بقلم : الدكتور علي فواز العدوان
اليوم يقف الأردن على أعتاب لحظة تاريخية لا تحتمل المساومة ولا الانتظار. مشروع التهجير القسري للفلسطينيين من الضفة الغربية لم يعد سيناريو محتملاً، بل مؤامرة تُحاك على الأرض، تستهدف اقتلاع الشعب الفلسطيني من جذوره، وإغراق الأردن بموجات نزوح جديدة لتكريس "الوطن البديل". هذه ليست قضية حدود، بل قضية وجود، تمس هوية الأردن ودولته وكيانه.

أمام هذا الخطر، لا مكان للحلول الوسط، ولا قيمة للانتظار. إعلان الحرب لم يعد خيار الدولة وحدها، بل هو قرار الشعب وإرادة الأمة. الشارع الأردني قال كلمته بوضوح: لن نقبل بالتهجير، لن نقبل بالمساومة، ولن نسمح بتحويل الأردن إلى ساحة للتصفية.

الجاهزية الشعبية تجلت في الوعي الجمعي الذي يرى في الحرب دفاعاً عن الكرامة والسيادة. والجاهزية السياسية تتأكد من خلال الإجماع الوطني على رفض التهجير بكل أشكاله. أما الجاهزية العسكرية، فهي عقيدة راسخة في جيشنا العربي، الذي ورث من معركة الكرامة روح الانتصار، ويقف اليوم على أهبة الاستعداد لخوض معركة كرامة جديدة، إن فُرضت علينا.

إعلان الحرب هنا ليس نزعة عدوانية، بل هو دفاع مشروع عن النفس، يكفله القانون الدولي، ويقره المنطق التاريخي والواقعي. نحن لا نسعى للحرب، لكننا لن نتهرب منها إن فُرضت علينا. فالعدو لا يفهم إلا لغة القوة، وإذا كان الاحتلال يراهن على فرض إرادته بالقوة، فإنّ الأردن وشعبه وقيادته قادرون على الرد بلغة السلاح دفاعاً عن فلسطين والأردن معاً.

إنها ساعة الحسم، ساعة الاصطفاف خلف القيادة والجيش، ساعة النداء للأمة لن نُهَجَّر، ولن نُستَبدَل، ولن ننكسر. الحرب خيارنا إذا كان البديل هو الذل والتفريط، وسنخوضها بثقة، مدركين أنّنا نقف على حق تاريخي وقانوني، ومعنا شعب لا يساوم، وأمة لن ترضى الهزيمة.

فلتكن الرسالة واضحة إعلان الحرب خيار الشعب الأردني قبل أن يكون قرار الدولة. والأردن اليوم مستعد، سياسياً وشعبياً وعسكرياً، ليكتب صفحة جديدة من الكرامة في مواجهة مشروع التهجير.