09-07-2025 07:16 PM
بقلم : د. صبري راضي درادكة
أيهما أصدقُ من الجملتين؟
أزعم أن جملة "الأيامُ الجميلةُ لم تأتِ بعد" أصدق تعبيرًا ووصفًا للواقع من جملة "القادمُ أجمل"؛ فـالأيام الجميلة لم تأتِ بعد" اعترافٌ بأن الحاضر سيئ، وتعبيرٌ عن أملٍ في أن تأتي الأيام بما هو جميل، لا أجمل، دون تحديد زمنٍ واضح لهذا المجيء، ولا تاريخٍ لهذا الرجاء.
أما "القادم أجمل"، فهي تُخبرنا ضِمنًا أن الحاضر جميل، وأن القادم سيكون أكثر جمالًا منه.
وبين الجملتين، يعيش المواطن في مساحة رمادية بين واقعٍ لا يُسرُّ الخاطر، ومستقبلٍ لا يكفُّ المسؤولون عن تلميعه. يتأرجح حلمه اليومي بين عبارتين متناقضتين في ظاهرهما، متصالحتين في غموضهما: "الأيامُ الجميلةُ لم تأتِ بعد" و"القادمُ أجمل".
لكن هل يملك هذا المواطن رفاهية الانتظار؟ وهل ما زال يحتفظ بترفِ الأمل؟
حين يُثقل الحاضرُ كاهله بالأعباء، والأسعار، والديون، وانعدام العدالة في التعليم العام والتعليم الجامعي دون أن يكون موزع على عشرات القبولات الاستثنائية عن التنافس الحر وفي التعينات الحكومية والجامعات والمؤسسات والهيئات الخاصة والشركات الحكومية وفي تلقى العلاج المناسب في الوقت المناسب بدون ان يخرج المسؤول ويتهمنها بسوء الفهم ، يبدو الحديث عن "أيام جميلة" كأنه نكتة. وحين يُقال له: "القادمُ أجمل"، يتساءل في صمت: متى؟ وكيف؟ ولِمَن؟
حلم المواطن ليس معقدًا إنه لا يريد أكثر من حكوماتٍ ومؤسساتٍ تُنصفه، وتحترمه، وحياةٍ كريمةٍ يشعر فيها بأنه شريك، لا مجرد رقمٍ في بيانات حكومية. هو لا يطلب المعجزات، بل فقط ما يكفي ليقول: إن اليوم أجمل من الأمس، وإن الغد ليس فخًّا جديدًا يُنصب في وجه البسطاء.
فهل نملك نحن – كأفرادٍ ومؤسسات – الشجاعة الكافية لتحويل "القادم أجمل" من شعارٍ مُعلّب إلى وعدٍ مُنجَز؟
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
09-07-2025 07:16 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |