08-08-2025 03:55 PM
بقلم : د . ناديا نصير
أخصائية الإرشاد النفسي
في هذا الصباح، لا تُقاس الحياة بالزمن، بل بـ"رقم"… رقمٌ يشبه المفتاح، تراه أمٌّ فتنهار، ويقرأه طالب فيغرق، ويعيد أحد أفراد العائلة تكراره بصوتٍ مرتجف، لا ليحفظه، بل ليصدّقه.
لكن قبل الرقم، وقبل الورقة، وقبل الصرخة أو الانهيار… كانت هناك ليالٍ طويلة، وأيام متعبة، وأمّ تعدّ القهوة في الثالثة فجراً، ودفتر مفتوح على سؤال لم تُكتب إجابته بعد.
اليوم، تفتح البيوت نوافذها على الفرح، وتعلو الأصوات بالأغاني والزغاريد، وكأن الأردن بأسره يلبس ثوب النجاح. أرقامٌ تتلألأ على الشاشات، وأسماء تُذاع بفخر، ودموع تختلط بين من انتظر النتيجة ليثبت لنفسه، ومن انتظرها ليهديها لعيون أمه وأبيه.
للناجحين… أنتم تستحقون
إلى كل من نال شهادة النجاح اليوم، ألف مبروك. أنتم لم تحققوا مجرّد رقم في كشف الدرجات، بل أثبتم أن الانضباط والصبر يؤتيان ثمارهما. اليوم هو وقت الفرح، لكن تذكروا أن هذه ليست المحطة الأخيرة، بل خطوة أولى نحو مستقبل يحتاج منكم نفس الإصرار وربما أكثر. استمتعوا باللحظة، ثم امضوا قدماً، فالحياة الحقيقية تبدأ بعد هذه الأبواب التي فتحتموها.
ولمن لم يحالفه الحظ… أنتم لستم أقل قيمة إلى من رأى نتيجته اليوم أقل مما كان يأمل، أو حتى لم ينجح، تذكّروا أن هذه النتيجة لا تعني نهاية الطريق. التاريخ مليء بقصص لأشخاص لم يتفوّقوا في امتحاناتهم، لكنهم تفوّقوا في الحياة. التوجيهي وسيلة، لا غاية. ربما هي فرصة لتعيدوا ترتيب أولوياتكم، لتكتشفوا نقاط قوتكم، أو حتى لتسلكوا طريقًا مختلفًا يناسبكم أكثر. الفشل الحقيقي هو الاستسلام… وأنتم لم تستسلموا ما دمتم تحاولون.
وتحية للأم… البطلة الصامتة
لا يمكن لنجاح طالب أن يُذكر دون أن نذكر أمه. هي التي كانت تصحو قبله لتجهز فطوره، وتنتظره بعد الامتحان بابتسامة تُخفي قلقها. هي التي حملت همّه أكثر مما حمله هو نفسه، ونامت وهي تفكر في أسئلته أكثر مما نام يفكر هو فيها. اليوم، نجاحه هو نجاحها، ودمعته هي دمعتها، وفخره هو تاج على رأسها.
وفي الختام ، اتمنى لكل الناجحين مستقبلاً مليئاً بالتألق والإنجازات، ولمن لم يحالفهم الحظ هذه المرة أقول: أمامكم فرص أكبر وأجمل، فلا تفقدوا الأمل. تحية تقدير خاصة لكل أم وقفت سندًا ودعماً لابنها أو ابنتها، فأنتم من تصنعون قصص النجاح الحقيقية.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
08-08-2025 03:55 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |