حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الخميس ,21 أغسطس, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 7110

زياد فرحان المجالي يكتب: اقتلوهم بأيديكم – سلسلة تهجير غزة

زياد فرحان المجالي يكتب: اقتلوهم بأيديكم – سلسلة تهجير غزة

زياد فرحان المجالي يكتب: اقتلوهم بأيديكم – سلسلة تهجير غزة

19-08-2025 09:23 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : زياد فرحان المجالي
في أخطر لحظات تاريخ الشرق الأوسط، تُدار حرب غير تقليدية ضد الفلسطينيين. حرب بلا رصاص ولا دبابات، بل يُدفع فيها الضحية إلى أن يقتل نفسه بيديه، تحت وطأة القصف والجوع والحصار. وبين سماء غزة المشتعلة وصمت العواصم العربية، تتكشف خطة إسرائيلية لا تقف عند حدود القطاع، بل تمتد لتطال مصر والمنطقة بأسرها.
هذه السلسلة ليست مجرد رصد للأحداث، بل محاولة لقراءة خيوط التهجير الممنهج بعيون سياسية واجتماعية ودولية. الهدف واضح: اقتلاع الفلسطيني من أرضه، وإشعال فتنة تُدار بأيدٍ غير إسرائيلية.
قتل بلا رصاص… مؤامرة بيد عربية
إسرائيل لم تعد بحاجة لاجتياحات واسعة ولا عمليات طرد علني كما حدث عام 1948.
اليوم يُعاد السيناريو نفسه بوسائل أشد خبثًا: قصف متواصل يدمّر مقومات الحياة، حصار خانق يمنع الغذاء والدواء، وأفق مغلق يترك الفلسطيني أمام خيار واحد: الخروج.
وحين يُفتح معبر رفح، لا يكون ذلك رحمة، بل جزءًا من خطة محسوبة تُنفذ تحت شعار "الخروج الطوعي".
الصحافة العبرية قالتها صراحة: "فتح بوابة رفح أمام مئات الآلاف قد يكون الحل العملي لمعضلة غزة". إنها إعادة إنتاج للنكبة، لكن هذه المرة بوسائل هندسية ناعمة، وبغطاء إنساني مُضلِّل.
تجربة الحكم المصري: من قهر إلى نكسة
قبل هزيمة 1967، عاش الغزيون تحت الإدارة المصرية تجربة قاسية.
رغم الشعارات القومية عن "القضية الفلسطينية"، إلا أن الواقع كان تمييزًا وتهميشًا ومعاملة كمواطنين من درجة أدنى. كثيرون وصفوا تلك السنوات بأنها "زمن العبيد".
وللمفارقة، حين جاء الاحتلال الإسرائيلي بعد النكسة، ورغم قسوته، أتاح للفلسطينيين هوامش حركة وحياة لم يعرفوها تحت الحكم المصري. هذه التجربة تركت جرحًا في الذاكرة، وأثارت سؤالًا صادمًا: كيف يمكن أن يبدو الاحتلال أرحم من الأشقاء؟
مصر بين الفخّ والابتزاز
اليوم تواجه مصر معادلة أشد تعقيدًا.
أحد مخرجات الخطة الإسرائيلية أن تصبح القاهرة عاجزة عن صدّ أي تدفق جماعي سوى باستخدام القوة ضد الفلسطينيين، فيتحول الجيش المصري من مدافع عن القضية إلى أداة لقمعها.
المعادلة واضحة:
إما أن تقبل مصر بتهجير منظم مقابل مليارات من الدعم ومكاسب سياسية،
أو تواجه انفجارًا داخليًا وفوضى حدودية تهدد استقرارها.
هنا يتكرّر شبح اغتيال السادات بصورة جديدة: الفتنة تنفجر من الداخل، والفلسطينيون والمصريون معًا يصبحون وقودها.
نكبة تتجدد… بتوقيع جديد
نكبة 1948 كانت تهجيرًا مباشرًا بالسلاح.
نكبة اليوم تتم بخطوات تدريجية: القصف يُدمّر، الحصار يُرهق، والجوع يُجبر، حتى يصبح الخروج "خلاصًا".
إنها نكبة جديدة لكن بتوقيع مختلف. هذه المرة، التنفيذ قد يتم بأيدٍ عربية، لتكتمل الحلقة السوداء من المشروع الإسرائيلي.
سيناء… من صمود إلى فخّ فتنة
إسرائيل تراهن على أن انتقال مئات الآلاف من الفلسطينيين إلى سيناء سيُرهق مصر سياسيًا واقتصاديًا.
ومع الوقت، يتحول الوجود الفلسطيني إلى عامل احتكاك داخلي يولّد خطاب كراهية، ويزرع الفتنة بين المصريين والفلسطينيين.
صحيفة هآرتس لم تُخفِ النوايا حين قالت: "سيناء قد تكون البديل الأكثر واقعية لاحتواء سكان غزة".
بهذا، تتحول سيناء من أرض مواجهة إلى أرض فتنة، ويُفتح باب صراع جديد داخل مصر نفسها.
من الحرب العسكرية إلى الحرب الاجتماعية
إسرائيل تدرك أن الحروب لا تُحسم دائمًا في الميدان.
اليوم تخوض حربًا أخطر: صناعة صورة الفلسطيني كـ"خطر أمني".
يجري الترويج أن وجوده في مصر تهديد داخلي وعبء اقتصادي، ليُستبدل التعاطف بالكراهية، والجيرة بالخصومة.
هذه الحرب النفسية والاجتماعية هي أخطر مراحل المخطط، لأنها تجعل الشعوب نفسها تنفذ المشروع الإسرائيلي دون وعي.
:الوعي هو السلاح الأخير
ما يجري ليس أزمة إنسانية مؤقتة، بل مشروع لإعادة صياغة الوجود الفلسطيني، وإشعال فتنة إقليمية تُفتك بمصر والمنطقة.
إسرائيل تراهن على أن الفلسطيني سيفقد وطنه، والمصري سيفقد تعاطفه، والعربي سيتخلى عن القضية.
لكن الخطر الحقيقي لا يأتي من الطائرات والدبابات، بل من خطاب التحريض الذي يُراد له أن يجعلنا نقتل أنفسنا بأيدينا.
الخيار واضح: إما أن نمتلك وعيًا يوقف هذا المخطط، أو نصبح نحن الوقود الذي يُشعل الفتنة.











طباعة
  • المشاهدات: 7110
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
19-08-2025 09:23 AM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
ما مدى رضاكم عن أداء وزارة الأشغال العامة والإسكان بقيادة ماهر أبو السمن؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم