بقلم : الصيدلي عدوان قشمر نوفل
تعد الحية من أقدم الرموز التي ارتبطت بالطب والصيدلة عبر التاريخ. فهي تحمل معنى مزدوجا: السم والدواء في آن واحد. فكما أن سمها قادر على القتل، فإن استخدامه بجرعات مدروسة قد يتحول إلى علاج ينقذ الحياة.

الجذور التاريخية
بدأ ظهور الرمز في الحضارات القديمة، حيث اعتبر المصريون القدماء الحية رمزا للحماية والقوة. أما الإغريق فقد ربطوها بالإله "أسكليبيوس"، إله الطب والشفاء، الذي اتخذ عصا يلتف حولها ثعبان، عرفت لاحقًا باسم عصا أسكليبيوس. ومنذ ذلك الحين، أصبحت الحية علامة على الحكمة والمعرفة الطبية.إرتبطت بفكره الدواء والسم و العلاج و الشفاء في أن واحد لأنها قادره على القتل بينها و ايضا على الشفاء اذا استخدمت بجرعات مدروسه دقيقه.
عصا اسكليبيوس عباره عن عصا تلتف حولها حيه واحده هي الرمز الاصلي للطب و الصيدله من القرن الخامس قبل الميلاد .
الحيه هنا كمان ترمز إلى التجدد( لأنها تغير جلدها بين فتره و أخرى) وترمز إلى الحكمه المرتبطه بالشفاء

من العصا إلى الكأس
مع مرور القرون، تطور الرمز من عصا أسكليبيوس إلى الكأس مع الحية، وهو الشكل الأكثر ارتباطًا بعلم الصيدلة اليوم. الكأس يرمز إلى وعاء الدواء، بينما الحية ترمز إلى القوة والشفاء، وأحيانًا إلى التحذير من خطورة الدواء إذا أسيء استخدامه.

دلالات ومعانٍ
التجدد: لأن الحية تغيّر جلدها باستمرار.
الحكمة: لارتباطها قديمًا بالمعرفة السرية بالنباتات السامة والشفائية.
الرمز في عصرنا اليوم.:
يظهر هذا الرمز على واجهات الصيدليات، شعارات كليات الصيدلة، والهيئات الدوائية حول العالم. كما اعتمدته منظمات عالمية مثل منظمة الصحة العالمية (WHO) ليكون رمزا موحدا للطب والصحة.

الخلاصة:
الحية في علم الصيدلة ليست مجرد شكل زخرفي، بل تحمل تاريخا طويلًا ورمزا عميقا يذكّرنا بأن الصيدلة هي فن التوازن بين السم والعلاج، وبين الحكمة والخطر، وبين الدواء والشفاء.و اليوم، يستخدم الصيادلة الرمز للتأكيد على الحكمة والمعرفة العلمية، وللتذكير بأن الدواء علاج إذا استخدم بشكل صحيح، وسم إذا استخدم بطريقة خاطئة.
رمز الحية إذًا ليس مجرد شعار، بل تذكير بالمسؤولية الطبية والعلمية التي يحملها الصيدلي في عمله.