حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الثلاثاء ,22 يوليو, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 8507

بحيرة بايكال: جوهرة سيبيريا المتجمدة وسحر الطبيعة البكر

بحيرة بايكال: جوهرة سيبيريا المتجمدة وسحر الطبيعة البكر

بحيرة بايكال: جوهرة سيبيريا المتجمدة وسحر الطبيعة البكر

22-07-2025 12:30 AM

تعديل حجم الخط:

سرايا - في قلب سيبيريا الشاسعة، وعلى امتداد آلاف الكيلومترات من الغابات والجبال، ترقد بحيرة بايكال كجوهرة زرقاء نادرة، تحتضنها الطبيعة بأقصى درجات العزلة والجمال. تُعد هذه البحيرة أعمق بحيرة في العالم، حيث يصل عمقها إلى أكثر من 1600 متر، وتُصنف أيضًا كأقدم بحيرة مياه عذبة على سطح الأرض. لكنها ليست مجرد رقم قياسي جيولوجي؛ إنها ملاذ لعشاق الطبيعة البكر، والمغامرة الهادئة، والتجارب الاستثنائية في أحضان البرد السيبيري.

نقاء المياه وعراقة الجغرافيا تمتاز بحيرة بايكال بمياهها التي تُعد من أنقى وأصفى مياه البحيرات على مستوى العالم، إذ يمكن للزائر في بعض الأوقات أن يرى إلى عمق يتجاوز 40 مترًا. ويرجع ذلك إلى انخفاض نسبة المعادن والرواسب، وإلى نظامها البيئي الفريد الذي يعمل على تنقية المياه بشكل طبيعي. بايكال ليست مجرد بحيرة، بل نظام بيئي حيّ يضم آلاف الأنواع من النباتات والكائنات، كثير منها لا يوجد في أي مكان آخر على الأرض، مثل فقمة بايكال العذبة التي تعيش في المياه الجليدية رغم قساوتها.


الجليد كلوحة فنية شتوية تتحول البحيرة في أشهر الشتاء إلى مشهد أشبه بالخرافة. مع انخفاض درجات الحرارة إلى ما دون 30 درجة مئوية تحت الصفر، تتجمد المياه وتكوّن طبقة من الجليد الشفاف تمامًا، وكأنك تمشي فوق زجاج طبيعي ترى من خلاله تفاصيل القاع والفقاعات المتجمدة. هذا الجليد، الذي يصل سمكه إلى أكثر من مترين، يسمح بتنظيم رحلات على الأقدام، أو بالدراجات، أو حتى بمركبات خفيفة تسير فوق سطحه، ما يجعل التجربة أقرب إلى سفر فوق كوكب آخر.

محبو التصوير يجدون في الشتاء فرصة ذهبية لالتقاط صور فريدة للفقاعات المتجمدة، والتشققات الطبيعية التي تمتد كأنها خطوط فنية على سطح البحيرة، بينما يجد عشاق التخييم والانعزال فرصة للهروب من الضجيج والانغماس في صمت الطبيعة الساحر.

وجهة صيفية خضراء وشتوية بيضاء رغم شهرتها الشتوية، لا تقل بحيرة بايكال جمالًا في الصيف. تتحول المناطق المحيطة بها إلى واحات خضراء مفعمة بالحياة، حيث يمكن القيام بالتخييم، وركوب الزوارق، والمشي لمسافات طويلة على طول الممرات الطبيعية. جزيرة "أولخون"، وهي أكبر جزيرة في البحيرة، تُعد مركزًا روحيًا وتاريخيًا، إذ يزورها السكان المحليون ومحبّو الطاقة الروحية بحثًا عن الهدوء والتأمل وسط الطبيعة.

أما البلدات القريبة مثل "ليستفيانكا" و"إركوتسك"، فهي توفر قاعدة مريحة للانطلاق نحو البحيرة، وتتيح للزائر فرصة التعرّف على الثقافة السيبيرية، وتذوق المأكولات المحلية التي تعتمد على الأسماك الطازجة والمكونات الطبيعية.

في الختام، إن زيارة بحيرة بايكال ليست مجرد رحلة سياحية، بل تجربة وجودية تشعرك بصغر حجمك أمام عظمة الطبيعة. إنها دعوة للهدوء، والتأمل، وإعادة الاتصال بالعالم الطبيعي في أنقى صوره. سواء أزرتها في صيفها الأخضر أو شتائها الأبيض، فإن بايكال تمنحك لحظة نادرة من الدهشة الخالصة تلك التي لا تُنسى أبدًا.








طباعة
  • المشاهدات: 8507
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
22-07-2025 12:30 AM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضا

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم