حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الأحد ,13 يوليو, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 4490

د. رعد مبيضين يكتب: جامعاتنا الأردنية ،حصون علم وصروح إنجاز لا تُنكر .. !!

د. رعد مبيضين يكتب: جامعاتنا الأردنية ،حصون علم وصروح إنجاز لا تُنكر .. !!

د. رعد مبيضين يكتب: جامعاتنا الأردنية ،حصون علم وصروح إنجاز لا تُنكر  ..  !!

13-07-2025 10:53 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : د. رعد مبيضين
في ظل موجة الانتقادات الصاخبة التي تصاعدت مؤخراً ضد جامعاتنا الأردنية، ومع صدور مؤشرات عالمية تُلمّح إلى ضعف النزاهة البحثية أو تراجع بعض التصنيفات، برزت حاجة وطنية وأكاديمية للحديث بعمق علمي متزن، ينصف الحقيقة ولا يركن للتشهير، ويوازن بين النقد البنّاء والدفاع الموضوعي، حماية لمنجزات وطنية لا يجوز أن تُختزل أو تُجتزأ تحت ضغط الإثارة الإعلامية أو الخطابات المتسرّعة ، ودعونا هنا نتوقف عند نقاط غاية في الأهمية ، وهي على النحو التالي :
1. الإرث الأكاديمي ، ذاكرة وطنية تستحق الاحترام ،فمنذ تأسيس الجامعة الأردنية عام 1962، كأول جامعة وطنية، لم يكن التعليم العالي في الأردن مجرد وسيلة معرفية، بل مشروعًا استراتيجيًا للنهوض الاجتماعي والاقتصادي ، حيث أنشئت الجامعات الأردنية في بيئة إقليمية شحيحة الموارد، لكنها استطاعت، بالإرادة والكفاءة، أن تنتج نخبة واسعة من الكفاءات في الطب، والهندسة، والعلوم، والآداب، والقانون، والتعليم، والبحث العلمي ، فأكثر من 350 ألف طالب وطالبة موزّعين على 32 جامعة (10 رسمية و22 خاصة)، يشكّلون نواة وطنية للتنمية، ويجعلون من الأردن اليوم أحد أكثر الدول العربية تصديرًا للكفاءات العلمية، وأحد أبرز مزوّدي المنطقة بالخبرات التعليمية والطبية والبحثية.
2. البحث العلمي ، جهود تفوق الإمكانيات ، سيما وأنه رغم التحديات المالية، فإن إنفاق الجامعات الأردنية على البحث العلمي بلغ في بعض الجامعات 4% من ميزانياتها العامة، وهو رقم جيد مقارنة بالمعدل الإقليمي، خصوصًا في ظل غياب دعم حكومي كافٍ، وتراجع تمويل صندوق دعم البحث العلمي الذي ظل يعاني من فجوة في التخصيصات ، وقد أظهرت قاعدة بيانات Scopus للعام 2023 أن عدد الأبحاث المنشورة من الأردن بلغ أكثر من 15,000 بحث علمي في سنة واحدة، وكان للأردن حضور مهم في مجالات الذكاء الاصطناعي، وعلوم النانو، والطاقة المتجددة، والتعليم الطبي، ما يدل على أن منظومتنا البحثية لا تزال فاعلة رغم القيود ، وشح الموارد المالية .
3. حول مؤشرات النزاهة: لا التعميم على المؤسسات كلها ، أما فيما يتعلق بتقرير مؤشر النزاهة البحثية، والذي صنّف الجامعات الأردنية ضمن الفئة "الحمراء"، فمن المهم أولاً فهم آلية هذا التصنيف، والتي تعتمد على نسب الإبلاغ عن سرقة الأبحاث أو إساءة استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي، أو التلاعب بالمؤشرات، دون أن تأخذ بالاعتبار السياقات المحلية، أو قدرة الدول على الرصد الداخلي ، ومن هنا، فإن إطلاق التعميم بأن "جامعاتنا تفتقر للنزاهة العلمية" ليس فقط ظلماً، بل هو تجاوز خطير يُسيء لسمعة التعليم العالي الأردني عربيًا ودوليًا ، ومثل هذه التقارير يجب أن تُؤخذ كمؤشرات تحفيز على الإصلاح، لا كأحكام جاهزة لتصفية الحسابات أو النيل من منجزات عشرات السنين.
4. الجودة الأكاديمية ، أنظمة صارمة وإصلاحات متراكمة ، حيث تخضع الجامعات الأردنية اليوم لنظام صارم من الاعتماد العام والخاص، ومراقبة دقيقة من هيئة الاعتماد وضمان الجودة، كما أن كل البرامج الدراسية تمر بمراجعات دورية، وربط النتائج بمخرجات سوق العمل ، لا بل وتُعتبر جامعات كـ"الأردنية"، و"العلوم والتكنولوجيا"، و"اليرموك"، و"الهاشمية"، من بين الجامعات التي تحقق أداءً عاليًا في التصنيفات العالمية، ووفقًا لتقرير QS Ranking 2025، فإن 4 جامعات أردنية دخلت التصنيف العالمي العام، وأكثر من 6 في تخصصات دقيقة.
5. جامعاتنا في الخارج ، حضور مشرف ومطلوب ، ولعله من اللافت أن الجامعات الأردنية لا تُخرّج فقط أردنيين، بل طلابًا عربًا وأجانبًا من أكثر من 40 جنسية، أغلبهم يعودون إلى دولهم سفراء للعلم الأردني ، كما تحتفظ الكفاءات الأردنية بأدوار قيادية في جامعات الخليج، ومراكز الأبحاث الأوروبية، والجامعات الأمريكية، وهو ما يُثبت جودة المخرجات الأكاديمية الأردنية.
6. الدفاع عن جامعاتنا ليس ترفًا، بل ضرورة وطنية ، و
نحن هنا لا نبرر أخطاء من تسوّل له نفسه التزوير أو التلاعب، بل نقولها بوضوح :
"لا تهاون مع التزوير أو التزييف، لكن لا يجوز أن يُختزل تاريخ جامعاتنا في انتهاكات فردية." ،
فالتحديات لا تواجه الجامعات الأردنية فقط، بل هي همّ عالمي تعاني منه حتى أعرق الجامعات العالمية ، لكن ما يميز المجتمعات الواعية هو قدرتها على مواجهة الخلل دون أن تهدم الجسور، وتقدير جهود العاملين دون أن تُغرقهم في دوامة اللوم الجماعي ، و
ختامًا.نقول للجميع : جامعاتنا الأردنية هي صروح إنجاز لا تُنكر، وشهاداتها لا تزال موثوقة، وأساتذتها مرموقون، وباحثوها يواصلون مشوار العطاء رغم التحديات ، وإن كنا نريد إصلاح التعليم العالي، فلنبدأ بتعزيز الشراكات، وتحفيز التمويل، وتجديد الخطط البحثية، بدلًا من تصدّر المشهد بخطابات الإدانة الفارغة ، سيما وأن
أي مشروع وطني للتنمية يبدأ وينتهي من بوابة الجامعات ، فلنحسن فتح هذه البوابة، لا أن نغلقها بالتشكيك والإحباط ... !! خادم الإنسانية .
مؤسس هيئة الدعوة الإنسانية والأمن الإنساني على المستوى العالمي .











طباعة
  • المشاهدات: 4490
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
13-07-2025 10:53 AM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
ما رأيك بأداء وزارة الاستثمار برئاسة مثنى الغرايبة؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم