حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الإثنين ,1 سبتمبر, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 5099

النائب فراس القبلان يكتب: الثعلب والكلب… السياسة الأمريكية في مرايا الحروب بالوكالة

النائب فراس القبلان يكتب: الثعلب والكلب… السياسة الأمريكية في مرايا الحروب بالوكالة

النائب فراس القبلان يكتب: الثعلب والكلب… السياسة الأمريكية في مرايا الحروب بالوكالة

30-08-2025 01:19 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم : النائب فراس القبلان
في الغابة كما في السياسة الدولية، لا يكفي أن تكون الأقوى لتبقى، بل عليك أن تدرك متى تخوض المعركة ومتى تتفاداها.
الثعلب، على دهائه وقوته، يعرف أن الصدام المباشر مع الكلب مغامرة خاسرة؛ فحتى لو أسقط خصمه، فإن جراحه النازفة ستكشف ضعفه أمام قطيعه، فينقضّون عليه حتى يقضوا عليه.
وهكذا، يختار الثعلب الحكمة على المواجهة، لأنه يعرف أن البقاء لا يقوم على القوة العارية، بل على حماية الهيبة.
هذا المنطق هو نفسه الذي يحكم السياسة الأمريكية اليوم.
الولايات المتحدة، رغم ما تمتلكه من عتاد عسكري واقتصادي، تدرك أن قوتها الحقيقية ليست في ترسانتها وحدها، بل في هيبتها وصورة “اللا يُقهر” التي نسجتها على مدى عقود، وفي الدولار الذي بات العمود الفقري للنظام المالي العالمي.
ولو قُدّر لحاملة طائرات أمريكية أن تُغرق أو لقاعدة استراتيجية أن تُدمّر، فإن الخسارة لن تكون عسكرية فحسب، بل اهتزازًا في رمز الهيمنة ذاته.
عندها ستقفز الصين والهند والبرازيل وغيرها من القوى الطامحة لملء الفراغ، وسيتزعزع موقع الدولار، لينفتح الباب أمام انهيار المشروع الأمريكي من أساسه.
ولهذا السبب، تفضّل واشنطن تفادي “العضّة” المباشرة، هي تعرف أن نزيفًا صغيرًا قد يكلفها عرشها الكبير ، ومن هنا تبنّت استراتيجيتها المفضلة: الحروب بالوكالة.
أوكرانيا تُقاتل بالنيابة عنها في مواجهة روسيا، غارقة في سلاح ومال غربي، بينما تبقى القوات الأمريكية بعيدة عن خطوط النار. وفي الشرق الأوسط، تتجلى الصورة أكثر وضوحًا عبر إسرائيل، التي تخوض صراعات مع إيران وسوريا ولبنان، وتعمل على زعزعة استقرار دول أخرى مثل الأردن ومصر واليمن، وكل ذلك تحت مظلة دعم أمريكي عسكري وسياسي ودبلوماسي كامل.
واشنطن تكتفي بإدارة المشهد من بعيد، بينما “الوكلاء” يتحملون عبء المواجهة المباشرة.
لكن، وكما في كل لعبة طويلة، ثمة مخاطر كامنة، فالوكلاء قد ينفلتون من حسابات راعيهم، والحروب قد تُفرز ارتدادات غير متوقعة، كما نشهده في غزة، حيث تحوّل الحليف الإسرائيلي إلى عبء يربك واشنطن في صورتها الدولية، ويضعها أمام انتقادات الرأي العام العالمي.

السياسة الأمريكية تشبه الثعلب الذي يتقن المراوغة، يختار التوقيت ويتهرب من النزيف ، لكنها لعبة لا تدوم إلى الأبد.
فالقاعدة في الغابة، كما في السياسة، واحدة: من ينزف أمام قطيعه لا ينجو طويلًا، وأمريكا، مهما تجنبت المعارك المباشرة، ستجد نفسها عاجلًا أو آجلًا أمام لحظة اختبار لا مفر منها.

بقلم: النائب فراس القبلان
رئيس لجنة التوجيه الوطني والإعلام النيابية











طباعة
  • المشاهدات: 5099
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
30-08-2025 01:19 PM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
لا يمكنك التصويت او مشاهدة النتائج

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم