حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الأحد ,10 أغسطس, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 16221

عكروش يكتب :خريج الثانوية العامة، ماذا أدرس؟

عكروش يكتب :خريج الثانوية العامة، ماذا أدرس؟

عكروش يكتب :خريج الثانوية العامة، ماذا أدرس؟

08-08-2025 01:51 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم : أ. د. مأمون نديم عكروش
في البدية أتقدم بخالص التهنئة والتبريك لكافة أبناء وبنات الوطن الذين إجتازوا مرحلة الثانوية العامة بنجاح وأتمنى لهم مستقبلًا باهرًا جوهرة التميّز وتحقيق أمنياتهم الشخصية والمهنية. أما من لم يجتاز هذه المرحلة لغاية الآن فأقول لهم أن المستقبل أفضل وهذه إستراحة المُحارب وأن السهم عندما يعود الى الوراء أكثر ينطلق بقوة أكثر نحو الأمام. أكاد أجزم أن كل بيت أردني لديه خريج من مرحلة الثانوية العامة يحاول خلال هذه الأيام الإجابة على التساؤل التالي: "ماذا أدرس من أجل مستقبل أفضل؟" نعم، هذا التساؤل يبدو سهل في مظهره وحتى جوهره ولكنه التساؤل الأخطر ويجب أن يتم الإجابة عليه بطريقة موضوعيه لان كل طالب تخرج من مرحلة الثانوية العامة بصدد إتخاذ قرار إستراتيجي سيؤثر على مفاصل جوهرية في حياته حاليًا ومستقبلًا. وحتى تكتمل الصورة حول هذا التساؤل يبرز تساؤل آخر حول المعدل الذي حصل عليه الطالب في إمتحان الثانوية العامة وخصوصًا إذا لم يكن المعدل وفقًا للطموح او المتوقع.
نقطة البداية تكمن في وجود ربط مباشر بين نمط أو طبيعة شخصية الطالب وقدراتة ومهاراته وإمكاناتة وبين التخصص المرغوب فيه بحيث يدرس الطالب التخصص الذي "يجد نفسه وعالمه فيه" وهذا أحد أهم أسس النحاح في التخصص في المستقبل سواء التحق صاحب التخصص في مؤسسة أو أسس عمل خاص له. هذه مسؤولية الأهل والاصدقاء وأهل الإختصاص. تحقيق هذا السيناريو يعتمد بالدرجة الاولى على معدل الطالب الذي حصل عليه في الثانوية العامة إذا كان يوهله لدراسة تخصص معين (سواء أكان أكاديمي أم تقني أو تطبيقي) من خلال قوائم القبول الموحد او القطاع الخاص او حتى خارج الوطن. ويعتمد أيضًا هذا الأمر على الجامعة او مؤسسة التعليم العالي التي يرغب الطالب الالتحاق بها. إذا تحقق هذا السيناريو يكون هذا المقال قد أنتهى وأشكر القارئ على وقته الثمين!
الواقع والخبره العملية يشيران الى أن هذا السيناريو لا ينطبق على أكثر من 30-35% من حملة شهادة الدراسة الثانوية العامة. حيث أن أكثر المشكلات تكمن في عدم حصول الطالب على معدل الثانوية العامة المرغوب أو حصولة على تخصص غير مرغوب به من قبل الطالب او عدم رغبته في الالتحاق بمؤسسة تعليم عالي لا تلبي طموحة الشخصي. هذا مُنعطف خطير ويجب التعامل معه بمنتهى العقل والموضوعية والابتعاد عن العواطف والاهم من ذلك عدم الالتفات لتقاليد ومعايير المجتمع التقليدية التي تُشكل دائرة ضغط كبيرة على خريجي مرحلة الثانوية العامة هذه الأيام. فحصول الطالب على معدل دون الطموح يتطلّب منا بذل جهد "لاكتشاف" الطالب والقدرات والمهارات "الكامنة" لديه والتفكير بمستقبله أكثر من التركيز والتحليل لماذا لم يحصل على المعدل المطلوب!
جوهر الموضوع يتعلق بفهم حقيقة مهمة وهي أن عدم تحصيل الطالب للمعدل المطلوب أو الذي يطمح اليه "لا" يعني بأي حال من الأحوال التشكيك بقدرات الطالب "الذهنية" أو "المهاراتية" أو "الإبداعية" وأنما العمل على "إكتشافها" والعمل على "تعظيمها" من خلال ربطها بتخصص جامعي أو في مؤسسة تعليم عالي تعتمد في الدرجة الإولى على جانب نظري ولكن "خلق القيمة المضافة" يعتمد على وجود "مهارات" وقدرات" "لم يستطيع" رادار نظام التعليم في مرحلة الثانوية العامة أو حتى المراحل التي سبقتها "إكتشافها" أو "إبرازها" ولكنها تكون الأساس لنجاح وتميّز الطالب في دراستة الجامعية وبناء مستقبله. إذا لم يتم إتباع هذا المنهج عند إتخاذ قرار "ما أدرس مستقبل أفضل؟" سنبقى ندور في حلقة مٌفرغة التي يدفع ثمنها الطالب ووالدية والمجتمع والوطن على التوالي. لذلك، "إكتشفوا" فلذات أكبادكم وأتركوا مرحلة الثانوية العامة بما لها وما عليها وركّزوا على المستقبل حيث القرص وبوابات الإبداع التي يقرر عليها الطالب بدعم مُحبيه.
مرة أخرى، الف مبروك لبنات وأبناء الوطن ونقول لهم أنتم جيل المستقبل وبُناة الوطن كونكم تحملون رايات العلم والمعرفة من أجل مستقبل أفضل.
أدام الله عزّك يا وطني الحبيب.








طباعة
  • المشاهدات: 16221
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
08-08-2025 01:51 PM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
ما مدى رضاكم عن أداء وزارة الأشغال العامة والإسكان بقيادة ماهر أبو السمن؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم