حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الثلاثاء ,5 أغسطس, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 9146

د. دانييلا القرعان تكتب: الاعتداء على السفارات الأردنية طعنة في خاصرة الوطن ..

د. دانييلا القرعان تكتب: الاعتداء على السفارات الأردنية طعنة في خاصرة الوطن ..

  د. دانييلا القرعان تكتب: الاعتداء على السفارات الأردنية طعنة في خاصرة الوطن ..

03-08-2025 03:17 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم : د. دانييلا القرعان
بات الوعي العربي يواجه إشكالية متجذرة، تتجلى في مظاهر الانجرار خلف قضايا جانبية مدفوعة بطبيعة التفاعل على منصات التواصل الاجتماعي، والتعبير عن الغضب بمظاهر كثيرة بحجة دفاعهم عن قضية معينة.وجانب آخر يتعلق بغياب التخصص في طرح القضايا الحساسة، والدفاع عنها، حيث أصبح المعنيون القادرون على إرسال وصياغة الرسائل الحقيقية المؤثرة في جانب، وتم التنازل عن حضورهم لصالح من يعتقد أنه يمتلك المعرفة والقدرة.

باتت بعض الجهات والأجندات المدسوسة والتي لا تريد خيرًا بهذا الوطن تستخدم نفوذها وسلطاتها لتوجيه الرأي العام نحو مساحات هامشية تخرج الناس عن جوهر القضية الحقيقي، وهو ما أدى إلى تغييب الدور الحقيقي المطلوب من أبناء الشعب الاردني والنخب تجاه القضايا الكبرى على رأسها القضية الفلسطينية.
خيانة الاوطان ليست كلمات تُكتب، أو نص تعبيري يتم التعبير من خلاله عن ماهيه الخيانة، أو أسبابها، أو عواملها، وعلاجها، بل هي وجع وطعنة في الخاصرة، وجرح للإنتماء، وقطع لشرايين الجسد، بل هي موت على قيد الحياة. في ظل الأحداث الراهنة أصبحت الخيانة تتعدد بمظاهر كثيرة، وكأنها ثوب تُلبس حسب مقاس وحجم الخائن وقدره ومكانته في المجتمع، ومع تعددها إلا أن الخيانة هي خيانة، وخيانة الوطن لا يضاهي وجعها أي وجع آخر. الأردن تلك البُقعة الطاهرة التي تحملت وما زالت تتحمل تطاولات الخائنين والمشككين، سواء في الداخل أو الخارج، ولكن آن الأوان أن يعرف الجميع حجمه ومكانته، وأن كرامة الأردن ليست مباحة بل مصونة ومعززة، وأن من يمد يده على ذرات تراب هذه الوطن سينال عقابه عاجلاً أم آجلا.
بعض السلوكيات التي باتت تنتشر الآن كالنار في الهشيم لا تخدم سوى أجندات مشبوهة، تهدف إلى زعزعة دعم الشعب الأردني ودولته المتواصل للشعب الفلسطيني، والأردن كان وما زال شريان الدم الذي يواصل الليل بالنهار لضخ الحياة لفلسطين، ولم يتوقف يومًا عن أداء دوره في دعم الأشقاء الفلسطينيين، هذه الاعتداءات التي أصبحنا نشاهدها تسعى لتحريف البوصلة عن مسارها وتحريف الوقائع وخلق عداوات داخلية لا تصب إلا في مصلحة العدو الإسرائيلي.
من المهم الآن وفي ظل هذه الأحداث الراهنة وضع حد لهذه الترهات، والعمل على إعادة الاعتبار للوعي العام، والتركيز على ما يقوم به الأردن من مواقف ثابتة تجاه قضايا الأمة، ونجد في الجانب الآخر من اتخذ قراره بعدم النظر بإيجابية إلى الأردن، لكن من الضروري أن يعرف الجميع أن الأردن يقوم بدوره على أكمل وجه، وتصويب السهام نحو الأردن في هذه المرحلة الحرجة ما هو إلا تعبير عن عجز في الرؤية لإظهاره كمسؤول عما يتعرض له الشعب الفلسطيني. حين تتعرض سفاراتنا في الخارج للخراب، هذا الأمر لا يقتصر على الاعتداء على جدار السفارة أو محيطها، بل هو اعتداء صارخ على رمز من رموز الدولة، واعتداء على هيبتها، وامتدادها الخارجي، واعتداء على سيادتها الثابتة. السفارة ليست مبنى شيد من تراب، بل هو كيان سياسي سيادي يعلوه العلم الاردني والذي يرفرف فوق أرض أجنبية، تحمله الرياح محملا بتضحيات وتاريخ الأردن المخلّدة. بالفعل من يعتدي على أي رمز من رموز الدولة الأردنية في الداخل والخارج هي بالنسبة له مقامرة خاسرة بكل اللغات والمعاني، ومن يشارك أو يحرض بقول أو فعل هو عابث وجاهل ومأجور وخائن ويخون قضيته قبل أن يخون الوطن الذي يحمله ويعيش في كنفه. الغضب الشعبي ليس هكذا، ومن يضن ويسوّق أن بفعلته هذه وردة فعله يخدم قضيته، فهو غائب عن الحقيقة، وعمله هذا انفلات مشين يفتقر لكل معاني الشرف والنخوة والانتماء. سفارتنا الأردنية رمز لدولتنا وسيادتنا وهي الدرع السياسي وخط الدفاع الأول الذي يحمي الوطن ومصالحه من دهاليز العالم المليء بالكوارث والتناقضات. العبث بسفاراتنا الدبلوماسية ليس حجة للبعض أو تبرير بسبب خلاف سياسي او عاطفة شعبوية؛ لأن الهيبة لا ترمم بالخراب، والوطن لا ينتصر بالفتن والتحريض، والقضايا لا تفلح بالتهور، ومن يعتدي على رموز الأردن فهو في مواجهة صريحة وواضحة مع التاريخ والشعب والدولة. وأقول وكلّي ثقة بالله أن الأردن عصي عنهم وعن مخططاتهم، وأقولها بصوت قوي يتخلله ثقة كبيرة كوني أردنية، من يُقزِّم وطن لا يُــقزَّم، فهو القزم في عيني نفسه، ومن يشدد على يده هو خائن أكثر منه، وأقول إن هيبة الدولة ليست وجهة نظر أو مسرح لتصفية الحسابات، بل هي خط يحمل جميع الالوان يجب ألا يداس، ونطالب الدولة الأردنية ممثلة بالجهات المعنية باتخاذ كل ما يلزم دون شفقة، ووضع عقوبات صارمة بحق كل من تخوله نفسه العبث بكل جزء من أجزاء جسد الأردن في كل مكان، وعليه أن يعي جيدًا أن اللعب بالماء ليس كاللعب بالنار. فليحفظ الله الأردن وليحفظ جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم قائد المسيرة وحامي الديار، وأن يحفظ الأردن وشعبه الوفي.








طباعة
  • المشاهدات: 9146
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
03-08-2025 03:17 PM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
ما مدى رضاكم عن أداء وزارة الأشغال العامة والإسكان بقيادة ماهر أبو السمن؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم