14-09-2025 10:18 PM
سرايا - تشير العديد من الدراسات العلمية إلى تأثير الحرارة الشديدة على صحة الإنسان عموماً، خاصة الأطفال والبالغين أكثر من 65 عاماً. ولكن المرضى أكثر عرضة لمخاطر التعرض للجو الحار.
ومن بين الفئات، التي ينصحها الأطباء بالأخذ بأسباب الحيطة والحذر، إذا ارتفعت درجات الحرارة إلى مستويات عالية، هم مرضى القلب والشرايين.
ولا تزال أمراض القلب والشرايين أهم أسباب الوفاة في العالم، على الرغم من التطور في الخدمات الصحية، وحملات التوعية والوقاية، ويبلغ عدد ضحاياها نحو 19.8 مليون شخص سنوياً، بحسب منظمة الصحة العالمية.
وتذكر الجمعية الأمريكية لأمراض القلب في دراسة نشرتها في 2024 أن الأدلة، التي جمعتها حديثاً، توضح تأثير عوامل الطقس والحرارة الشديدة على مرضى القلب والشرايين.
وبينما توسع الباحثون في بيان تأثير البرد وتلوث الهواء، على أمراض القلب الشرايين، فإن مفعول الحرارة الشديدة على المرضى، لا يزال بحاجة إلى المزيد من البحث والدراسة، حسب الجمعية الأمريكية.
وتقول إن الحرارة الشديدة أدت إلى 93 ألف وفاة بين مرضى القلب والشرايين عبر العالم في عام 2019 وحده. وكشفت الدراسة أن التعرض للحرارة الشديدة لساعة واحدة يومياً يرفع مخاطر الموت لدى مرضى القلب والشرايين. وتختلف النسب من منطقة لأخرى.
وبينت الأدلة تزايداً في عدد الوفيات بين مرضى القلب والشرايين بنسبة 2,1 في المئة كلما ارتفعت الحرارة بدرجة واحدة. وترتفع مخاطر الوفاة بين مرضى القلب والشرايين بنسبة 11,7 في المئة في الظروف نفسها.
ويكون تأثير الحرارة الشديدة على مرضى القلب والشرايين عادة في اليوم نفسه الذي يتعرضون فيه للحرارة. وقد يظهر التأثير بعد أيام من ذلك. ويختلف هذا التأثير المؤجل من منطقة إلى أخرى ومن مرض إلى آخر. وتمتد الفترة من يوم إلى 10 أيام.
وهناك فرق بين الذكور والإناث فيما يتعلق بنسبة الوفاة بسبب الحرارة الشديدة بين مرضى القلب والشرايين. ويرجع ذلك إلى اختلاف العادات والنشاطات الاجتماعية والمهن، فضلاً عن الاختلافات الجسمية بين الذكور والإناث.
ففي عام 2019، سجل العالم وفاة 50 ألف مريض من الذكور بسبب الحرارة الشديدة، بينما كان عدد الوفيات بين الإناث 42 ألفاً. ولكن اختلاف عدد الوفيات بين الذكور والإناث بحاجة إلى المزيد من البحث والدراسة لفهم حقيقته، لأن هناك دراسات أظهرت نسباً أعلى بين الإناث.
والثابت من خلال الأدلة العلمية أن هناك علاقة بين الحرارة الشديدة وعدد وفيات مرضى القلب والشرايين. وعليه فإن ارتفاع درجات الحرارة، بسبب تغير المناخ، سيؤدي حتماً إلى تزايد نسبة الوفيات بين مرضى القلب والشرايين.
وتوضح الإحصائيات أن وفيات مرضى القلب والشرايين، بسبب الحرارة الشديدة، سجلت تزايدا خطيا (بمعدل ثابت) من 13 ألف وفاة في 1990 إلى 93 ألفاً في 2019.
ويحمل التعرض للحرارة الشديدة مخاطر صحية على جميع الفئات العمرية، ولكن المخاطر أكبر بالنسبة لكبار السن والحوامل، والمصابين بالأمراض المزمنة.
ويقول البروفيسور، سليم بن خدة، رئيس قسم أمراض القلب والشرايين، في مستشفى مصطفى باشا بالجزائر، إن خطورة الحرارة الشديدة على مرضى القلب والشرايين تحديداً تمكن في أنها ترهق القلب والدورة الدموية.
ومن الفئات الأكثر تضرراً من التعرض للحرارة الشديدة كبار السن، فوق 70 سنة، لأن آلية التعرق وتنظيم الحرارة عندهم ضعيفة. ويسبب لهم هذا الأمر ضعفاً في الإحساس بالعطش.
وتؤثر الحرارة الشديدة على مرضى القلب خاصة الذين يعانون منهم من قصور في القلب، أو من الذبحة الصدرية، أو اضطرابات في النظم.
ويتأثر مرضى ضغط الدم بالحرارة الشديدة لأنها قد تؤدي إلى هبوط أو ارتفاع في الضغط بصورة مفاجئة. أما مرضى السكري فتضعف الحرارة الشديدة إحساسهم بالعطش، وتؤثر على عمل الكليتين لديهم. وقد تسبب جفافاً خطيراً واضطراباً في الأملاح لدى مرضى الكلى.
ويذكر البروفيسور بن خدة أن الأطفال والرضع عموماً أجسامهم لا تتحمل الحرارة الشديدة، وعليه فإنها تؤثر على صحتهم أكثر من غيرهم.
ويكون تأثير الحرارة الشديدة أكبر على مرضى القلب والشرايين إذا كانوا يعملون في مجالات معينة مثل البناء والزراعة والحرف اليدوية. وذلك لأنهم يتعرضون للحرارة الشديدة لفترة طويلة أثناء عملهم، ويصابون بضربات الشمس.
كيف نحافظ على صحة القلب أثناء موجات الحر الشديدة؟
يوصي البروفيسور بن خدة المصابين بأمراض القلب والشرايين خاصة بشرب الماء بانتظام (1،5 إلى 2 لتر على الأقل في اليوم). وينبه إلى أن كبار السن يضعف لديهم الإحساس بالعطش، وبالتالي عليهم أن يحرصوا على شرب الماء تلقائياً في أيام الحر الشديد.
وينصح مرضى القلب والشرايين عموماً بتجنب المجهود البدني أو ممارسة الرياضة وقت الظهيرة. أما مرضى ارتفاع ضغط الدم أو قصور القلب تحديداً، فعليهم مراقبة الضغط لديهم يومياً، والاستمرار في تناول الأدوية وعدم تغييرها إلا بعد استشارة الطبيب.
وتساعد التغذية الصحية والملائمة لكل حالة في الوقاية من الأزمات وحماية الجسم. ولذلك ينصح الطبيب مرضى القلب والشرايين، أثناء فصل الحرارة، بتناول وجبات خفيفة تتضمن الخضر والفواكه، وبتقليل الملح في طعامهم.
ويجدر بهم التزام الأماكن، التي فيها تكييف الهواء، أو المراوح. وعليهم تجنب الخروج في أوقات الحر الشديد (من 11 صباحاً إلى الثالثة بعد الظهر)، أوالمكوث في الأماكن، التي ترتفع فيها درجات الحرارة، إلى مستويات تضر بصحتهم.
ولابد لهم إذا خرجوا أثناء الحر ارتداء قبعة أو مظلة تقيهم من لفحات الشمس الحارقة، وعليهم تبليل الرأس والوجه باستمرار.
ومن الأفضل تناول وجبات خفيفة ومتعددة طوال اليوم بدل وجبة كبيرة دسمة. ويحسن بمن يعاني من أمراض القلب والشرايين أن يحمل معه قارورة ماء عندما يخرج من البيت، في أوقات الحر، ليشرب بانتظام.
أما في البيت، فالمطلوب إغلاق النوافذ في النهار عندما تشتد الحرارة، وفتحها ليلاً، عندما يتلطف الجو نسبياً.
أخطاء شائعة بين مرضى القلب
يذكر البروفيسور بن خدة من تجربته مع مرضاه في الجزائر عدداً من الأخطاء يقع فيها مرضى القلب والشرايين، وينصحهم بتجنبها من أجل الحفاظ على صحتهم، وتفادي الأزمات، التي قد تلحق بهم جراءها.
ومن بين هذه الأخطاء التوقف عن تناول عن الدواء: بعض المرضى يتوقفون عن تناول مدرات البول، خوفاً من الجفاف، أو يتوقفون عن تناول أدوية الضغط دون استشارة الطبيب، وهذا يسبب لهم أزمات قلبية.
من الأخطاء الشائعة أيضاً قلة شرب الماء: كثير من المرضى يظنون أن شرب الماء يسبب "انتفاخاً في الرجلين" أو "ثِقَلاً على القلب"، فيمتنعون عن شربه، وهذا يؤدي بهم إلى جفاف في الجسم واضطراب في الأملاح لديهم.
الإفراط في المشروبات الغازية بدل الماء، من الأخطاء الكبيرة، التي على مرضى القلب والشرايين أن ينتبهوا إليها. فالمشروبات الغازية نفسها من مدرات البول، وتزيد من فقدان السوائل.
التعرض الطويل للشمس: كثير من الرجال خاصة يجلسون تحت الشمس أو يتسلون بالألعاب في أماكن مغلقة وحارة. وهذا يسبب لهم متاعب كثيرة إذا كانوا يعانون من أمراض القلب والشرايين.
المجهود البدني العنيف: خاصة في الظهيرة، يضاعف الحمل على القلب، ويرهقه.
الانتقال المفاجئ من الحرارة الشديدة إلى مكان فيه تكييف بارد جدا يسبب أضطرابا في الضغط ونوبات لمرضى الشرايين التاجية.
ويجمل الطبيب نصائحه لمرضى القلب والشرايين في شرب الماء والراحة والبرودة، وتجنب الأخطاء الشائعة، وتجنب التعرض للحرارة الشديدة. كما يوصي باستشارة الطبيب عند ظهور أي أعراض جديدة على المريض.
السكتة الحرارية
تحذر جمعية القلب البريطانية مرضى القلب والشرايين من السكتة الحرارية. وتقول، على موقعها، إن فقدان كميات كبيرة من السوائل، قد يؤدي إلى ارتفاع الحرارة الداخلية للجسم. وهو أمر فيه خطر على حياة المريض إذا لم يتلق العلاج المناسب.
وتشمل أعراض السكتة الحرارية التعرق، وبرودة ورطوبة في الجلد، والدوخة، والإغماء، والتقلص العضلي، وطفح الحر، والانتفاخ في الكاحل، التنفس الضحل أو السطح، والغثيان والقيء.
ويحتاج المصاب بالسكتة الحرارية إلى رعاية طبية عاجلة.
التدخين عدو للقلب أيضاً
تقول منظمة الصحة العالمية في تقرير على موقعها إن التدخين مسؤول عن 20 في المئة من الوفيات بين المصابين بمرض الشريان التاجي. وتضيف أن 1,9 مليون شخص يموتون سنوياً في العالم بسبب أمراض القلب الناتجة عن التدخين.
ويوضح التقرير أن سيجارة واحدة في اليوم، أو التدخين غير المنتظم، أو حتى التعرض لدخان الآخرين، كلها تضاعف مخاطر أمراض القلب. ولكن الإقلاع عن التدخين يقلل تلك المخاطر بنسبة 50 في المئة، بعد عام واحد من التوقف.
وينبه الباحثون إلى أن السيجارة الالكترونية ليست أقل خطورة من السيجارة التقليدية. فهي مسؤولة عن 200 ألف وفاة بأمراض القلب سنوياً. ويؤدي التدخين الالكتروني إلى ارتفاع ضغط الدم، وزيادة مخاطر الإصابة بأمراض القلب والشرايين.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
14-09-2025 10:18 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |