11-08-2025 11:37 AM
بقلم : خالد ملحم
في زمن يرتع فيه الظلم والطغيان الخارجي و أمواج التحديات الداخلية تتعاظم لترسم وشماً لا نرجوه لمجتماعاتتا .
يبرز التماسك المجتمعي كحصن منيع يحفظ هوية الأمة ويذود عن قيمها ويعيد لها ألقها وبريقها.
فالمجتمعات التي تُحافظ على وحدتها وتُعزز الاعتدال، تكون أقدر على مواجهة العواصف، وأقوى في دعم قضاياها المصيرية.
ويتدحرج سائل من زاوية حاده بإصبعه السبابة هل التماسك المجتمعي واجب شرعي؟
بل ضرورة وجودية و لا يقتصر التماسك الاجتماعي على كونه مطلبًا أخلاقيًا فحسب، بل هو واجب شرعي أمر به الله تعالى في قوله:
"وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا"(آل عمران: 103).
فالأمة التي تتنازعها الخلافات وتنهكها الفرقة، تكون عرضة للضعف والانهيار، بينما الأمة المتماسكة تُصبح كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى. وهنا يأتي دور القدوات المجتمعية فيتحملون عبء السعي الدؤوب لرأب الصدع بين الأهل و الأقارب، أو بين فئات المجتمع المختلفة.و هؤلاء ليسوا مجرد متطوعين، بل حماة للنسيج الاجتماعي، يستحقون الدعم والتقدير، لأنهم: يُصلحون ذات البين، وهي من أعظم القربات إلى الله يرىممون جسور الثقة فيهدمون بطريقتهم جدران الخصومة.
إن أهم نتائج التماسك الاجتماعي على الصعيد القومي عندما يكون المجتمع متماسكًا يُصبح صوته مسموعًا في المحافل الدولية فتكون قوة تاثيرة في صناعة القرار أمتن فيقوى على دعم قضاياه العادلة، كقضية فلسطين، حيث يصبح التضامن معها جزءًا من الهوية الجماعية . ويبقى حراس القيم عينهم على ردع محاولات التفتيت الداخلية.
ويرتوي العطشان فيسال كيف نساهم في تعزيز هذه التماسك الذي تدعيه؟
بالحوار الهادئ، لا بالجدال العقيم. بالتعاون العملي في المبادرات الخيرية والاجتماعية نعززها بدعم المبادرات الإصلاحية التي تهدف إلى جمع الكلمة. يغلفها غرس قيم التسامح والاعتدال في الأجيال الجديدة.
ختاما: لنعلم أن التماسك المجتمعي ليس رفاهية، بل ضرورة حتمية لبقاء الأمم ونهضتها. فلتكن لنا جميعًا يد في هذا البناء، بالعمل الدؤوب، والتعاون المستمر، نصنع مجتمعًا قويًا يصمد في وجه العواصف، ويظل منارة أمل لأبنائه وللأمة جمعاء.
فهل نبدأ اليوم بخطوة نحو تعزيز هذا التكامل؟ نترك الإجابة لكل فرد في هذا المجتمع ليعرف دوره من مكانه ومكانته!
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
11-08-2025 11:37 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |