23-08-2025 08:41 AM
بقلم : فيصل تايه
حين تُذكر قصص النجاح الوطنية، تتصدر شركة مناجم الفوسفات الأردنية المشهد كعنوانٍ للإنجاز وريادةٍ ممتدة منذ عقود ، فهذه الشركة العريقة لم تكتفِ بأن تكون أول أكبر مصدر للفوسفات في العالم، بل تجاوزت الأرقام لتصوغ لنفسها هويةً قائمة على الريادة، المسؤولية، والاستثمار في الإنسان قبل المكان.
اليوم، تقف الفوسفات الأردنية شامخةً بإنجازات غير مسبوقة، إذ بلغ إنتاجها في العام ٢٠٢٤ نحو ١١.٥ مليون طن، لتسجل أعلى رقم في تاريخها، فيما تخطت أرباحها في عام ٢٠٢٢ حاجز ٧٣٥ مليون دينار، ليؤكد أن الإرادة إذا اقترنت بالكفاءة لا تعرف سقفًا للإنجاز ، فقد كانت شاهدًا على قدرة الفوسفات الأردنية على تحويل التحديات إلى فرص، وإعادة رسم خريطة الاقتصاد الوطني بلغة الأرقام ، لتترجم التزامها بالعمل الجاد، ومساهمتها الكبرى في رفد خزينة الدولة ودفع عجلة التنمية.
هذه النجاحات المبهرة وهذه الأرقام لم تكن وحدها كفيلة بصناعة المجد، بل دفعت المؤسسات العالمية إلى الانحناء احترامًا ، ورافقها اعتراف دولي مرموق، اذ حجزت الشركة مقعدها في قائمة فوربس الشرق الأوسط، لتصبح بحق سفيرًا للأردن في الأسواق الدولية ، ولأكبر الشركات تأثيرًا في المنطقة، إلى جانب حصولها على أرفع شهادات التميز المؤسسي العالمية ، وجودة الأعمال ، وهكذا، أصبح اسم الفوسفات الأردنية حاضرًا في المحافل الدولية كرمز للريادة، ومثال يُحتذى في الإدارة الناجحة.
الى ذلك فإن "الفوسفات الأردنية" لا تقف عند حدود مناجمها، بل تتحول يومًا بعد يوم إلى منجم للوطن بأسره ، منجم يصدر ليس الفوسفات فحسب، بل يصدر الأمل، ويزرع الطمأنينة في نفوس الأردنيين بأن في هذا البلد مؤسسات تعرف كيف تُنتج وتربح، وكيف تعطي وتُعلّم، وكيف تخدم الوطن بصدق وإخلاص.
ولأن الاستثمار في الإنسان أعظم من الاستثمار في الحجر ، وان الإنجاز الأجمل هو ذاك الذي يضع الإنسان الأردني في صميم المعادلة، فالشركة، وبشراكة استراتيجية مع وزارة العمل ومؤسسة التدريب المهني، أطلقت مؤخراً مشروعًا وطنيًا استراتيجياً غير مسبوق "أكاديمية الحسا للتدريب" ، الذي يفتح الأبواب أمام مئات الشباب ، ويجعل من الطفيلة والحسا بوصلة أمل، ومن الأكاديمية جسرًا يعبر به الشباب الأردني نحو مستقبل أكثر إشراقًا .
ان "الفوسفات الاردنية" في هذه الخطوة تتجلى من خلالها أروع صور التكامل الوطني ، في شراكة تصنع الفارق ، وفي لوحة وطنية بديعة، تتكامل الأدوار ، حين تستثمر شركة الفوسفات تمول وتبني وتجهز ، وحين تخطط مؤسسة التدريب المهني وتدرب وتطور، وحين تدعم وزارة العمل وتتابع وتؤمّن استدامة المشروع ، إنها شراكة ثلاثية العناوين، لكنها موحدة الهدف في تمكين الشباب الأردني وإطلاق طاقاتهم الكامنة نحو غدٍ مشرق.
اذا ان هذه الأكاديمية ليست مجرد مبنى او قاعات وأجهزة بل مصنع للطاقات والكفاءات الوطنية وميدان لإطلاق طاقات الشباب، وورشة أمل الباحثين منهم عن مستقبل أفضل ، حيث سيتلقى المتدربون برامج متكاملة تمتد لـ ١٨ شهرًا، تجمع بين المعرفة النظرية والتطبيق العملي في الصناعات التعدينية والبتروكيماوية والكهروكيميائية، إلى جانب صقل المهارات الحياتية التي تعزز ثقة المتدربين بأنفسهم وتقوي قدراتهم على المنافسة، وتجعلهم أكثر جاهزية لخوض غمار سوق العمل.
كما وان رؤية الشركة لا تتوقف عند إنشاء الأكاديمية فحسب، بل تمتد إلى استقطاب مئات الخريجين وتوظيفهم ضمن مشاريعها التوسعية، وعلى رأسها مشروع تعويم الفوسفات في الشيدية، الذي تبلغ كلفته ١٢٠ مليون دولار ، في رسالة واضحة ، ان "الفوسفات الأردنية" تبني اقتصادًا، وتبني معه الإنسان الذي سيحمله إلى المستقبل.
بقي ان أقول ان الشركة وبهذا الإنجاز الجديد، تكتب "الفوسفات الأردنية" فصلًا آخر من حكايتها الوطنية، التي لا تُقاس فقط بأطنان الإنتاج ولا بملايين الأرباح، بل تُقاس بما تتركه من أثر في حياة الناس، وما تصنعه من فرص للأجيال القادمة.
والله ولي التوفيق
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
23-08-2025 08:41 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |