حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الثلاثاء ,5 أغسطس, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 12657

زياد فرحان المجالي يكتب: "هل حان وقت إغلاق ملف الحرب؟"

زياد فرحان المجالي يكتب: "هل حان وقت إغلاق ملف الحرب؟"

زياد فرحان المجالي يكتب: "هل حان وقت إغلاق ملف الحرب؟"

03-08-2025 08:34 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : زياد فرحان المجالي

قراءة تحليلية في نداء مستشار أميركي سابق لوقف الحرب على غزة

في لحظة سياسية محمّلة بالمآسي، وصمت دولي يزداد فجاجة، خرج المستشار الأميركي السابق ستيف ويتكوف – الذي غادر البيت الأبيض في كانون الثاني الماضي – بمبادرة علنية تدعو إلى وقف فوري للحرب على غزة. المبادرة، وإن لم تصدر عن موقع رسمي، تحمل نبرة رجل خبر كواليس القوة، وتُعبّر بوضوح عن تحوّل في المزاج السياسي لبعض دوائر القرار الأميركي.
ويتكوف، الذي كان لاعبًا رئيسيًا في ملف المفاوضات الأمنية في الشرق الأوسط، لا يُجامل أحدًا في تقييمه للمشهد. نعم، هو يحمّل حماس مسؤولية شرارة الحرب، لكنه يصوّب سهمه السياسي نحو الحكومة الإسرائيلية، متهمًا إياها بالعجز عن تحويل القوة إلى سياسة، والانتصار العسكري إلى حلول. يقول بوضوح: "إسرائيل تُقاتل منذ أكثر من 600 يوم، لكنها لا تزال عالقة في أنفاق خان يونس، وتُطارد أشباحًا في الشجاعية."
إسرائيل القوية… والعجز الاستراتيجي
ما يبنيه ويتكوف خطير: أن إسرائيل – برغم تفوقها العسكري والاستخباراتي – سقطت في فخ "الحرب الدائمة". الحرب لم تعد أداة ردع، بل نمطًا للحكم، وخيارًا للهروب من المأزق السياسي الداخلي.
التحالف الإسرائيلي الحاكم لم يعد يبحث عن نصر، بل عن استمرار الأزمة. لكن، كما يُحذّر ويتكوف، فإن هذا الاستمرار ينهك إسرائيل قبل غيرها. العالم بدأ يُدير ظهره، والشارع الدولي لم يعد يُصدّق الرواية الإسرائيلية. الأخطر من ذلك: حلفاء الأمس بدأوا يراجعون مواقفهم.
تسوية بلا أوهام
في طرحه، يقترح ويتكوف:
وقف إطلاق نار شامل ودائم
تبادل أسرى فوري
تسليم غزة لإدارة فلسطينية مدعومة إقليميًا
إشراف دولي على الإعمار
ضمانات من حماس بعدم إعادة التسلّح
ربما لا يبدو الطرح جديدًا، لكنه هذه المرة يأتي من أميركي مخضرم، في توقيت مفصلي. وما بين السطور، اعتراف صارخ: "حماس لم تُهزم، ومحاولة محوها أصبحت عبئًا أخلاقيًا واستراتيجيًا."
تفكك في السردية الإسرائيلية
يحذّر ويتكوف من انهيار سردية إسرائيل الأخلاقية. فمع استمرار القصف، الحصار، ومنع المساعدات، لم تعد مزاعم "حماس تعطل" تُقنع أحدًا.
بلغة الحقوق، يقول: "طالما أن إسرائيل هي القوة المسيطرة عسكريًا، فهي المسؤولة قانونيًا عن كل شاحنة تُمنع، وكل طفل يموت من الجوع."
ويختم بنداء موجه إلى من لا يزال في تل أبيب يسمع: "إذا لم تُنهوا الحرب، فإن أصدقاءكم اليوم سيصبحون خصومًا غدًا… وإن لم تُنهوا المأساة، فلن يبقى لكم غطاء."
خلاصة
ما قاله ستيف ويتكوف ليس مجرّد رأي خافت، بل صدى لتحوّل داخلي في واشنطن. إنذار مبكّر من داخل البيت الأميركي، موجّه إلى عقلٍ سياسي في إسرائيل أُغلق على فكرة: البقاء بالحرب فقط.
لكن السؤال الكبير يبقى:
هل يُصغي نتنياهو؟
هل يملك اليمين رفاهية التراجع؟
أم أن إسرائيل اختارت أن تبقى تحارب… حتى النهاية… حتى الفراغ؟
بقلم: زياد فرحان المجالي
سلسلة "سرايا التحليل السياسي"








طباعة
  • المشاهدات: 12657
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
03-08-2025 08:34 AM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
ما مدى رضاكم عن أداء وزارة الأشغال العامة والإسكان بقيادة ماهر أبو السمن؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم