حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الأحد ,3 أغسطس, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 9592

المحاميد يكتب : الأردن فوق كل إختلاف

المحاميد يكتب : الأردن فوق كل إختلاف

المحاميد يكتب : الأردن فوق كل إختلاف

01-08-2025 04:11 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم : د. حاكم المحاميد
حين يكون الضمير جسراً إلى غزة، لا ضجيجاً ولا ادّعاء، فهنا الأردن، ملك وحكومة وشعباً...
وفي حضرة الألم الفلسطيني الممتد من رماد دير البلح إلى أشلاء الأطفال في رفح، يقف الأردن لا شاهداً فقط، بل حارساً للضمير العربي، وبوابة أخيرة لإنسانية تنهار.
في قصر الحسينية وقبل أيام، حيث الكلمة تأخذ شكل البوصلة، قال جلالة الملك عبدالله الثاني: "علينا احترام جميع وجهات النظر، واختلاف الأساليب في التعبير عن الحزن، دون اتهام أو تشهير. وحدتنا الوطنية المتينة فوق كل اختلاف." حينها لم تكن هذه الكلمات جُملة عابرة، بل كانت أشبه بنداء عاقل وسط جلبة الاتهام، وصوت سياديّ ضد التسرّع في تجريح الذات.
فما بين الشك والتشهير، تقف الحقيقة بثوبها المجروح، لا تنطق إلا حين يتكلم الفعل. والأردن، منذ أن ضُرب الحصار على غزة، لم ينتظر خطاباً ولا تصفيقاً، بل أطلق أجنحته الجوية محمّلة بالأمل، وأرسل فرسانه في الجيش الأبيض يُداوون الجراح بأدوات، لا بالكلام. فتحت عمّان أبوابها للجرح الفلسطيني، لا بمنّة، بل بوعد قديم لا يخونه الزمن: أن يكون الأردن سنداً لا يلين، في وجه المحتل، وفي وجه العبث بالمقدّس.
من معبر كرم أبو سالم إلى قلب رفح الجريحة، ومن خيام النازحين إلى غرف العمليات في المستشفى الأردني الميداني، لم يتوان الأردن عن أداء واجبه، ليس بوصفه دولة، بل بوصفه ضميراً. هذا الدور لم يكن طارئاً ولا مُجاملة. هو امتداد لتاريخ نُقش على صخر الكرامة، وثُبّت في مآذن القدس التي ما زال الهاشميون حُراسها.
ورغم كل ما يقدم هذا الوطن، تخرج من زوايا مظلمة، أصوات تفتقر إلى الإنصاف، تنفث الشك في النوايا، وتزرع الريبة في دروب التضامن. وهنا، تظهر حكمة الملك، لا كحاكم، بل كقائد يقرأ نبض الشارع ويخشى على الوطن من أن يطاله داء التشكيك. فالتعبير عن الألم لا يُبرّر الطعن في الظهور، ولا الخلاف في الأسلوب يُجيز نزع الوطنية عن المختلفين.
وحدتنا ليست محط تساؤل، بل شرط وجود. وإذا كان للأردن أن ينهض بقضية أمّة، فعليه أولا أن يصون بيته الداخلي، أن يجعل من النقد بناء لا هدما، ومن التنوع فسيفساء لا شرخا وهذا ما يؤكده سيدي صاحب الجلالة والقائد الفذ في كل لحظه وموقف.
في لحظات كهذه، لا يُقاس الوفاء بكثرة الكلام، بل بصدق الموقف. والأردن، وهو يضمّد جراح غزة بصمت ووقار، يعلّمنا أن الكبار لا يُفاخرون بما يفعلون، بل يدعون أفعالهم تتكلم عنهم. وأن من يريد أن يكون مع فلسطين، فليكن مع الحق، لا مع الوهم، مع الحكمة لا الغضب، مع الوحدة لا مع الشتات.
هذا هو الأردن الصلب، بمواقفه ومنجزه السياسي ودوره المحوري وانخراطه في اللحظة والتأثير فيها.
حمى الله الأردن وقائده.
*محافظ سابق








طباعة
  • المشاهدات: 9592
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
01-08-2025 04:11 PM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
ما مدى رضاكم عن أداء وزارة الأشغال العامة والإسكان بقيادة ماهر أبو السمن؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم