بقلم : احمد محمد عبد المجيد علي
- ابو النحس المتشائل - وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا (8) إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاء وَلَا شُكُورًا...
تحت هذه آلاية ودلالتها ، على اطعام الفقراء والمحتاجين، واهل غزه أحق من كل فقراء العالم والمحتاجين، وانهم يتضورون* جوعا ، كل ساعة وكل حين، وتبكي اطفالهم ممن لم تتجاوز أعمارهم العشر سنوات يبكون من الجوع القاتل ويبكون لأنهم لا يدرون اين يتجهون، كي يملؤا أكلا وطعاما اوانيهم المتسخة الفارغة التي يحملونها ، وماذا سيقولون لامهم وابيهم الجوى وإخوانهم الصغار الذين ينتظرون في البيت المهدم ،الخالي من كل شيء،ألا من رحمة الله ،ومع ذلك لا يصيبهم الياس ولا القنوط ،من أن يجدوا لقمة لهم ولاهلهم الذين ينتظرون بغاية الصبر والجوع ونقص كل شيء ،
فاين كرامة العربي وكرامة الأمة المفقودة واين احساسها الذي كسّره ابن غزة بصموده الاسطوري ،وهو يردد سنبقى، نموت ولن نرحل ،وموائد الاكل تغزو كل قصر وكل بيت وكل جيب ،وقد حث الله على اطعام الطعام للكل مسكين ويتيم وأسيرا ،لما لذلك من أجر وثواب للمُطعم بالرغم من حاجته ورغبته في الاكل احيانا، فكيف لنا ونحن نشهد ونراقب اطفال غزة يبكون من أجل رغيف خبز او حبة تمر او طبق ارز ، هل غفلت ضمائرنا وغارت أحاسيسنا اماكنها ،ومواطن الرحمة نسفت بحب المال ،وفقيت أعيننا فاصبحنا لا نرى إلا أهدافنا الضيقه المظلمة ولا*يحركنا قول الله في هذا البعد الإنساني ،اننا نطعم ذاك الغني وذاك المُترف بما لذ وطاب من الاكل والطعام من أجل مصالح وأهداف فانية ،ونحن نعلم أن الصواب يجانبنا *والصحيح يبتعد عنا مكرها ،اننا لا نطلب المستحيل ،فقط لقمة طعام وشربة ماء ، لاهل غزة لاتكلفكم إلا النذر اليسير بما تملكه وتجمعه حساباتكم في البنوك وخزائنكم في البيوت ومع ذلك ترفضون وتبتعدون ،
انها طرق ووسائل وضعها الله في طريقكم لكي تحسنوا لأنفسكم بالآخرة وتحسنون للناس في الدنيا ،بغير ذلك ستكونون من الخاسرون