حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الخميس ,31 يوليو, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 9613

زياد فرحان المجالي يكتب: "حجارة داود": من وادي إليا إلى غزة .. معركة الأنبياء تتجدد

زياد فرحان المجالي يكتب: "حجارة داود": من وادي إليا إلى غزة .. معركة الأنبياء تتجدد

زياد فرحان المجالي يكتب: "حجارة داود": من وادي إليا إلى غزة ..  معركة الأنبياء تتجدد

29-07-2025 08:25 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : زياد فرحان المجالي
حين اختارت كتائب القسام أن تسمي عمليتها الأخيرة ضد الاحتلال الإسرائيلي بـ"حجارة داود"، لم يكن ذلك من باب الشعر أو المجاز العسكري فحسب، بل كان غوصًا عميقًا في الذاكرة الدينية والتاريخية، ومحاولة واعية لإعادة اصطفاف الحق، وتحرير الرموز النبوية من قبضة المحتل الذي احتكرها زورًا لقرون.

فـ"داود" في وعي المسلمين ليس ملكًا لبني إسرائيل كجنسية، بل هو نبي الله وعبده الصالح، الذي سُخرت له الجبال والطير، والذي اختاره الله لنصرة المستضعفين، تمامًا كما اختار محمدًا صلى الله عليه وسلم ليكون رحمة للعالمين.
من طالوت وجالوت إلى بن غفير ونتنياهو
في سورة البقرة، يُخبرنا القرآن عن طالوت، القائد الذي اصطفاه الله على بني إسرائيل، وكيف خاض معركته الكبرى ضد جالوت الجبار وجيشه المدجج. وبينما كان الجنود يتساقطون، خرج شاب صغير، لم يكن في جيبه سوى حجر ومقلاع… هو داود.
وبهذا الحجر، لا بالسيف، أسقط داود جالوت، وانتصر الإيمان على الطغيان.
اليوم، تُكرر حماس المشهد ذاته. داود القرن الحادي والعشرين هو المقاوم الفلسطيني، الذي لا يملك سوى حجر وعبوة وطائرة مسيّرة بدائية. أما جالوت الجديد، فهو هذا الكيان المدجج بأحدث تكنولوجيا القتل، من "ميركافا" إلى "القبة الحديدية".
مفارقة داود بين القرآن والتوراة
صحيح أن اليهود يعتبرون داود أحد أنبيائهم وملوكهم المنتصرين، لكنهم فعلًا لم يتبعوه. فالقرآن نفسه يقول إن بني إسرائيل قتلوا أنبياءهم، وحرّفوا كتبهم، واستبدلوا الدين بالسلطان. أما حماس، فتنظر إلى داود باعتباره رمزًا ربانيًا لنصرة المظلوم على الظالم، للصبر على البلاء، وللإيمان حين يشتدّ الطغيان.
لهذا، فإن تسمية "حجارة داود" ليست مصادرة لرمز ديني، بل استعادة له من يد من شوهه وجعل منه رمزًا لاحتلالٍ عنصري، يخوض حروب إبادة لا حروب نبوءة.
الله مع داود… ومع كل من وقف في وجه جالوت
الفارق بين أن يكون داود "ملكًا يهوديًا" كما تزعم الرواية الصهيونية، وأن يكون نبيًا لله كما في الرواية القرآنية، هو الفارق نفسه بين من يرى الأنبياء "قومية" ومن يراهم "رحمة وهداية" للبشرية.
فحماس، حين تسمي معركتها "حجارة داود"، فإنها تقول ضمنًا:
> "الله مع من يحمل قضية عادلة، لا من يسرق الأرض باسم أنبياء كذبوا بهم أنفسهم".
ملحمة غزة… امتداد لوادي إليا
المعركة اليوم، هي امتداد رمزي لمعركة وادي إليا، حيث سقط جالوت.
وغزة، المدينة المحاصرة، تستحضر إرث داود الإيماني، لتقول:
> "لسنا طلاب حرب، بل طلاب حق… ولسنا طلاب دم، بل طلاب كرامة".
"حجارة داود" ليست حجرًا واحدًا…
إنها كل صاروخ انطلق من شجاعية،
وكل قذيفة ارتدت من أيدي جنين،
وكل نفق حفره أبٌ لفقد ابنه،
وكل طفل في خانيونس قال: "لن نركع".
خاتمة:
إن كان داود نبيًا، فقد أُرسل لهداية الناس لا لقهرهم.
وإن كان الله معه، فقد كان ذلك لأنه واجه جالوت لا لأنه حمل "نجمة داود".
واليوم، حين تقف حماس في مواجهة "نتنياهو وبن غفير وجيش الاحتلال"، فهي تستعيد روح داود في وجه جالوت جديد.
ففي النهاية…
> الأنبياء مع المظلومين، لا مع الجرافات.
والسماء لا تنحاز لمن يملك الدبابة، بل لمن لم يبع دمه للعدم.
غزة ليست وحدها… فهي تحمل معها إرث داود… ومقلاع الحقي---











طباعة
  • المشاهدات: 9613
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
29-07-2025 08:25 AM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
لا يمكنك التصويت او مشاهدة النتائج

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم