حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الثلاثاء ,29 يوليو, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 4752

خولة كامل الكردي تكتب: تاريخ التجويع وغزة

خولة كامل الكردي تكتب: تاريخ التجويع وغزة

خولة كامل الكردي تكتب: تاريخ التجويع وغزة

28-07-2025 09:32 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : خولة كامل الكردي
في العام 1941 ضربت قوات المحور بقيادة الجيش الألماني حصاراً مطبقا على ليننغراد استمر من 9 سبتمبر إلى 18 يناير 1943، استطاع الجيش السوفيتي فيما بعد فتح معبر بري إلى المدينة وفك الحصار عن ليننغراد (بطرسبورغ)، بعد 872 يوماً من الحصار، جاع أهل المدينة حتى مات منهم ما يقارب المليون إنسان بينهم 140 ألف طفل، ذاق فيها السكان ويلات الجوع والمرض والبرد الشديد، حتى اضطروا إلى أكل الخبز ممزوجا بنشارة الخشب، وزاد الأمر سوءاً حتى تناولوا لحوم الجثث و لحم الكلاب والقطط، كما ولجأ الناس إلى غلي أحذيتهم وشرب حسائها!!


إن استخدام التجويع كسلاح حرب لإخضاع طرف ما، من أبشع وأقذر الأساليب لحسم الحرب وفي معظمه أثبت التاريخ أنه لا يجلب النصر أبدا، ففي حرب صربيا على البوسنة والهرسك، فرضت القوات الصربية حصاراً خانقا على سراييفو نحو أربعة أعوام سقط ما يقرب من مئتي ألف إنسان ضحية هذا التجويع بعد حرمانهم من إمدادات الطعام والماء والدواء والكهرباء، أما في الحرب العالمية الأولى تعرض جبل لبنان لحصار شديد قتل نحو مئتي ألف شخص. والعديد من المآسي التي شهدها التاريخ الإنساني، لدول استخدمت الحرمان من الطعام سلاحاً فتاكا لتغيير الجغرافيا السكانية وتحقيق مآرب سياسية وعسكرية بحتة.

وعلى وقع ما تم استعراضه سابقاً عن التجويع على مدار الحقب الزمانية، وإن اقتطفنا جزء من معاناة الأبرياء من وحي التجويع، ما يزال سلاح التجويع من حظر للطعام والدواء والماء، تستخدمه دولا لا تمت للإنسانية بصلة، وذلك طمعا في انتزاع ما عجزت عنه في الحرب، ويشهد العالم ويسجل التاريخ الحديث تجويع أهل غزة ومنع قافلات المساعدات الإنسانية الغذائية والطبية وإغلاق المعابر، فعدا التجويع القصف الحربي الإسرائيلي المتواصل وقتل واستهداف الباحثين عن لقمة عيش وملاذ يلوذون إليه من حر الصيف وبرد الشتاء، منذ 18 من مارس عام 2025 تصر دولة الاحتلال الصهيوني على استهداف أمعاء الغزيين بالحرمان من المأكل والمشرب، وتسليط آلة القتل من قصف وتدمير وحرق واعتقال، في محاولة يائسة لإجبارهم على الرحيل وترك أرضهم.
يبدو أن القتلة أجندتهم واحدة، لا طعام حتى الاستسلام ولا دواء ولا حياة إلى حين تحقيق الأهداف، وإنجاز المهمة ولو على حساب القانون الدولي والمبادئ الإنسانية، الغائبة عن صحيفة أولئك الذين ينتهجون من تمزيق الروح البشرية تحت ذرائع ومسميات لا أخلاقية ولا تمت لأي شرائع سماوية بصلة أسلوباً لانتصار وهمي، فكيف يبرر موت حوالي 9 ملايين إنسان في حصار قاس فرضته سلطة الاستعمار البريطاني آنذاك على الهند، ومثيله حصار مطبق قام به نفس الاستعمار على بنغلاديش مما أدى إلى سقوط 4 ملايين بنغالي.
سلاح التجويع ليس سلاحاً مشروعاً في الحروب بل تدني أخلاقي لا مثيل له، وإلى هذه اللحظة توفي 76 طفلاً جراء التجويع الممنهج و 10 من البالغين في قطاع غزة.
فأملي الذي لا ينقطع أبدا في وطني الغالي الحبيب أن يكون السباق في كسر التجويع عن غزة، وهو السباق دوماً في المبادرة بعمل الخير لأمتيه العربية والإسلامية على مدار التاريخ الحديث، وهو يقدم وما يزال يقدم لأهل غزة من منطلق الأخوة والعقيدة والجوار.











طباعة
  • المشاهدات: 4752
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
28-07-2025 09:32 AM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
ما رأيك بأداء وزارة الاستثمار برئاسة مثنى الغرايبة؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم