13-09-2025 08:26 AM
سرايا - رغم أن اختراق 19 طائرة مسيّرة روسية للأجواء البولندية في 10 سبتمبر لم يخلّف خسائر بشرية أو مادية تُذكر، إلا أنه سلط الضوء على فجوة مقلقة في قدرات الدفاع الأوروبية.
فالتصدي لمسيّرات زهيدة الكلفة باستخدام مقاتلات وصواريخ باهظة بدا غير عملي، ما أثار أسئلة محرجة حول مدى استعداد الناتو لعصر جديد من الحروب يعتمد على الطائرات المسيّرة، ودفع الاتحاد الأوروبي لإحياء مشاريع كبرى مثل "جدار المسيّرات" وتعزيز تحالفاته مع أوكرانيا.
ودخل ما يصل إلى 19 مسيّرة الأجواء البولندية –وبالتالي أجواء الناتو. وأُسقطت أربع منها فقط.
بعض المسؤولين الأوروبيين، الذين تحدثوا لـ إذاعة أوروبا الحرة/راديو ليبرتيL، أوضحوا أن الأولوية أعطيت للمسيّرات التي بدت متجهة نحو البنية التحتية الحيوية. ونظراً للأضرار المحدودة وغياب الضحايا، بدا هذا النهج مبرراً. لكن كثيرين تساءلوا: لماذا الاعتماد على طائرات AWACS ومقاتلات باهظة مثل F-35 بدلاً من أنظمة أرخص مثل Sky CTRL التي تستخدمها بولندا؟
الجواب قد يكون أن سلاح الجو يتدخل تلقائياً عندما يحلّق جسم مجهول فوق ارتفاع معين – عادة فوق 3 كيلومترات.
الأمين العام للناتو مارك روتّه قال إن الرد كان "ناجحاً للغاية" وأثبت أن الحلف قادر على "الدفاع عن كل شبر من أراضي الناتو، بما في ذلك أجواؤه".
لكن الحادث يثير أسئلة محرجة، خاصة إذا واصل الكرملين اختبار دول الناتو بهذه الطريقة. كما يفضح ثغرات في استعداد الحلف لعصر جديد من الحروب حيث تُستخدم المسيّرات على نطاق واسع.
الرد الحالي للناتو غير مستدام مالياً وغير فعّال عسكرياً. قال مسؤول أوروبي: "الصواريخ جو-جو مكلفة للغاية لاستخدامها ضد مسيّرات روسية رخيصة، وإذا أُرسلت 800 مرة واحدة – كما يحدث في أوكرانيا – فإن أوروبا ستستنزف ترسانتها بالكامل خلال أسابيع".
عقد مجلس شمال الأطلسي اجتماعاً بعد يوم من التوغل وطلب مراجعة لردع الجناح الشرقي للناتو بحثاً عن ثغرات محتملة. ومن المرجح أن يجد القائد الأعلى للحلف بعضها واضحة.
خلال هذا العام فقط، ظهرت مسيّرات روسية في بلغاريا ولاتفيا وليتوانيا ورومانيا. وفي أغسطس، انفجرت مسيّرة على الأراضي البولندية بعدما أفلتت من الرصد.
رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين أكدت في خطاب "حالة الاتحاد" أن الاتحاد بحاجة لتقوية دفاعاته ضد المسيّرات، معلنة التزاماً بقرض 6 مليارات يورو لدخول "تحالف المسيّرات" مع أوكرانيا. كما طرحت فكرة "مراقبة الجناح الشرقي" لتوفير "مراقبة فضائية في الوقت الحقيقي" من البلطيق حتى البحر الأسود، إضافة إلى بناء "جدار المسيّرات".
رغم أن المفوضية رفضت سابقاً تمويل مشروع مماثل اقترحته إستونيا ولاتفيا وليتوانيا، إلا أنها الآن تعيد النظر. التفاصيل لا تزال غامضة: لا أرقام ميزانية واضحة ولا نطاق جغرافي محدد ولا جدول زمني، سوى أن المفوضية ستعرض خارطة طريق في أكتوبر لمشاريع دفاعية مشتركة جديدة.
من البلطيق إلى البحر الأسود: دفاع جوي جديد
هناك مشروعان قائمان بالفعل: "خط الدفاع البلطيقي" لثلاث دول البلطيق و"الدرع الشرقي" لبولندا. سيستغرقان نحو عقد لاستكمالهما، وخصصت لهما مليارات اليوروهات.
التركيز سيكون على العقبات التقليدية مثل المخابئ والأسوار والخنادق، وأيضاً على الجانب التكنولوجي: مراقبة بالصور والإشارات والصوت، محطات وقواعد بيانات تتصل بأنظمة أسلحة – خصوصاً مسيّرات مضادة للمسيّرات.
هذه هي فكرة "جدار المسيّرات". ما بدأ كفكرة صناعية إستونية أصبح الآن مشروعاً في إطار الناتو، مع اهتمام شركات ألمانية ونرويجية وفنلندية وبولندية بالانضمام.
إذا دخل الاتحاد الأوروبي كممول، قد يمتد الجدار جنوباً ليغطي هنغاريا وسلوفاكيا وبلغاريا ورومانيا، حيث توفر أوكرانيا بالفعل غطاءً جزئياً بترسانتها الضخمة من المسيّرات.
النماذج الأكثر تعقيداً للجدار تتضمن خمس طبقات: حساسات صوتية، كاميرات متنقلة، رادارات، أجهزة تشويش، ومسيّرات اعتراضية. إعداد مثل هذا النظام قد يستغرق سنتين أو ثلاثاً، حيث يجب زرع عشرات الآلاف من الحساسات. التحدي الأكبر هو دمج كل هذه البيانات وتبادلها عبر دول عدة.
المسؤولية المثالية يجب أن تقع على عاتق الناتو، لكن يبقى السؤال هل سيعمل النظام عملياً.
بينما معظم التقنيات متاحة ويمكن توسيعها، المشكلة الأساسية هي المسيّرات نفسها. وهنا تدخل أوكرانيا وتحالف المسيّرات المحتمل.
أوكرانيا تنتج حالياً نحو 4 ملايين مسيّرة سنوياً وتأمل مضاعفة الرقم، معظمها مخصص للحرب ضد روسيا. ما يريده الأوروبيون من كييف هو الخبرة والمعرفة الفنية.
وقال مسؤول أوروبي مطلع لـ إذاعة أوروبا الحرة/راديو ليبرتي إن الفكرة هي استخدام النماذج الهندسية التي تُختبر في ساحة المعركة الأوكرانية وتوسيعها داخل الاتحاد، بمساعدة شركات السيارات الأوروبية التي قد توفر الطاقة الإنتاجية.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
13-09-2025 08:26 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |