03-08-2025 12:38 PM
بقلم : محمد يونس العبادي
رغم ضبابية المشهد الدولي سياسيًا، فهنالك كثير من الدول المهمة لم تنزلق إلى صوت "الفوضى" اليمينية المتطرفة، بل بقيت منحازة إلى صوت العقل، والتقت مع الأردن في مواقفها، وكانت كسبًا للدبلوماسية الأردنية التي يقودها جلالة الملك عبد الله الثاني.
فالتطرف وعنوان المرحلة الممتدة بين أمريكا وإسرائيل، والتي جاءت مدفوعة بصعود اليمين المتطرف في كلا البلدين باتا يضعان العالم المتحضر ومصداقية الأمم المتحدة وفعالية القوانين الدولية والقيم التي نتجت عنها على المحك.
هذا الصعود الذي تشكّل في الأعوام الأخيرة مدفوعًا بـ "عقد التاريخ" التي ترسبت إثر مرويات موضوعة لا أساس لها من الصحة سوى في عقول من يؤمنون بها، أثرت على المشهد السياسي بالعالم برمته، وكان لها انعكاسات محليًا وعربيًا، أبرز ما تتجلى في مرحلة "ترامب- نتنياهو" حيث لم تخسر القضية الفلسطينية بقدر ما خسرت القيم العالمية التي بُني عليها النظام الدولي المعاصر.
فالأردن، كدولة مؤمنة بمبادئها العربية والإسلامية، وتعمل ضمن منظومة دولية لإعادة الاعتبار للعملية السلمية ووضع قضايا الحل النهائي على الطاولة وعلى رأس ذلك حلّ الدولتين وتفعيل الجدول الزمني للمحادثات التي أجريت منذ عقود بين الأطراف المعنية بالعملية السلمية، وتحترم اتفاقياتها وجيرانها قدمت النموذج المغاير في أحلك الظروف السياسية التي برزت ملامحها مع صعود يمين متطرف.
فالأردن، حافظ على أمن حدوده وعبر عقود مضت منذ توقيع اتفاقية السلام الأردنية الإسرائيلية، أثبت الأردن مقدرة سياسية وفعلية على مقدرته على الالتزام بما وقع عليه، بل وأن ما تحقق من مكاسب إثر المعاهدة التي نصت على حقوقه المائية وحقوقه بأرضه، ويعبر عنها القرار الأخير باستعادة السيادة على الباقورة والغمر.
وبالوقوف على تعهدات نتنياهو بضمّ غور الأردن والضفة الغربية، فإن هذه القرارات ستترك أثرًا وأضرارًا وتجاوز صارخ وخسارة للمنادين بالسلام، أو لمن عملوا لأجله ويقضي على بديهية عملية السلام وهي إقامة الدولة الفلسطينية، وهي عنوان رئيس لما تمّ الالتزام به منذ عقود.
فالمتغيرات على الأرض تبقى دون غطاء أو سند قانوني يتيح التراجع عنها عندما توضع الوثائق على الطاولة، ولكنها في حال وجدت دعمًا في هذه المرحلة التي انزلقت إلى تقويض الشرعية الدولية.
لقد نجح الملك عبد الله الثاني في التعامل مع الصعاب التي مرّت على المنطقة، بما في ذلك العمل على صياغة استقرار وطني، وبناء رصد دولي لدعم الأردن والتقدير العالمي للسياسة الأردنية ونهجه الذي حافظ عليه برغم الانحرافات الكبيرة التي تتعرض لها المنطقة، ونجحت الأردن بقيادته بأن وفرت رصيدًا متزايدًا من الثقة بالأردن عند دول وقوى تدرك تمامًا أن الأردن بقيادته مكسب للمنطقة وللعالم، وما تتبناه من مبادىء وفهم ومواقف ثابتة تجاه القضية الفلسطينية وأمام تيار جاء به سياسيون لم يستوعبوا خطورته استنادًا إلى مرويات "عقد التاريخ".
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
03-08-2025 12:38 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |