حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الإثنين ,18 أغسطس, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 6896

العين د. زهير ابو فارس يكتب: عدوانية اليمين الصهيوني .. والتحرك المطلوب !

العين د. زهير ابو فارس يكتب: عدوانية اليمين الصهيوني .. والتحرك المطلوب !

العين د. زهير ابو فارس يكتب: عدوانية اليمين الصهيوني .. والتحرك المطلوب !

17-08-2025 08:31 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : العين د. زهير ابو فارس
بمقتل إسحق رابين بتحريض من اليمين الصهيوني بقيادة نتانياهو والاحزاب الصهيونية القومية التوراتية، يكون المجتمع الاسرائيلي قد انحرف في غالبيته الساحقة نحو اليمين القومي الديني التوراتي العنصري، مشكلا حالة سياسية وعسكرية موغلة في التطرف الذي لا يعترف بوجود وحقوق الآخرين في هذه المنطقة. وما صدر من تصريحات متتالية في الأيام الأخيرة وقبلها من قبل اليمين الحاكم بقيادة نتانياهو بشأن حلم "إسرائيل الكبرى"، التي تضم أراضي في مصر والأردن ولبنان وسوريا والسعودية، وصولا إلى العراق، يؤشر إلى حقيقة هذه الحالة(الكيان)، ومدى الخطورة التي تشكلها على أمن واستقرار المنطقة والعالم. هنا يمكن مناقشة الموضوع من خلال:

اولا: ان ما صرح به نتانياهو حول "أحلامه في إسرائيل الكبرى" ليست جديدة ، بل كان قد طرحها بالتفصيل في كتابه "مكان تحت الشمس" قبل ثلاثين عاما، لكن الجديد فيها هو التوقيت ، والظرف التاريخي-السياسي- الأمني في المنطقة، وبخاصة ما يجري من تدمير وإبادة جماعية وتطهير عرقي ممنهج تجاه الشعب الفلسطيني، وبخاصة في غزة ،وما يرافقها من مشاريع الاستيطان المحمومة في الضفة الغربية، وكذا قرار الكنيست الاسرائيلي ضمها إلى دولة الاحتلال إضافة إلى ما جرى في لبنان وجنوب سوريا. اي أن هذه التهديدات التي تطال بلدنا الأردن والدول الأخرى المستهدفة في المشروع الصهيوني-التوراتي ، تأتي ضمن هذه السياقات العدوانية ، التي تمثل حالة استثنائية تستحق التوقف الجاد أمامها، وعدم اعتبارها تصريحات روتينية تصدر بين فترة وأخرى على لسان أطراف اليمين الصهيوني القومي الديني الحاكم. اي أن مثل هذه التصريحات والمواقف تتحول إلى إجراءات وتخلق وقائع عملية على الأرض، من خلال سياسة ونهج "قضم" الأرض، والعمل على"هضمها"، ثم القضم مرة أخرى..وهكذا. وهنا تكمن الأخطار الحقيقية.

ثانيا: صحيح أن اخطار وعدوانية اليمين الصهيوني-التوراتي الحاكم في إسرائيل تزداد وتتسع مع احتداد ازمته المستمرة منذ أحداث السابع من أكتوبر قبل عامين ، ولا احد يستطيع التكهن بمآلاتها على المستوى الداخلي والاقليمي. إلا أن ذلك يجب أن لا يكون سببا للتراخي في وضع الاستراتيجيات اللازمة لمواجهة هذه الأخطار الوجودية التي تهدد بلادنا والمنطقة ، على الرغم من المعاهدات والاتفاقيات الموقعة، والتي تشكل مثل هذه التصريحات العدوانية الاستفزازية، والإجراءات على الارض، انتهاكا صارخا لها، من قبل عدو تحركه أوهام دينية توراتية، لا تعترف بوجود وحقوق الآخر في المنطقة، وهي أفكار استطاعت الصهيونية ترسيخها في سرديتها المضللة للعالم.

ثالثا: ان خطورة تصريحات اقطاب الائتلاف اليميني العنصري الصهيوني تكمن في أنها تصدر عن قيادات إسرائيل الحاكمة ، وليس عن شخصيات هامشية، مما يستدعي التعامل معها بمواقف جدية وحازمة ترتقي إلى مستوى الأخطار الكامنة التي تمثلها،وبخاصة أن ما يجري على الأرض الفلسطينية من سياسات تستهدف تهويد الأرض وتهجير السكان ، تمهيدا للتوسع واحتلال المزيد من الأراضي، وفق المشروع الصهيوني الاستعماري الاحلالي، في ظروف ليست الافضل من تاريخ الأمة العربية. وهذا يستوجب العمل الدؤوب على تغيير معادلة الصراع، انطلاقا من التهديدات والاخطار التي تواجه الاقطار العربية كلها، وبخاصة تلك التي يشملها المخطط الصهيوني المعلن صراحة دونما مواربة. فالمطلوب إيجاد" نواة لحالة عربية تضامنية"، لتوحيد جهودها الدبلوماسية والسياسية والاقتصادية والأمنية ، تضم الأردن ومصر والسعودية وسوريا ولبنان والعراق ، بدعم ومناصرة من الدول العربية الأخرى(المستهدفة ايضا) ، تقوم بوضع استراتيجية عملية لمواجهة الأخطار الصهيونية الحقيقية القادمة، والعمل على تشكيل رأي عام عالمي رافض لهذه الأفكار والمخططات التوسعية العدوانية. ويقينا ان هذه الدول قادرة، بما تملكه من رصيد دولي (فردي وجماعي) من إحداث التغيير المطلوب في موازين القوى الإقليمية والدولية، وبالتالي لجم اليمين الصهيوني ومخططاته التوسعية واخطاره الهائلة على المنطقة والعالم. وخلاف ذلك، فقد نصل إلى حالة "اكلت يوم اكل الثور الأبيض "!.

رابعا: اما فيما يتعلق ببلدنا الأردن تحديدا، فإن الأخطار الصهيونية المحدقة بنا تتطلب أعلى درجات اليقظة، والارتقاء بمواقفنا وسياساتنا إلى مستوى الأخطار الكامنة. فهذا العدو لا يخفي أطماعه العدوانية التوسعية تجاه بلدنا ، ولم يتوقف عن توجيه التصريحات التي تهدد مصالحنا الحيوية. وهذا يحتاج إلى رص الصفوف ، وتوحيد الجهود، لبناء جبهة داخلية صلبة عصية على الاختراق ، أو النيل من الوحدة الفولاذية لمكوناتها، جبهة تلتف كالسوار حول قيادتنا الهاشمية، ونظامنا السياسي، وبواسل قواتنا المسلحة واجهزتنا الأمنية.. فجبهة من هذا النوع ستشكل الدرع القوي ،القادر على حماية بلدنا من أية اخطار او تهديدات.

وأخيرا ، فإن كل ذلك يتطلب نبذ أية خلافات او فرقة بين أبناء مجتمع المواجهة الموحد، وبخاصة في هذه الظروف الاستثنائية التي يواجه فيها بلدنا اخطارا وجودية .كما أن المطلوب من شعبنا ،ومؤسساته، وفئاته وقياداته الفكرية والاجتماعية، وتنظيماته السياسية والنقابية ..الانخراط ضمن الاستراتيجية الكبرى لحماية الوطن، الذي نفتديه بالمهج والارواح،بكل ما يلزمها من حشد وإعداد . ففي معركة الدفاع عن الوطن تختفي الخلافات والتصنيفات ، من مثل المعارضة والموالاة، فكلنا مع الوطن والنظام، مهما كانت مشاربنا وخلفياتنا الفكرية والسياسية. هذه هي معادلة الصراع التي يجب أن تسود في ظروف الأوطان التي تواجه اخطارا وجودية!

ونحن على قناعة وثقة من ان قيادتنا الهاشمية بحكمتها، ومكانتها الدولية، والتفاف شعبها وجيشها حولها ،لقادرة على السير ببلدنا الى بر الأمان..


الراي











طباعة
  • المشاهدات: 6896
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
17-08-2025 08:31 AM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
ما مدى رضاكم عن أداء وزارة الأشغال العامة والإسكان بقيادة ماهر أبو السمن؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم