02-09-2025 05:53 PM
سرايا - دخلت "سبوتيفاي" بقوة إلى عالم البودكاست في أميركا اللاتينية عام 2019، بعد أن موّلت مئات البرامج، لتصبح المنصة المرادفة لازدهار هذا القطاع في المنطقة، وتستحوذ على نحو 90% من السوق.
لكن بعد أربع سنوات فقط، وجدت شركات الإنتاج والمبدعون أنفسهم في أزمة، بعدما جمدت المنصة تمويلها وألغت عقودها، تاركة فراغًا يصعب ملؤه.
نجحت "سبوتيفاي" في تقديم قصص ملهمة لاقت صدى عالمي، مثل بودكاست "موخيريس فالينتيس" (نساء شجاعات)، الذي فاز بجائزة "غابو" المرموقة عام 2023، غير أن العمل لا يزال يبحث عن تمويل لموسم ثانٍ بعد أن أوقفت الشركة دعمها.
هذا الانسحاب يعكس ما حدث في الولايات المتحدة أيضًا، حيث أنفقت الشركة مئات الملايين على الاستحواذات والإنتاجات الخاصة، قبل أن تُخفض ميزانياتها وتُسرّح مئات الموظفين، بحسب تقرير نشره موقع "restofworld" واطلعت عليه "العربية Business".
لكن على عكس السوق الأميركية المتنوعة، كانت "سبوتيفاي" في أميركا اللاتينية المهيمنة الوحيدة، ما جعل أثر انسحابها مضاعفًا.
ميزانيات مغرية لصناعة جديدة
في بداياتها، منحت "سبوتيفاي" ميزانيات تفوق بأضعاف ما اعتاد عليه المنتجون المحليون، ما شجع مئات المبدعين من خلفيات السينما والإذاعة والإعلانات على دخول صناعة البودكاست.
يقول المنتج الأرجنتيني لوتشيانو بانشيرو: "هنا، بدا الأمر وكأن سبوتيفاي هي التي أسست الصناعة بأكملها".
من التفاؤل إلى التصحيح
حتى عام 2022، كانت الشركة تؤكد لمستثمريها أنها ستواصل الاستثمار الكبير في المحتوى الصوتي، لكن سرعان ما تغيّر المشهد مع تراجع سعر سهمها.
وفي 2023، اعترف الرئيس التنفيذي دانيال إيك بـ"الإفراط في الدفع والاستثمار"، معلنًا مرحلة جديدة أكثر حذرًا.
اليوم، يجد منتجو البودكاست في المنطقة أنفسهم أمام واقع جديد: بعضهم اتجه إلى الفيديو ومنصات أخرى مثل "يوتيوب"، وآخرون بدأوا إنتاج محتوى مستقل بعيدًا عن "سبوتيفاي".
مستقبل الصناعة بعد "سبوتيفاي"
تصف ماريا خيسوس إسبينوزا دي لوس مونتيروس، من مجموعة "بريسا" الإعلامية الإسبانية، المشهد الحالي بأنه "أكثر من مجرد أزمة.. إنه تصحيح للسوق".
فبينما تعهدت شركات إعلامية بديلة بزيادة استثماراتها، يبقى واضحًا أن أحدًا لن يضاهي إنفاق "سبوتيفاي" في أوجها، وهو ما قد يعني أن الصناعة ستتطور بوتيرة أبطأ، ولكن بشكل أكثر استدامة.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
02-09-2025 05:53 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |