطة، مؤكداً أن أي هجوم عليها هو اعتداء على مساعي السلام نفسها.
​إن ما يجري في الدوحة اليوم ليس مجرد اجتماع عادي، بل هو محاولة لرسم خارطة طريق جديدة للأمن والاستقرار في المنطقة، ومحاولة لردع من يعتقد أن بالإمكان العبث بسيادة الدول أو استهداف جهود السلام دون عواقب. تبقى العيون شاخصة نحو مخرجات هذه القمة، التي قد تحدد ملامح المرحلة القادمة في الشرق الأوسط.
حفظ الله الاردن والهاشمين
نضال انور المجالي