حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
السبت ,12 يوليو, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 8385

د. صبري راضي درادكه يكتب: التعليم تحت النار: حوار بين وصفي التل ودولة الرئيس جعفر حسان

د. صبري راضي درادكه يكتب: التعليم تحت النار: حوار بين وصفي التل ودولة الرئيس جعفر حسان

د. صبري راضي درادكه يكتب: التعليم تحت النار: حوار بين وصفي التل ودولة الرئيس جعفر حسان

12-07-2025 02:38 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم : د. صبري راضي درادكة
في زمنٍ تتوالى فيه التصريحات بحق التعليم والجامعات، وفي لحظة وطنية تُجلد فيها كرامة المعلّم ومكانة الجامعة على ألسنة البعض، يعود صوت رجلٍ من الماضي.

رجلٌ لم يكن التعليم عنده بندًا في الموازنة، بل روحًا للوطن.

إنه وصفي التل، رئيس الوزراء الذي أشرف بنفسه على ولادة أول جامعة أردنية عام 1962، حين قال للعالم إن الأردن قادر على أن يبني حرمًا أكاديميًا من كرامته، لا من فائض موازنته.
اليوم، يتردد صوته من الذاكرة، لكن بصيغة صرخة.
وصفي التل:

يا دولة الرئيس جعفر حسان،
يا من تحمل على عاتقك هندسة السياسات،
أنت لم تكن ممن قالوا في التعليم ما يؤلم كما قالوا، لكنك تملك القدرة على وقف هذا التهور في التصريحات والتجريحات.

هل بلغك ما قاله البعض عن الجامعات؟
هل سمعتَ الإساءة المباشرة إلى طلابنا، إلى خريجينا، إلى التعليم الذي شيّدنا عليه الدولة؟
هل من الصواب أن يُقال: إن الجامعات تزوّر الأبحاث، وإن الشهادة مجرد ورق؟

أين كانوا عندما كانت الجامعة تُخرّج رجال الدولة؟
أين كانوا عندما كنّا نربّي جيلًا لا على الوظيفة، بل على الفكرة، وعلى الوطن؟

بل دعني أبدأ من الجذور، من التعليم العام، من المدرسة التي خرجنا منها قبل أن ندخل الجامعة.

ألم ترَ ما حصل في امتحانات الثانوية العامة هذا العام؟
أسئلة صعبة تفوق قدرات الطلبة، ونفور جماعي من مستوى الامتحانات، ومئات الأصوات العلمية والتربوية التي حذّرت وانتقدت ووضّحت، لكن الوزارة أغلقت أذنيها، وكانت هي الخصم والحكم.

أيعقل أن تُدار أعصاب أُسرٍ كاملة بهذه الطريقة؟
أيعقل أن يُكافأ الطالب المجتهد بالعجز أمام سؤال يُقصد منه الإرباك لا القياس؟

ثم، ما الذي جناه معلم المدرسة؟
تحمّل وزر السياسات، ووقع في مرمى الاتهام والتشكيك، حتى أصبح حديث الإعلام أن معلم المدرسة ضعيف، وأنه لا يُعدّ الطالب لمواجهة الامتحان، وكأن المشكلة فيه، لا في مَن صاغ الأسئلة أو تجاهل الفروق الفردية، أو خالف أبسط قواعد التقويم العادل.
دولة الرئيس جعفر حسان:

أنا لستُ من قال،
ولستُ من اتهم،
ولستُ من استهان.
لكن صوتك يا وصفي، يوقظ فينا الواجب الذي يجب أن نقوم به.
وصفي التل:

لكنك من أصحاب القرار، ومن مفاصل الدولة.
ولا نريد أن يُهين أحدٌ التعليم العام أو الجامعي، ولا نردّ؛ نكون قد وقّعنا على شهادة احتضار العقل.

أذكّرك، يا دولة الرئيس جعفر حسان، أن التعليم العام والجامعي ليس سلعة، ولا المعلّم موظفًا عاديًا.
الجامعة ليست مصنع شهادات، بل مصنع وطن.
والذي يستهزئ بها، يهدم ما بناه من سبقوه.

لقد كنتُ رئيسًا للوزراء حين أنشأنا الجامعة الأردنية، لا لنفاخر بها، بل لنربّي بها رجالًا يشبهون الدولة.
وكان همّنا أن نُعلّم، لا أن نُقنّن.
أن نُكرم المعلّم، لا أن نحاسبه على لقمة العيش.
فإن فرغت الوزارات من الإيمان بالمعلم، فرغت من روح الدولة.
دولة الرئيس جعفر حسان:

أنت تتحدث من ضميرٍ لم يمت، ومن زمنٍ كنا نهاب فيه أن يُهان المعلم أو يُجرَّد التعليم من هيبته.
لكنّ صوتك باقٍ في ضمائرنا، وهو دعوة لنراجع كل ما قيل، وكل ما أُهمل.
وصفي التل:

اليوم، التعليم في مرمى التصريحات السامّة.
والجامعات تُستهدف لا بالموازنة، بل بالاستهانة.
والمدرسة تُرهق، والمعلّم يُتّهم، والطالب يُقصى باسم التجريب.

وما بين التهوين من قيمة الشهادة، وتسويق أفكار تتنكر لجهد التربويين وأولياء الأمور، تسقط مكانة التعليم.
ومن يسقط التعليم، يسقط معه الوعي والكرامة والمستقبل.
دولة الرئيس جعفر حسان:

صوتك يا وصفي، لا يُصنّف في خانة الذكريات، بل في خانة التحذير.
وسيبقى التعليم أمانة في أعناقنا ما دامت كلماتك تقرع الذاكرة.

وصفي التل يصرخ من الغياب

لا تصمتوا.
لا تتركوا كرامة المعلّم وحدها في وجه العاصفة.
ولا تسمحوا لأي أحدٍ بطعن التعليم العام أو الجامعي

'' انتهى الحوار المتخيل"











طباعة
  • المشاهدات: 8385
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
12-07-2025 02:38 PM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
ما رأيك بأداء وزارة الاستثمار برئاسة مثنى الغرايبة؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم