حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الإثنين ,15 ديسمبر, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 11887

اكتشاف مفاجئ يهزّ التسلسل الزمني لمصر القديمة

اكتشاف مفاجئ يهزّ التسلسل الزمني لمصر القديمة

اكتشاف مفاجئ يهزّ التسلسل الزمني لمصر القديمة

15-12-2025 01:13 PM

تعديل حجم الخط:

سرايا - كشف علماء الآثار عن نتائج جديدة تعيد رسم التسلسل الزمني لتاريخ مصر القديمة، بعدما أظهروا أن قيام الدولة الحديثة جاء في وقت متأخر بنحو قرن تقريبا عما كان يعتقد سابقا.


وتعد الدولة الحديثة، الممتدة بين عامي 1550 و1070 قبل الميلاد، العصر الذهبي لمصر القديمة، إذ بلغت خلاله ذروة قوتها العسكرية والاقتصادية واتساع نفوذها الإقليمي، وشهدت حكم فراعنة بارزين مثل توت عنخ آمون.

وبدأت هذه المرحلة التاريخية مع تأسيس الأسرة الثامنة عشرة على يد الفرعون أحمس الأول، الذي نجح في توحيد البلاد بعد طرد الهكسوس، وأعاد بناء السلطة المركزية عقب فترة من الانقسام والاضطراب السياسي المعروفة بالفترة الانتقالية الثانية.

غير أن الدراسة الجديدة تشير إلى أن ثوران بركان سانتوريني (ثيرا) الشهير، الذي شكل حدثا طبيعيا مفصليا في شرق البحر الأبيض المتوسط، وقع قبل عهد أحمس، وليس متزامنا مع بداية الدولة الحديثة كما كان شائعا بين المؤرخين.

ويقع بركان سانتوريني على بعد نحو 120 كيلومترا شمال جزيرة كريت، وقد شهد عبر تاريخه عدة ثورانات كبيرة، كان أعنفها خلال العصر المينوي المتأخر، بين عامي 1600 و1480 قبل الميلاد، حين دُفنت مدينة أكروتيري تحت طبقات كثيفة من الرماد البركاني، وانتشر الرماد إلى مناطق بعيدة في شرق المتوسط.

وتظهر نتائج الدراسة أن هذا الثوران وقع خلال الفترة الانتقالية الثانية في مصر، أي قبل اكتمال توحيد البلاد على يد أحمس، ما يعني أن الربط التقليدي بين الانفجار وبداية الدولة الحديثة لم يكن دقيقا.

وكان كثير من العلماء قد افترضوا سابقا أن هذا الثوران تزامن مع نشوء الدولة الحديثة، بل حاولوا ربطه بعصور فراعنة محددين، مثل أحمس الأول وحتشبسوت وتحتمس الثالث، واستخدموه مرجعا تقريبيا لتأريخ تلك المرحلة.

واعتمد العلماء في اكتشافهم الجديد على تقنيات التأريخ بالكربون المشع لعدد من القطع الأثرية المصرية التي تعود إلى الأسرتين السابعة عشرة والثامنة عشرة، من بينها طوبة طينية مختومة باسم أحمس، وقطع من الكتان الجنائزي، وتماثيل خشبية جنائزية تعرف باسم "الأوشبتي".

وبسبب ارتباط هذه القطع بسياقات تاريخية واضحة وفراعنة معروفين، مكّن تحديد أعمارها العلماء من مقارنة تواريخها مباشرة مع توقيت ثوران البركان، لتظهر النتائج أن الانفجار سبق هذه الآثار، ما يستدعي إعادة النظر في توقيت نشوء الدولة الحديثة.


وأوضح فريق البحث من جامعتي بن غوريون في النقب وغرونينغن أن الدراسة تمثل أول مقارنة مباشرة باستخدام التأريخ بالكربون المشع بين ثوران بركان ثيرا وآثار مصرية مؤرخة بدقة من تلك الفترة.

وقال الفريق إن هذه النتائج تفتح الباب أمام إعادة تقييم أوسع للعلاقات الثقافية والتجارية بين مصر وكريت وبقية مناطق شرق البحر الأبيض المتوسط، بما في ذلك حركة السلع والأفكار والهجرات التي قد تكون تأثرت بالكوارث الطبيعية الكبرى.

وتدعم هذه النتائج ما يعرف بنموذج "التسلسل الزمني المنخفض"، الذي يرجّح أن بداية الأسرة الثامنة عشرة جاءت في وقت لاحق قليلا مما كان سائدا.

وفي هذا السياق، قال الباحث الرئيسي في الدراسة، هندريك جيه بروينز، إن النتائج تشير إلى أن الفترة الانتقالية الثانية استمرت فترة أطول من التقديرات التقليدية، وأن انطلاق الدولة الحديثة حدث في وقت متأخر نسبيا.

ورغم أن هذا التعديل الزمني يبدو محدودا من حيث عدد السنوات، فإنه يحمل أهمية تاريخية كبيرة، إذ إن تغيير تاريخ توحيد مصر على يد أحمس يؤدي إلى إعادة فهم التحولات السياسية والثقافية التي مهّدت لظهور واحدة من أعظم فترات الحضارة المصرية.

المصدر: ديلي ميل











طباعة
  • المشاهدات: 11887
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
15-12-2025 01:13 PM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضا

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم