حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الإثنين ,15 سبتمبر, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 2628

الأب عماد الطوال يكتب: هل التعليم الخاص في الأردن في مفترق طرق؟

الأب عماد الطوال يكتب: هل التعليم الخاص في الأردن في مفترق طرق؟

الأب عماد الطوال يكتب: هل التعليم الخاص في الأردن في مفترق طرق؟

14-09-2025 03:39 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم : الأب عماد الطوال
تشكل المدارس الخاصة في الأردن ركيزة مهمة في دعم وتطوير المنظومة التعليمية الوطنية إذ تقدم خيارات تعليمية متنوعة تسهم في رفع جودة التعليم وتنويع المناهج، ومع تزايد الإقبال على هذه المدارس خلال السنوات الأخيرة برزت مجموعة من التحديات الهيكلية والأكاديمية والمالية التي قد تعيق قدرتها على تحقيق التميز والاستدامة، يهدف هذا الطرح إلى استعراض هذه التحديات وتحليل أسبابها إضافة إلى اقتراح حلول عملية واستراتيجيات قابلة للتنفيذ لتعزيز جودة العملية التعليمية وتحقيق بيئة تعليمية متكاملة لجميع الطلبة.
التحديات الرئيسة
- الإدارة والقيادة المدرسية: تواجه العديد من المدارس الخاصة قصورًا في التخطيط الاستراتيجي طويل المدى إلى جانب ضعف واضح في توزيع الأدوار والمسؤوليات بين الكوادر الإدارية والتعليمية الأمر الذي ينعكس على كفاءة اتخاذ القرار وجودة الأداء المؤسسي كما أن بعض القيادات التربوية تعاني من نقص في برامج التدريب الإداري المتخصص مما يقلل من قدرتها على مواكبة متطلبات التطوير التربوي الحديث.
- البنية التحتية: تتسم البنية التحتية في المدارس الخاصة بالتفاوت الكبير بين مدرسة وأخرى سواء من حيث التجهيزات أو المرافق التعليمية مثل المختبرات والمكتبات والمرافق الرياضية، هذا إلى جانب قصور في تحديث هذه المرافق بما يتلاءم مع متطلبات التعليم الحديث فضلًا عن محدودية الموارد المالية المخصصة للصيانة والتطوير الدوري مما ينعكس سلبًا على البيئة التعليمية المقدمة للطلبة.
- الكوادر التعليمية: تعاني المدارس الخاصة من نقص في المعلمين المؤهلين خاصة في تخصصات العلوم والتكنولوجيا واللغات الأجنبية، ويضاف إلى ذلك الأعباء التدريسية المتزايدة على الكادر الموجود وهو ما يترك أثرًا مباشرًا على جودة الأداء في الصفوف، كما أن برامج التطوير المهني المستمر للمعلمين ما تزال محدودة مما يقلل من قدرتهم على مواكبة أحدث استراتيجيات التدريس وأساليب التعليم الحديثة.
- البعد المالي: تُعد التكلفة المالية للتعليم الخاص أحد أبرز التحديات التي تواجه أولياء الأمور حيث تشهد الرسوم الدراسية ارتفاعًا ملحوظًا يفوق قدرة شريحة واسعة من الأسر، إضافة إلى ذلك هناك تفاوت كبير بين كلفة التعليم الخاص من مدرسة إلى أخرى في غياب معايير واضحة تضبط هذه الرسوم في حين أن المنح والمساعدات الموجهة للأسر ذات الدخل المحدود لا تزال محدودة ولا تغطي الاحتياجات الفعلية.
- التحول الرقمي والتعليم الإلكتروني: أظهرت تجربة التعليم عن بعد وجود ضعف واضح في البنية التحتية التكنولوجية لدى عدد من المدارس فضلًا عن نقص تدريب الكادر التعليمي على استخدام أدوات التعليم الإلكتروني، كما أن تفاعل الطلبة مع المنصات الرقمية ما يزال محدودًا نتيجة ضعف المتابعة والتحفيز مما يشير إلى الحاجة إلى تطوير نهج متكامل للتعليم المدمج.
الحلول والاستراتيجيات المقترحة
- تطوير القيادة المدرسية: يجب العمل على إعداد برامج تدريب متقدمة في القيادة التربوية والتخطيط الاستراتيجي إلى جانب اعتماد أنظمة تقييم ومتابعة دورية لأداء الإداريين وتعزيز قنوات التواصل الفعّال بين الإدارة والمعلمين لضمان وضوح الأدوار وتحقيق الانسجام المؤسسي.
- تحسين البنية التحتية: يمثل تحديث المرافق التعليمية وفق المعايير الدولية أولوية ملحّة وذلك عبر بناء شراكات فاعلة مع القطاع الخاص والجهات المانحة لتوفير التمويل اللازم إضافة إلى وضع خطط صيانة وتطوير مستدامة تضمن استمرارية جودة الخدمات التعليمية المقدمة.
- الاستثمار في الكوادر التعليمية: يتطلب الأمر استقطاب معلمين ذوي كفاءات عالية وتقديم حوافز مادية ومعنوية تنافسية مع إطلاق برامج تدريب مهني مستمر تشمل أحدث الاتجاهات التربوية والرقمية كما ينبغي التعاون مع الجامعات لتطوير برامج إعداد وتأهيل المعلمين بما يلبي احتياجات المدارس الخاصة.
- ضبط الرسوم الدراسية وتعزيز العدالة المالية: يجب وضع هيكل مدروس للرسوم الدراسية يعكس جودة الخدمات المقدمة دون إرهاق الأسر إلى جانب توسيع قاعدة المنح والمساعدات للفئات الأقل دخلًا، كما أن تعزيز الشفافية المالية من خلال نشر تقارير دورية حول استخدام الموارد يشكل خطوة ضرورية لبناء الثقة بين المدارس والمجتمع.
- تسريع التحول الرقمي: يمثل الاستثمار في بنية تحتية رقمية متكاملة تشمل الأجهزة والشبكات والبرمجيات نقطة انطلاق أساسية مع توفير برامج تدريب متواصل للمعلمين والطلاب على أدوات التعليم الإلكتروني وتبني نموذج التعليم المدمج الذي يجمع بين الحضوري والرقمي لتحقيق تكامل أفضل في العملية التعليمية.
تشكل المدارس الخاصة في الأردن عنصرًا أساسيًا في إثراء وتطوير النظام التعليمي الوطني، غير أن الحفاظ على دورها الريادي يتطلب تبني إصلاحات متكاملة على المستويات الإدارية والبنية التحتية والموارد البشرية إضافة إلى معالجة التحديات المالية والتكنولوجية بجدية، إن الاستثمار في الجودة والابتكار سيعزز من قدرة هذه المدارس على إعداد جيل قادر على المنافسة ومواكبة متطلبات المستقبل بثقة وكفاءة.











طباعة
  • المشاهدات: 2628
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
14-09-2025 03:39 PM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
ما مدى رضاكم عن أداء وزارة الاتصال الحكومي بقيادة الوزير محمد المومني؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم