حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الأربعاء ,16 يوليو, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 24989

محمد يونس العبادي يكتب: من لا تاريخ له لا حاضر له

محمد يونس العبادي يكتب: من لا تاريخ له لا حاضر له

محمد يونس العبادي يكتب: من لا تاريخ له لا حاضر له

15-07-2025 01:10 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم : محمد يونس العبادي
قراءة التاريخ تساعد في فهم الحاضر من خلال الماضي لاستخلاص الدروس والعبر من الأحداث التاريخية، ولاتخاذ القرار للحاضر والمستقبل، والأهم تساهم القراءة التاريخية في فهم وتشكيل الهوية الوطنية للأفراد والمجتمعات.

وكثيراً ما نتهم الجيل الصاعد أنه لا يحب القراءة، ولكننا أيضاً علينا أن نؤمن بأنه لا يوجد جيل يخلو من القراء ، وقراء هذا الجيل يعزفون عن قراءة المادة الصماء التي تبوب بشكلٍ أكاديمي، ويلجأون إلى العلم بالتاريخ من خلال مصادر إلكترونية، هي في كثير من الأوقات إما موجهة أو غير محمصة ومدققة.

وعلينا أن نعترف أننا حيال التاريخ الأردني أمام أزمة مركبة بحاجة إلى أن نتنبه لها، ويعبر عنها ظواهر عدة بينها إما وجود مشتغلين بالتاريخ مفتقدين لأدوات التحليل والنقد فالتشويق في الكتابة ومخاطبة العقل .. أو وجود نقلة من الوثائق والمصادر فتكتب مادة صماء غير مستساغة للقراءة، فضلاً عن وجود أزمة عزوف عن دراسة التاريخ لدى الجيل الشاب!

فالتاريخ حاجة وجدانية، وهو في بعض الدول مناط بإحدى الأجهزة الرسمية للدولة، لتتمكن من بناء ذاكرتها بزخم يكون معيناً على أن تبقى روايتها عن ذاتها هي الدارجة ولا تكون عرضة للتشويه من قبل الآخرين.

ونحن أمام ظاهرة غياب التفكير في التاريخ .. ونعتقد أنه لا يوجد بين الأجيال الصاعدة من يقرأه، رغم تناقض هذه الفكرة مع مفهوم الشعب والفرد فكليهما بحاجة لمعرفة ماضيه، حتى أن بعض الفلاسفة إعتبروها غريزة لديهما.



إذن، نحن أمام سؤالين هما الكتابة ' للتاريخ' ومن هم قراؤه؟ وفي الاجابة على الأول فإننا لليوم لم نصل لمرحلة ممأسسة من الكتابة أمام زخم كبير في الكشف الوثائقي الوطني، وأيضاً نحن أمام قراء لا يجدون من يكتب لهم تاريخهم.

وعلينا أن ندرك أن من لا تاريخ له لا حاضر له يدفع الإنسان للاهتمام بتاريخه، فالإنسان لا غنى له عن قراءة التاريخ والناس لا تستطيع الانفكاك عن ماضيها وربطه بحاضرها، ومن هنا تبرز الهوية الوطنية وتتشكل.

وهذه أزمة يجب الالتفات لها بجدية، فمع الأيام ستجد أن الجيل يحمل ذاكرة مغايرة للحقيقة عن ذاته، وإن استسلم القراء لروايات أخرى سنجد حالة من العداء مع الماضي بين عقول شبابنا، لعدم إدراكهم كينونتهم.

ونحن وطن زخم المواقف والأسلوب في البناء والتشييد ولنا كثير من التضحيات يجب أن نبرزها للنشء لتبقى القيم متصلة.











طباعة
  • المشاهدات: 24989
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
15-07-2025 01:10 PM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
ما رأيك بأداء وزارة الاستثمار برئاسة مثنى الغرايبة؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم