حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الأربعاء ,16 يوليو, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 24396

الكاتب روشان الكايد يكتب: سوريا لن تتعافى بالمحاصصة بل بالمصالحة

الكاتب روشان الكايد يكتب: سوريا لن تتعافى بالمحاصصة بل بالمصالحة

الكاتب روشان الكايد يكتب: سوريا لن تتعافى بالمحاصصة بل بالمصالحة

15-07-2025 11:50 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : روشان الكايد
ما تعانيه سوريا منذ سنوات ليس مجرد صراع سياسي أو أمني، بل أزمة هوية وطنية، وانقسام في الولاء، وتشظٍ في البنية الاجتماعية عمّقته الطائفية وأشعلته القبلية، حتى باتت سوريا مهددة لا من الخارج فقط، بل من داخلها المفكك .

لقد أُنهك السوريون من الحرب، لكن ما أنهكهم أكثر هو الانتماء الضيق الذي تجاوز الوطن، وتغلغل في النفوس حتى باتت الطائفة مقدّمة على الدولة، والقبيلة أعلى من القانون، والانتماء الفئوي أشد رسوخاً من الانتماء الوطني .

إن وحدة الصف لم تعد خياراً تكتيكياً، بل أصبحت ضرورة وجودية لبقاء الدولة، وإعادة بناء الثقة بين مكونات الشعب السوري .
فمن دون هذه الوحدة، لا يمكن استعادة السيادة، ولا بناء مؤسسات حقيقية، ولا إطلاق مشروع تنموي يعيد الحياة إلى بلد أنهكته الفوضى .

الطائفية لا تصنع أمناً، بل تصنع مليشيات، والقبلية لا تبني دولاً، بل تحاصرها في زوايا الولاء والانقسام .

وما من قوة خارجية استطاعت التغلغل في سوريا إلا عبر هذه الثغرات، فحين تتفتت الجبهة الداخلية، يصبح الوطن مكشوفاً، وتتحول الساحات إلى ساحات نفوذ .

لقد آن الأوان لخطاب وطني جامع، يعلو فوق الأصوات التي تغذّي الانقسام، ويتجاوز منطق المحاصصة الطائفية والمنطقية .
خطاب يعيد الاعتبار للمواطنة المتساوية، ويؤسس لعقد اجتماعي جديد لا يُقصي أحداً، ولا يُخيف أحداً، ولا يمنح امتيازاً لطائفة على حساب أخرى .

سوريا تحتاج إلى إرادة داخلية صلبة، لا ترتبط بالخارج، ولا تستقوي به، بل تستند إلى قناعة وطنية بأن لا مستقبل لأي مكون من دون المكونات الأخرى، وأن وحدة المصير تفرض وحدة القرار، ووحدة الرؤية، ووحدة الصف .

ولن يكون ذلك ممكناً دون إعادة النظر في الثقافة السياسية السائدة، وتنقية الخطاب الديني والإعلامي من رواسب التحريض والتخمين .
كما لا بد من مراجعة وطنية شاملة تعترف بالأخطاء، وتنفتح على المصالحة، وتُبنى على أساس العدالة لا الانتقام، والكرامة لا الإذلال .

لقد دفع السوريون ثمناً باهظاً لانقسامهم، وآن لهم أن يدركوا أن الخلاص لا يكون بمزيد من الاستقطاب، بل بخطوة شجاعة نحو الآخر، ونحو الدولة الجامعة، التي تحمي الجميع وتساوي بينهم .

ففي النهاية، سوريا لن تُبنى بالسلاح، بل التسامح
ولن تتعافى بالمحاصصة، بل بالمصالحة، ولن تتقدم بالأحقاد، بل بالأمل .

#روشان_الكايد
#محامي_كاتب_وباحث_سياسي











طباعة
  • المشاهدات: 24396
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
15-07-2025 11:50 AM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
ما رأيك بأداء وزارة الاستثمار برئاسة مثنى الغرايبة؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم