سرايا - يُعد حب الشباب من أكثر مشاكل الجلد شيوعًا في العالم، ويصيب معظم الناس في مرحلة ما من حياتهم، سواءً في سن المراهقة أو البلوغ.

ومع انتشار النصائح على الإنترنت حول علاجات "سحرية" للتخلص من البثور، انتشرت العديد من الخرافات الغذائية التي تربط بعض الأطعمة بحب الشباب. لكن، ما الذي يقوله العلم فعلًا؟

الخرافة الأولى: حب الشباب يصيب المراهقين فقط

صحيح أن حب الشباب غالبًا ما يظهر خلال مرحلة المراهقة نتيجة لتقلبات الهرمونات، لكنه لا يقتصر عليها. تشير دراسات إلى أن ما يقرب من 50% من الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 20 و29 عامًا يعانون من حب الشباب، وتستمر النسبة في الانخفاض مع التقدم في العمر، لكنها لا تختفي تماما، بحسبل موقع هيلث لاين.


يُطلق على حب الشباب الذي يظهر بعد سن الخامسة والعشرين اسم "حب الشباب المتأخر"، وقد يرتبط بعوامل مثل الهرمونات، واستخدام بعض مستحضرات التجميل، والتوتر، والعوامل الوراثية، وحتى النظام الغذائي.


العلاج المناسب لحب الشباب يعتمد على مسبباته، لذا من الأفضل مراجعة طبيب جلدية أو أخصائي تغذية لفهم الأسباب ووضع خطة علاج مخصصة.


الخرافة الثانية: الشوكولاتة تسبب البثور

من أشهر الخرافات أن تناول الشوكولاتة يؤدي إلى تفشي حب الشباب، إلا أن الأدلة العلمية لا تدعم هذا الادعاء بشكل قاطع. أظهرت دراسات متعددة عدم وجود علاقة مباشرة بين تناول الشوكولاتة وظهور البثور.


المشكلة الحقيقية قد تكمن في السكر والحليب الموجودَين في بعض أنواع الشوكولاتة، واللذين يمكن أن يُسهما في زيادة الالتهابات لدى بعض الأشخاص. بما أن حب الشباب هو بالأساس حالة التهابية، فقد يؤدي استهلاك كميات كبيرة من السكر إلى تفاقمه.


إذا لاحظت شخصيًا أن تناول الشوكولاتة يزيد من مشاكل بشرتك، فجرّب التحول إلى الشوكولاتة الداكنة التي تحتوي على نسبة أقل من السكر.


الخرافة الثالثة: الألبان هي السبب في ظهور حب الشباب

رغم أن العلاقة بين منتجات الألبان وحب الشباب لا تزال موضوعًا للبحث، إلا أن بعض الدراسات تشير إلى أن الحليب ومشتقاته قد يُحفّز إنتاج الزهم (الدهون) عبر تأثيره على بعض الهرمونات مثل الإنسولين وIGF-1، ما قد يؤدي إلى انسداد المسام وظهور البثور.

لكن هذه الدراسات تعتمد غالبًا على تقارير المشاركين الذاتية، مما يقلل من دقتها. لذا، لا يمكن الجزم بأن الألبان سبب مباشر لحب الشباب. إذا لاحظت تفاقمًا لحالتك بعد تناول الحليب، جرب التوقف عنه لفترة بالتشاور مع مختص، وراقب النتيجة.


الخرافة الرابعة: الأطعمة المقلية تؤدي إلى حب الشباب

رغم أن 71% من المصابين بحب الشباب يعتقدون أن الأطعمة المقلية هي السبب، إلا أن الدراسات العلمية لم تجد رابطًا مباشرًا بين تناولها وظهور الحبوب.


ومع ذلك، فإن الأنظمة الغذائية الغنية بالأطعمة المقلية ترتبط بزيادة الالتهاب، وقد يُساهم ذلك في تفاقم حب الشباب لدى بعض الأشخاص.


التركيز على الدهون الصحية مثل أحماض أوميغا 3 الدهنية الموجودة في الأسماك والمكسرات قد يكون أكثر فاعلية في تحسين صحة البشرة مقارنة بمحاولة تجنب كل الأطعمة المقلية.


ومن المهم التنويه إلى أن ملامسة الوجه بالأيدي الملوثة بالزيوت بعد تناول الطعام قد تسد المسام وتؤدي لظهور البثور، لذلك يجب غسل اليدين جيدًا.


الخرافة الخامسة: التخلص من الغلوتين ينقي البشرة

الغلوتين، وهو بروتين موجود في القمح والشعير، ليس له علاقة مثبتة علميًا بحب الشباب. ورغم أن الأشخاص المصابين بمرض السيلياك يجب أن يتجنبوا الغلوتين كليًا بسبب تأثيره على الأمعاء والجهاز المناعي، إلا أن ذلك لا يعني أن الغلوتين مسبب لحب الشباب لدى الأشخاص الأصحاء.

اتباع حمية خالية من الغلوتين دون وجود سبب طبي قد يزيد من التوتر أو يسبب نقصًا غذائيًا، وهو ما قد يُفاقم مشكلة البشرة بدلًا من تحسينها. الحل الأفضل هو اتباع نظام غذائي متوازن، بدلًا من الانجراف وراء أنظمة غذائية عشوائية ومقيدة.


نصيحة مهمة: ماذا تأكل لبشرة أكثر صفاءً؟

حتى لو لم يكن هناك دليل قاطع على أن الشوكولاتة أو الألبان أو الغلوتين تسبب حب الشباب، إلا أن هناك علاقة مثبتة بين توازن سكر الدم وظهور البثور. تشير أبحاث إلى أن النظام الغذائي منخفض المؤشر الجلايسيمي (الذي لا يرفع السكر بسرعة) يمكن أن يساعد في تقليل الالتهابات المرتبطة بحب الشباب.

لذلك يُنصح بتناول وجبات منتظمة كل 3 إلى 5 ساعات، وتضمين البروتين، والدهون الصحية، والكربوهيدرات الغنية بالألياف، والخضروات في كل وجبة.

حب الشباب ليس نتيجة طعام واحد أو مكون بعينه، بل هو حالة جلدية معقدة تتأثر بالعديد من العوامل مثل الهرمونات، التوتر، الوراثة، والنظام الغذائي ككل. وعلى الرغم من انتشار خرافات تربط بين حب الشباب وبعض الأطعمة مثل الشوكولاتة أو الغلوتين أو المقالي، فإن الأدلة العلمية المتوفرة حتى الآن لا تدعم هذه الادعاءات بشكل قاطع.


من الأفضل التركيز على تحسين النظام الغذائي العام وتعزيز العادات الصحية بدلًا من تجنّب أطعمة بعينها دون سبب طبي. وفي حال استمرار مشاكل البشرة، يُنصح باستشارة طبيب مختص أو أخصائي تغذية لفهم الأسباب الحقيقية ووضع خطة علاج مناسبة.

• إقرأ أيضاً : علاجات منزلية غير متوقعة ومثبتة علميا لحروق الشمس
• إقرأ أيضاً : هل يؤثر زيت النخيل على مستوى الكوليسترول؟
• إقرأ أيضاً : اكتشاف سبب حدوث الشلل بعد الإصابة بنزلة البرد