حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الإثنين ,1 سبتمبر, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 7035

المحامي محمد عيد الزعبي يكتب: المخابرات العامة الأردنية: صمت الحصن ودرع الوطن عبر العقود

المحامي محمد عيد الزعبي يكتب: المخابرات العامة الأردنية: صمت الحصن ودرع الوطن عبر العقود

 المحامي محمد عيد الزعبي يكتب: المخابرات العامة الأردنية: صمت الحصن ودرع الوطن عبر العقود

30-08-2025 02:37 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم : المحامي محمد عيد الزعبي
في قلب كل دولة حرة، يقف صرحٌ لا يُرى غالباً إلا بأثره، صامت لكنه حاضر في كل لحظة، يحمي الوطن والمواطن من كل تهديد داخلي أو خارجي. هذا الصرح هو جهاز المخابرات العامة الأردنية، الذي لطالما شكّل الدرع الصامت وصمام الأمان للأردن، أكبر من أن تنال منه المهاترات العابرة أو الاتهامات العابثة.

من يحاول تصوير نفسه بطلاً، يهاجمه، ومن فشل في الانتخابات أو الدراسة يلقي تبعات إخفاقاته عليه، والفاسد يعلق على هذا الصرح الوطني سواد أعماله، والحاقد يبالغ في الادعاء بأنه يقيد الحريات. لكن الحقيقة الثابتة أن الجهاز ليس ملعباً للمزايدات أو الاستخدام السياسي، بل هو حارس الدولة الأمين، الذي يحمي ثرى الوطن ويصون أمنه واستقراره، دون كلل أو ملل، بعيداً عن الأضواء الإعلامية والظهور الباهر.

شهادتي الشخصية: فخر الانتماء

وبصفتي أحد الذين تشرفوا بالخدمة في هذا الصرح الأمني العظيم، أكتب هذه الكلمات عن تقدير وفخر عميقين. لقد شهدت بنفسي حجم المسؤولية التي يتحملها هذا الجهاز، وطبيعة العمل الدؤوب الذي لا يعرف شهرة أو ظهوراً إعلامياً، ولكنه يترك أثره واضحاً في أمن واستقرار المملكة. لقد رأيت كيف تصدت المخابرات الأردنية لمحاولات العبث بالأمن الوطني، وكيف تعاملت مع التهديدات الداخلية والخارجية، وحمت ثرى الوطن وصونت استقراره. إن الجهاز ليس مجرد قوة استخباراتية، بل هو حارس الدولة وصخرة الأمن الوطني، يبني ويصون ويخدم الوطن، بعيداً عن أي أضواء أو مظاهر إعلامية.

جذور الصمود وإنجازات الماضي

تاريخ المخابرات الأردنية حافل بالصمود أمام أعتى أجهزة المخابرات العالمية. فقد تصدى الجهاز لمحاولات التدخل الإقليمي، وكشف مخططات تسعى لزعزعة الأمن الداخلي، وحمى الدولة من أزمات كانت قد تهدد استقرار المملكة. ومن أبرز الأمثلة، دوره الحاسم في التعامل مع التهديدات الأمنية التي نشأت في الثمانينيات والتسعينيات، حيث استطاع أن يوقف شبكات تجسس وتخريب قبل أن تصل إلى المدن الأردنية الكبرى، محافظة بذلك على استقرار المملكة في مرحلة كانت الإقليم فيها يغلي بالصراعات والأزمات.

كما برزت المخابرات الأردنية في مكافحة الإرهاب، ومنع العمليات التخريبية، سواء من الداخل أو الخارج. لقد كانت العمليات الاستخباراتية الدقيقة، الممزوجة بتحليل الخبرات والمعلومات الميدانية، مثالاً على المهنية العالية، وتجسيداً لرؤية استراتيجية تضع أمن الوطن فوق كل اعتبار.

صمت الحصن وقوة الرؤية

ما يميز المخابرات الأردنية هو قدرتها على العمل في بيئة محفوفة بالمخاطر، حيث تتشابك التهديدات الخارجية مع التحديات الداخلية. كل يوم، يعمل فرسان الحق في الجهاز خلف الكواليس، يجمعون المعلومات، يحللونها، ويحولونها إلى خطط عمل دقيقة، دون أن يسعوا للشهرة أو التفاخر الإعلامي. ففي حين ينشغل البعض بالاتهامات الجائرة، يبقى الجهاز درع الوطن الصامت، يحمي ثرى الوطن ويصون أمنه، محافظاً على الاستقرار الاجتماعي والسياسي.

وكما لا تُرمى بالحجارة إلا الشجرة المثمرة، تصمد المخابرات أمام النقد الجائر والهجمات العابرة، لتظل صخرة صلبة في وجه كل محاولات العبث بالأمن الوطني. خبراتها الطويلة، وحرفيتها العالية، جعلتها قوة استراتيجية لا يمكن تجاهلها، وجعلت الأردن نموذجاً للأمن والاستقرار في المنطقة.

الجنود المجهولون وفرسان الحق

إن فرسان الحق الذين يعملون في المخابرات العامة، جنود الخفاء، هم من يصنعون الأمن بصمت واحترافية. يحرسون الحدود، يكشفون المؤامرات، ويصدون الأخطار، دون أن يعرفهم الجمهور غالباً، لكن أثرهم يبقى واضحاً في كل شبر من ثرى الوطن. هؤلاء الرجال والنساء، بخبراتهم الطويلة وتفانيهم، يثبتون يومياً أن الأردن قادر على مواجهة كل التحديات، داخلياً وخارجياً.

ألف تحية إجلال وتقدير لهؤلاء الجنود الذين يسهرون على أمننا، ويثبتون أن المخابرات العامة ليست مجرد جهاز، بل حجر الزاوية في صرح الدولة الأردنية وحصنها المنيع. وبصفتي أحد الذين خدموا في هذا الصرح، أفتخر بأن أكون جزءاً من هذا الإرث العظيم، وأعتز بالانتماء إلى مؤسسة تحمي الوطن بصمت ووفاء لا يضاهى. وفي صمتهم، يكتبون فصول المجد الوطني، ويبقون الأردن شامخاً وموحداً، مثالاً للكرامة الوطنية والصمود في وجه كل التحديات .








طباعة
  • المشاهدات: 7035
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
30-08-2025 02:37 PM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
لا يمكنك التصويت او مشاهدة النتائج

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم