30-07-2025 07:01 PM
بقلم : د. منال احمد عكاشه
"لماذا التجاهل؟" سؤال يصدح في صدري كلما أرسلت صوتي إلى من يفترض أنهم يسمعونني. أرسل رسائلي، أطرق الأبواب، وأنتظر رداً، لكن لا يأتي سوى الصمت القاتل.
التجاهل ليس فقط غياب الرد، بل هو إنكار وجودي، إهمال حقي، وتجاهل لجهودي التي بذلتها. هو ألم يتغلغل في أعماقي، يجعلني أشعر أن كفاحي لا قيمة له، وأن أحلامي مجرد أوهام لا تلامس الواقع.
أتساءل: هل هو عدم اكتراث؟ هل هو سياسة متعمدة؟ أم مجرد قصور في المسؤولية؟
هل أكون أنا المشكلة، أم أن هناك من لا يريد أن يرى غيرهم؟
التجاهل هو سلاح يستخدمه من يختبئون وراء مكاتبهم، ممن يخافون من الحقيقة، أو ممن يريدون أن يحافظوا على مصالحهم بأي ثمن. هو محاولة لإسكات صوت الحق، وإبقاء الكفاءة حبيسة الظل، ولكنني لن أستسلم، ولن يكسر إرادتي، ولن يطفئ نور طموحي. سأظل أرفع صوتي، أصرخ بصدق، وأطالب بحقي حتى يسمعني الجميع. لأنني أؤمن أن الحقيقة لا يمكن إخفاؤها إلى الأبد، وأن العدالة في النهاية ستنتصر.
التجاهل... سلاح خفي في وجه الحقيقة
التجاهل هو أحد أكثر أنواع الظلم إحباطاً وإيلاماً، خصوصاً عندما يكون تجاهلًا ممن من المفترض أن يكونوا مسؤولين عن الإنصاف والعدل. هو كأنك تصرخ في صحراء صامتة لا يسمعك فيها أحد، وكأن وجودك يُمحى رغم كل الجهود التي تبذلها.
في حياتي، لم يكن التجاهل مجرد حالة عابرة، بل تجربة مريرة تستمر وتتكرر. أرسل رسائلي، وأرفع صوتي، وأطرق الأبواب، لكن الرد لا يأتي، والهواء وحده يرد. هذا التجاهل لا يعني فقط عدم الرد، بل هو رفض ضمني لوجودك، رفض للاعتراف بحقك وحق غيرك من أصحاب الكفاءة.
لكن رغم هذا الظلام، لا يجب أن نسمح للتجاهل أن يكون نهاية الطريق. التجاهل يحتاج إلى مواجهة، إلى الضغط المستمر، إلى إصرار لا يلين. علينا أن نثبت وجودنا، أن نرفع أصواتنا بطرق مختلفة، إعلامياً وقانونياً واجتماعياً، حتى لا تبقى قضيتنا مجرد همس في ممرات النسيان.
في النهاية، التجاهل هو اختبار لقوة الإنسان، وهو فرصة للثبات والصمود. فلنحول التجاهل إلى حافز، والسكوت إلى صرخة، لأن الحق لا يموت مهما طال الزمن.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
30-07-2025 07:01 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |