حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
السبت ,2 أغسطس, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 5456

مكرم أحمد الطراونة يكتب: الصراع في المنطقة: متى تتحرك أميركا؟

مكرم أحمد الطراونة يكتب: الصراع في المنطقة: متى تتحرك أميركا؟

 مكرم أحمد الطراونة يكتب: الصراع في المنطقة: متى تتحرك أميركا؟

31-07-2025 08:20 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : مكرم أحمد الطراونة
حين وقف المتطرف بنيامين نتنياهو عشية أحداث السابع من أكتوبر، ليصرح بأنه سوف يغير ملامح الشرق الأوسط، لم يكن يعلم بأن أكثر المتضررين من هذا التغيير سيكون الكيان الذي يحكمه، وأن السردية الصهيونية التي سيطرت على الغرب لسبعة قرون سوف تتهاوى، وأن الشعوب الغربية ستنتبه إلى "الفخ" الذي وقعت فيه طويلا، والذي تم ابتزازها من خلاله بلا رحمة.


خلال الأسابيع الأخيرة، وعلى وقع القتل الوحشي لسكان قطاع غزة بواسطة آلة الدمار العسكرية، ومن خلال إحداث أكبر مجاعة بفعل الإنسان منذ الحرب العالمية الثانية، بدأ العالم يكتشف أكذوبة الدولة المدنية الديمقراطية التي يحاول الكيان تسويقها للعالم، ليتكشف الوجه الحقيقي لمجموعة الإرهابيين الذين لا يتورعون عن ارتكاب أقسى الجرائم وأبشعها، من أجل تطهير الأرض الفلسطينية من أهلها الأصليين.

يقف قادة الكيان اليوم عاجزين أمام "تسونامي" أوروبا الذي غير من شكل المعادلة باصطفافه لجانب الحق الفلسطيني، والاعتراف بالدولة الفلسطينية. حتى المتطرف نتنياهو، يحاول أن يبدو "إنسانيا" ويغازل أوروبا من خلال استغلاله العطلة الصيفية للكنيست، للسماح بدخول بعض المساعدات، بعيدا عن رقابة حلفائه من الإرهابيين في حكومته، وهي مساعدات لا تعدو أن تكون ذرا للرماد في العيون، من دون أن يكون الهدف الحقيقي منها محاصرة المجاعة المتفشية، أو إنقاذ أرواح الغزيين. لكن خطوته تكشف مدى القلق الذي يسيطر عليه، والذي يجبره على اتخاذ قرارات خارجة عن منظومته الأخلاقية.
ولكن، هل لنا أن نسأل عن الأمور التي قادت لمثل هذه التحولات الجوهرية في المزاج العالمي؟
منذ بداية هذه الحرب الإجرامية على الفلسطينيين، تمسك الخطاب الأردني بضرورة أن يتم النظر إلى الصراع من منظور شامل، لا أن يتم حصره في أحداث السابع من أكتوبر، وأن تتبنى عواصم التأثير العالمية وجهة نظر موضوعية وواقعية، يتم من خلالها دراسة المسألة الفلسطينية على أنها صراع طويل لم يجد حلا حتى اليوم، وأن الحل الوحيد الممكن هو بمنح الفلسطينيين دولتهم المستقلة.
آمن الأردن بالسلام، ودافع عنه في جميع المحافل الدولية، ولعل أهم ما يميز الدبلوماسية الأردنية هو أنها انتهجت على الدوام خطابا عقلانيا، وأثبتت التجارب المختلفة بأن تحذيراتها الكثيرة من تجاهل الصراع وأسبابه، سيولد العنف الذي لن يطيح بأمن المنطقة فحسب، بل وبأمن العالم كله.
اليوم، وعلى إثر الزيارة الخارجية التي قام بها جلالة الملك، نرى عقدة الغرب تتفكك، كما نرى أن الرواية الأردنية العقلانية تنتصر، وهي الرواية التي تتفهم جذور الصراع وامتداداته، وتحلل منطلقاته. لذلك، فحين يقول الملك إن سياسات اليمين الإسرائيلي المتطرف تقوض حل الدولتين وسيكون لها تأثيراتها المدمرة على المنطقة والعالم، فهذا لأن الأردن يعي تماما أن ترك ملايين الفلسطينيين بلا أمل ولا مستقبل هو فعل مدمر، وأن الذي يعيش بلا أمل مستعد لفعل أي شيء. كما أن قضم الأرض الفلسطينية بالاستيطان غير الشرعي، ومحاولات تغيير الأمر الواقع في القدس المحتلة، هي أفعال لا تؤجج الفلسطينيين فحسب، بل وجميع العرب والمسلمين في العالم.
عقدة أوروبا تجاه الكيان المحتل تم تجاوزها، وتبقى عقدة الولايات المتحدة التي تحتفظ بعلاقات متينة مع الكيان. لكن هذه العلاقة "أكلت" من رصيد واشنطن عالميا، وهو أمر لا ترحب به الإدارة الأميركية مهما كانت منساقة للرغبات الصهيونية. لذلك، وعلى ما يبدو، فإن إدارة الرئيس ترامب بدأت بمراجعة مواقفها في هذا السياق، فبدأنا نسمع تصريحات تعبر عن التبرم بسياسات إطالة أمد العدوان، خصوصا أن واشنطن تشعر بأنها تخسر حلفاءها، وهي التي تحتاجهم في مواجهة الصين وروسيا. إن سياسة واشنطن الحالية بالدعم غير المشروط للكيان، يمكن أن تكون الشعرة القاصمة، والتي قد تسرّع في نهاية دولة الاحتلال برمتها.
السلام هو طريق الأمن والازدهار. هذه هي السردية الأردنية الثابتة، وإذا أراد العالم أن ينهي الصراع في المنطقة، فعليه أن يحتكم إلى الرؤية الأردنية، وأن يمنع نتنياهو من أي تهور بتصعيد جديد.











طباعة
  • المشاهدات: 5456
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
31-07-2025 08:20 AM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
ما مدى رضاكم عن أداء وزارة الأشغال العامة والإسكان بقيادة ماهر أبو السمن؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم