11-09-2025 10:28 AM
بقلم : محمد علي الزعبي
إن العدوان على السيادة القطرية لم يعد حدثًا عابرًا يمكن تجاوزه بخطاب دبلوماسي أو بيان مُعلّب. إنه مساس مباشر بجوهر الكرامة العربية وبالميثاق غير المكتوب الذي يجمع الأمة على مصير واحد. ما جرى في الدوحة هو جرس إنذار مدوٍّ، يؤكد أن الخطر لا يعرف حدودًا، وأن غياب الموقف العربي الموحد يفتح الباب أمام المزيد من الانتهاكات التي قد تطال كل دولة على حدة.
إننا أمام لحظة مفصلية تُحتّم الانتقال من خانة ردود الأفعال المتفرقة إلى موقف عربي جامع. ومن هنا فإن الدعوة إلى مؤتمر عربي طارئ في قطر ليست ترفًا سياسيًا ولا مجرد رمز تضامني، بل ضرورة وجودية لإعادة الاعتبار للقرار العربي، وتحصين السيادة، ورسم خطوط حمراء لا يجرؤ أحد على تجاوزها.
إن المؤتمر المنشود يجب أن يكون أكثر من اجتماع طارئ؛ ينبغي أن يتحول إلى منصة لبلورة رؤية عربية شاملة للأمن القومي، قادرة على مواجهة العدوان بصيغته الحالية، ومنع تكراره في المستقبل. فالمسألة لم تعد تخص قطر وحدها، بل تتعلق بمصير الأمن العربي، وبمبدأ أن السيادة العربية كلٌ لا يتجزأ، وأن استهداف جزء منه هو استهداف للكل.
إن المطلوب اليوم ليس بيانات شجب أو لغة دبلوماسية مائعة، بل قرارات واضحة وصارمة تُعلن أن الأمة قادرة على حماية أرضها، وأن السيادة ليست موضوعًا للتفاوض ولا ورقة للتلاعب السياسي. إن حماية الدوحة اليوم هي حماية لبقية العواصم غدًا، وهي رسالة للعالم أجمع أن العرب، مهما اختلفوا، لا يساومون على كرامتهم الجامعة.
إن العروبة التي نتفيأ ظلها ونفتخر بالانتماء إليها تستدعي من قادة الأمة وقفة بحجم التحدي، لتجتمع الإرادة في الدوحة ويُعلن منها أن الكرامة العربية خط أحمر لا يُمسّ. هذه لحظة تاريخية، إما أن تُسجَّل كنقطة تحوّل في استعادة الفعل العربي، أو تُترك كذكرى أليمة تفضح عجز النظام الرسمي العربي عن الدفاع عن نفسه.
وعليه فإن النداء صريح وصارم: لتجتمعوا الآن في الدوحة، ولتعلنوها موقفًا عربيًا واحدًا يُعيد للعروبة هيبتها، ويحفظ لسيادتها مكانتها، ويُوقف نزيف التخاذل قبل أن يصبح قدرًا دائمًا.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
11-09-2025 10:28 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |