11-08-2025 09:54 AM
بقلم : نضال منصور
أنهى رئيس الحكومة الدكتور، جعفر حسان، تعديله الوزاري بعد ما يقارب عام على التشكيل، وما يستحق التقدير أن مكتب الرئيس أعلن في تقليد جديد عن موعد التعديل، وحجمه، ونتمنى في المرات القادمة أن يصاحب تشكيل أي حكومة، أو تعديلها عرض لمرتكزات التقيم لأداء الوزراء.
يهدف رئيس الوزراء بضخ دماء جديدة في حكومته إلى المضي في إنجاز الرؤية الاقتصادية بفعالية أكبر، بالتزامن مع السعي للحفاظ على زخم تنفيذ أجندة الإصلاح السياسي والإداري.
الوزراء الذين خرجوا من الحكومة، والذين انضموا لها توزعوا بين وزارات ذات طابع اقتصادي وخدمي، وكان هناك شائعات عن رحيل وزراء لهم علاقة بالملف الاقتصادي، لكن بقاءهم كان مفاجأة، والمطلوب اليوم من الرئيس حسان أكثر من الزيارات الميدانية، فالناس تريد أن تتحسن أحوالهم المعيشية في ظل غلاء لايرحم، وكذلك إحداث نقلة نوعية في جودة الخدمات الحكومية، خاصة التعليم، والصحة، والنقل العام.
اللافت الأهم في التعديل الوزاري، وما يستحق القراءة أن الرئيس لم يقترب من وزارتي الخارجية والداخلية، فقد حافظ نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية، أيمن الصفدي، على موقعه، وبقي أيضا وزير الداخلية، مازن الفراية، وبتقديري هذا قرار صائب في ظل تحولات كبرى في المنطقة، وعلينا أن نحافظ على تماسك الداخل، ومقارباتنا للتعامل مع الخارج.
قدم وزير الخارجية الصفدي أداء رفيعا لفت انتباه العالم، وقدم الموقف الأردني دون مهادنة، وخاض المعارك دفاعا عن العدالة والحقوق في الأردن وفلسطين، وتحدث بلغة دبلوماسية وحقوقية تستند إلى فهم للقانون الدولي الانساني، وقانون حقوق الإنسان، وكل ما قيل عن فيتو أميركي على التعاطي، والتواصل معه بدى هشا، وسقط لأن الأردن يملك الفعالية في التدخل بالأزمات، وقادر على إطفاء الحرائق.
معروف أن الملك هو من يقود السياسة الخارجية في الأردن، ويحدد مرتكزاتها، وكان الصفدي سندا قويا يترجم رؤى الملك، ويعطيها زخما غير مسبوق، وواقع الحال أن الدبلوماسية الأردنية أصبحت مرجعا إقليميا ودوليا.
في ظل حرب الإبادة على غزة لم يقدم وزير الخارجية خطابا به شطط، أو غرد خارج السرب، بل كان صوته يمثل الضمير الأردني، والعربي، وتحركاته النشطة عبرت عن نبض الشارع، وغضبه.
بقاء وزير الخارجية في الحكومة يعكس أن توجهات الدولة الأردنية مستقرة، وأننا ماضون في استقطاب الدعم للسياسات الأردنية، وأن بلادنا رغم شح مواردها ما تزال مؤثرة، وبوصلتها تجد قبولا عالميا.
منذ تسلم وزير الداخلية مازن الفراية يسجل له القدرة على احتواء الأزمات، ومنع تصاعدها، فالوزير اكتسب شعبية منذ إدارته لأزمة كورونا، وبنى على هذا القبول الاجتماعي إدارة للشأن الأمني الداخلي تسعى قدر الإمكان للتوافق، والتفاهم.
صحيح أن وزير الداخلية ليس وحده في التعامل مع الشأن الأمني الداخلي، وإن هناك لاعبين رئيسين معه في مقدمتهم دائرة المخابرات، والأمن العام، والحكام الإداريون، إلا أن التناغم مهم جدا حتى يسير المركب دون ضوضاء، ومشاحنات.
طوال الحرب على غزة استطاع الأردن أن يتعدى أزمات الداخل، وعلى وزير الداخلية أن يحافظ على سياسة الأمن الناعم، وإبقاء مساحة، وهوامش للتعبير، والحريات تزيد البلاد منعة، وتعزز مناعة الجبهة الداخلية، فلا يستمع للغربان التي يطربها تأجيج الازمات، والصرعات.
شهر العسل للحكومة انتهى، والتغزل برئيس الوزراء لم يعد يتصدر حديث السوشال ميديا، والآن سيبدأ رصد ما تفعله، وتنجزه الحكومة، فالكلام ولى، والآن زمن الأفعال.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
11-08-2025 09:54 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |