حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الأربعاء ,20 أغسطس, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 7200

زياد فرحان المجالي يكتب: الإضراب يطرق أبواب الميدان… والمعاشات تفتح ثغرة في جدار إسرائيل

زياد فرحان المجالي يكتب: الإضراب يطرق أبواب الميدان… والمعاشات تفتح ثغرة في جدار إسرائيل

زياد فرحان المجالي يكتب: الإضراب يطرق أبواب الميدان… والمعاشات تفتح ثغرة في جدار إسرائيل

18-08-2025 12:44 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم : زياد فرحان المجالي
لم يعد الإضراب حدثًا عابرًا أو مجرد فعل احتجاجي محدود. في زمن البث المباشر، تحوّل إلى معركة سياسية موازية للميدان العسكري، تُسمع أصداؤها من شوارع غزة إلى قاعات القرار في تل أبيب وواشنطن. وحين تنقل الجزيرة صور المظاهرات لحظة بلحظة، وتُترجم كلمات المشاركين إلى اللغات العالمية كما تفعل نانسي قنقر عبر الشاشات الأمريكية، يصبح الفعل المحلي خطابًا عالميًا يحرج إسرائيل ويعزز الموقف الفلسطيني.
سلاح جديد في معركة الإرادات
المحللون الإسرائيليون أنفسهم يعترفون بأن هذه الموجة من الفعاليات الشعبية لا تُضعف الموقف الفلسطيني، بل تمنحه قوة مضاعفة. الأسرى في السجون يشعرون أن صرخاتهم وجدت صدى في الخارج، والمقاومة ترى في الشارع غطاءً سياسيًا ومعنويًا. أما إسرائيل فتبدو أمام صورة دولة عاجزة: لم تكسر المقاومة، ولم تُخمد الشارع، ولم تعد تملك سوى خطاب القوة الذي يتآكل صدقه مع كل يوم يمر.
التوظيف الإعلامي… من الشارع إلى الشاشات
الإضرابات لم تعد استجابة عاطفية للغضب، بل أداة توظيف سياسي وإعلامي منظم. يجري تدويرها في المحافل الدولية كصراع إرادات مفتوح، يضع إسرائيل في زاوية الضعف مهما كان فائض قوتها العسكرية. إن مشهد آلاف الفلسطينيين وهم يرفعون أصواتهم عبر الشاشات يتجاوز الحدود، ويصل إلى صانعي القرار في واشنطن وأوروبا، حيث تتبدل الحسابات وتتغير المواقف.
وفي الوقت الذي تحاصر فيه الإضرابات صورة إسرائيل في الخارج، تتفجّر من الداخل أزمة أكثر صمتًا لكنها أشد وقعًا: أزمة المعاشات.
فضيحة المعاشات… الانهيار الصامت
الوثائق المسرّبة من وزارة المالية الإسرائيلية تكشف أن عجز صناديق المعاشات بلغ نحو 14 مليار شيكل (ما يقارب 3.7 مليار دولار). الحكومة تدرس بالفعل تقليصًا تدريجيًا للمعاشات بنسبة بين 8 و12%، أو تأجيل صرفها، في خطوة تمس مئات الآلاف من المتقاعدين.
الأرقام تكشف صورة أكثر قسوة: طلبات المساعدات الاجتماعية من العائلات التي تعتمد على المعاشات ارتفعت بنسبة 22% خلال عامين فقط. هذه الفئة، التي طالما اعتُبرت ركيزة الاستقرار الداخلي، تتحول اليوم إلى جبهة غضب اجتماعي صامت قد ينفجر في أي لحظة.
مفارقة مزدوجة
هذا التزامن ليس عرضيًا. بل يرسم لوحة إسرائيل المحاصرة:
في غزة والشارع العربي، يعلو صوت الإضراب كسلاح مقاومة.
وفي تل أبيب، تصرخ أزمة المعاشات كجرس إنذار داخلي يهدد استقرار المجتمع.
هكذا تواجه إسرائيل ضغطًا مزدوجًا؛ الخارج يفضحها عبر شاشات الإعلام، والداخل يهزّها عبر وثائق العجز الاقتصادي.
خاتمة
الإضراب إذن لم يعد مجرد صرخة احتجاج، بل سلاح استنزاف مزدوج: يهز الميدان من الخارج، ويفتح ثغرة في جدار إسرائيل من الداخل. ومع كل يوم يمر، يتأكد أن الحروب لا تُحسم بالصواريخ وحدها، بل أيضًا بالأصوات الشعبية التي تُحرج، وبالأرقام التي تفضح.
إنها ليست مواجهة عابرة، بل معركة انهيار من الداخل قبل أن تكون مواجهة من الخارج. لقد طرق الإضراب أبواب الميدان، لكن أزمة المعاشات فتحت الباب الأوسع: باب سقوط الثقة داخل إسرائيل نفسها.








طباعة
  • المشاهدات: 7200
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
18-08-2025 12:44 PM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
ما مدى رضاكم عن أداء وزارة الأشغال العامة والإسكان بقيادة ماهر أبو السمن؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم