حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الثلاثاء ,2 سبتمبر, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 7462

زياد فرحان المجالي يكتب: غزة بين "الاحتلال المؤجَّل" و"الضم المؤجَّل": من البيت الأبيض إلى أنفاق غزة

زياد فرحان المجالي يكتب: غزة بين "الاحتلال المؤجَّل" و"الضم المؤجَّل": من البيت الأبيض إلى أنفاق غزة

زياد فرحان المجالي يكتب: غزة بين "الاحتلال المؤجَّل" و"الضم المؤجَّل": من البيت الأبيض إلى أنفاق غزة

02-09-2025 10:36 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : زياد فرحان المجالي

الشرق الأوسط يعيش اليوم واحدة من أكثر لحظاته التباسًا منذ بداية حرب غزة الممتدة. ما تكشفه التسريبات والتقارير الإسرائيلية لم يعد مجرد صراع عسكري في غزة، بل إعادة إنتاج لسيناريوهات قديمة تعود إلى عام 2020، عندما وقف بنيامين نتنياهو في البيت الأبيض مع دونالد ترامب معلنَين خطة "السلام" التي تحوّلت إلى مشرو ضمّ للضفة الغربية.



لكن كما في الماضي، يطفو السؤال ذاته: من يقود من؟ هل نتنياهو هو الذي يفرض الإيقاع على حلفائه، أم أن التقاء المصالح يدفع بنفس اتجاهه؟


من "صفقة القرن" إلى "الضم المؤجَّل" (2020)
في يناير 2020، طرح ترامب خطته المعروفة بـ"صفقة القرن". أرادها خريطة لسلام مشروط، لكن نتنياهو اقتنص منها بند الضم ليخاطب جمهوره اليميني.


حينها أعلن السفير الأميركي ديفيد فريدمان أن إسرائيل ستبدأ الضم "خلال 48 ساعة". لكن التصريح تحوّل إلى مأزق، إذ اعتبر ترامب أن السفير تسرّع، وغضب لكون نتنياهو قدّم له صورة غير دقيقة عن جاهزية الضم. النتيجة كانت تجميد الخطة، ثم توقيع اتفاقيات أبراهام التي نزعت الملف عن الطاولة.


لقاءات متقطعة: من الجفاء إلى إعادة التواصل (2024–2025)
يوليو 2024 – Mar-a-Lago (منتجع ترامب في فلوريدا): أول لقاء بين ترامب ونتنياهو منذ 2020، في محاولة لإعادة ترميم العلاقة.
فبراير 2025 – واشنطن: نتنياهو يقدم لترامب "باجًا ذهبيًا"، في لقاء رمزي أثار الكثير من التندر، لكن خلفه نقاشات حول غزة ولبنان.
أبريل 2025 – المكتب البيضاوي: لقاء متوتر، حيث بدا ترامب أقل حماسًا لسياسات نتنياهو وأظهر تحفظًا على التوسع في غزة.
يوليو 2025 – البيت الأبيض: لقاء جديد، في أجواء مشحونة بملف غزة والضغط الدولي، تزامن مع طرح نتنياهو لترشيح ترامب لنوبل للسلام، في محاولة سياسية لاسترضائه.
هذه اللقاءات لم تكن مجرد محطات بروتوكولية، بل رسمت حدود التناقض بين الرغبة الإسرائيلية في فرض واقع جديد بالقوة، والحسابات الأميركية الانتخابية التي تبحث عن تهدئة لا انفجار.
الانقسام الإسرائيلي: نتنياهو يريد الحسم… زمير يطلب التأجيل
بحسب تقارير أمنية إسرائيلية (ووللا – 1 أيلول 2025)، فإن خطة احتلال غزة مكتملة على الورق. لكن الخلاف يتمحور حول التوقيت:
نتنياهو يريد التنفيذ الفوري، مدفوعًا بضغوط اليمين ورغبته في إنجاز رمزي.
رئيس الأركان زمير ووزير الدفاع إسرائيل كاتس يطالبان بالتأجيل، بحجة عدم الجاهزية الكاملة وخطورة التبعات الإنسانية والعسكرية.
هذا الانقسام ليس جديدًا؛ فهو يعكس المعضلة التاريخية لإسرائيل: كيف توازن بين الطموح السياسي والقدرة الميدانية، خاصة في مواجهة مدينة محاصرة مليئة بالأنفاق والمسلحين مثل غزة.
غزة بين الاحتجاجات والتجويع
الحقيقة على الأرض مختلفة: الناس في غزة يصرخون ضد الحصار والجوع، لا ضد البقاء في وطنهم. المشهد الإنساني القاسي يختزل معادلة البقاء بين شعب محاصر منذ 22 شهرًا وبين آلة عسكرية تسعى إلى فرض واقع جديد بالقوة.
من "الضم المؤجَّل" إلى "الاحتلال المؤجَّل"
المشهد الحالي يكرر سيناريو 2020:
حينها أُجّل الضم بفعل ضغط أميركي–دولي.
اليوم يُرجأ الاحتلال بفعل انقسام المؤسسة الأمنية وإشارات التحذير الأميركية.
لكن الفارق كبير: الضفة الغربية لم تكن غزة، وما يجري اليوم على حدود القطاع قد يشعل حربًا إقليمية كاملة إذا اندفع نتنياهو نحو قرار متسرع.
بين هاجس الجيش وطموح السياسة، بين ترامب الذي يريد ضبط الإيقاع الانتخابي وأميركا التي تخشى الانفجار، وبين غزة التي تعيش حصارًا خانقًا على وقع "طوفان الأقصى"… تتكرر الحكاية نفسها: محاولة فرض واقع بالقوة، ثم اصطدام بجدار الحقيقة.
والحقيقة أن الفلسطينيين باقون، وأن أي مشروع إسرائيلي يتجاهل حقوقهم، سواء باسم الضم أو الاحتلال، سيظل مؤجَّلًا إلى أن يسقط من تلقاء نفسه.








طباعة
  • المشاهدات: 7462
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
02-09-2025 10:36 AM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
كيف تقيم التعديل الوزاري الأخير الذي اجرته الحكومة؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم