24-08-2025 11:11 PM
بقلم :
المشرفة التربوية:
الدكتورة خولة الشحيمات
مديرية الاغوار الشمالية
في زمنٍ تتسارع فيه الأحداث، وتتشابك فيه المتغيرات على المستويين المحلي والعالمي، صار الانغماس في المعرفة ليس مجرد شغف أو ترف فكري، بل ضرورة حتمية للنهوض الفردي والجمعي، ورافعة أساسية للوعي الحضاري والفكري. فالمعرفة ليست تراكمًا آليًا للمعلومات، بل قدرة على الاستدلال العقلاني الدقيق، وفهم أبعاد الواقع المتعددة، وصياغة قرارات رشيدة تؤسس للبناء الحضاري المستدام. أولئك الذين ينهلون من معين العلم يسطرون لأنفسهم ولأوطانهم أسسًا من الرزانة والفكر المتنور، ويحوّلون كل معلومة، مهما صغرت، إلى حجر زاوية في صرح المستقبل المشرق، وجسر يعبر بالأجيال إلى آفاق التقدم والازدهار.
وفي قلب هذه المسيرة، تتبوأ وزارة التربية والتعليم الأردنية الصدارة المطلقة، كرافعة استراتيجية للتعليم الحديث والمبتكر، وكمحفز رئيسي لصقل مهارات الطلاب الرقمية، وتعزيز قدراتهم في التحليل النقدي، والإبداع، والتفكير الابتكاري. لقد أصبحت الوزارة نموذجًا رائدًا للقيادة التعليمية الحكيمة، والرؤية الاستشرافية التي تجمع بين التقليد والتجديد، بين التراث والمعاصرة. من خلال المبادرات الوطنية المشرقة، والبرامج التفاعلية، وجهود التدريب المستمر للمعلمين، تتضح صورة وزارة رائدة تُحدث فرقًا ملموسًا في مسيرة التعليم، وتضطلع بدور محوري في تمكين أجيال المستقبل.
ولأن جودة التعليم النوعي هي الركيزة الأساس لأي نهضة حقيقية، فقد أولت وزارة التربية والتعليم جلَّ اهتمامها بتجويد مخرجات التعلم، وضمان أن تكون البيئة المدرسية بيئة جاذبة، محفزة، وآمنة. فالتعليم النوعي لا يقتصر على إكساب الطالب مهارات أكاديمية متينة فحسب، بل يتعداها إلى بناء شخصيته، وترسيخ قيم المواطنة، وتنمية مهارات الحياة والقدرة على التكيف مع متغيرات العصر. إن الاستثمار في جودة التعليم هو استثمار في إنسان الغد، وهو السبيل الأقوم لصناعة رأس مال بشري واعٍ، مبدع، ومؤهل لقيادة مسيرة التطوير والابتكار.
اليوم، يشهد الأردن نهضة تعليمية شاملة ومستمرة، تتماهى فيها المعرفة الرقمية مع التعليم التفاعلي، ويصبح الطالب محور العملية التعليمية، والمهارات الرقمية أداة تمكين تفتح أمامه أبواب المستقبل الواسعة. البرمجة، التحليل الرقمي، التفكير النقدي، الابتكار، والتواصل الفعّال عبر الوسائط الحديثة، ليست مجرد أدوات، بل روافد أساسية في بناء مجتمع واعٍ، قادر على مواجهة تحديات العصر وتحويلها إلى فرص مزدهرة.
الأمر الأهم هو فهم المواطنين لهذا الواقع المشرق. فالمعرفة وحدها لا تكفي، بل يجب أن تتوج بالوعي، لتصبح العملية التعليمية والأهداف الرقمية وسيلة لإشراك المجتمع، وتحفيز الجميع على المشاركة في التنمية، وصناعة المستقبل الواعي والمتقدم. هذا الفهم يولد شعورًا بالمسؤولية المشتركة، ويعزز ثقافة الابتكار والمبادرة، ويحول التعلم إلى أسلوب حياة، ويصنع مجتمعًا متنورًا، متجاوبًا، قادرًا على استشراف المستقبل بثقة.
الأردن، بقيادة وزارة التربية والتعليم، يرسّخ رؤيته الرائدة في أن تكون الدولة نموذجًا متقدمًا، حيث تتلاقى المعرفة بالابتكار، والتقنية بالوعي، والتعليم بالاستشراف المستقبلي. هنا، يصبح التعليم أداة تمكين، والمهارات الرقمية أداة تحول، والوعي المجتمعي وسيلة لإرساء صرح حضاري مستدام. في هذا السياق، يتجسد الأردن كدولة مشرقة، متطورة، ومثالية في التوازن بين التقدم التكنولوجي والحفاظ على القيم والمعرفة الأصيلة.
فلنغمر أنفسنا بحرّ المعرفة، ونتقن مهارات العصر الرقمي، ونقدّر الجهود الوطنية الرائدة للوزارة، ولنكن شركاء فاعلين في صناعة أردن مشرق، متقدّم، ومزدهر للأبد، دولةً تقود الطريق نحو الابتكار، وتزرع الأمل في كل قلب وعقل.
حفظ الله وطننا وقائدنا، وحفظ الأردن شامخًا مزدهرًا في ظل القيادة الحكيمة لجلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين المعظم وولي عهده الأمين حفظهما الله ورعاهما.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
24-08-2025 11:11 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |