05-07-2025 06:15 PM
سرايا - قبِلت روسيا رسميًا أوراق اعتماد السفير الأفغاني الجديد، لتكون بذلك أول دولة تعترف بدولة الإمارة الإسلامية في أفغانستان التي تقودها حركة طالبان منذ استيلائها على السلطة قبل ما يقرب من أربع سنوات.
وتمت مساء الخميس رفع علم الإمارة الإسلامية في أفغانستان العلم المعتمد من قبل حكومة طالبان فوق سفارة أفغانستان في موسكو، في علامة على تحول دبلوماسي مهم. وأكدت وزارة الخارجية الروسية يوم الجمعة أن هذه الخطوة ستعطي دفعة لتطوير التعاون المثمر الثنائي ، لا سيما في مجالات التجارة والروابط الاقتصادية والأمن الإقليمي، بما في ذلك الجهود المشتركة ضد الإرهاب وتهريب المخدرات.
وقال وزير الخارجية الأفغاني أمير خان متقي: سيصبح هذا القرار الجريء نموذجًا يُحتذى ، مرحبًا بخطوة موسكو، ومؤكدًا: نقدّر هذه الخطوة الشجاعة من روسيا، وإن شاء الله ستكون مثالًا للآخرين أيضًا.
وتُبرز هذه الخطوة موقف روسيا المتطور تجاه طالبان، التي استولت على أفغانستان في أغسطس 2021 عقب الانسحاب الفوضوي للقوات الأمريكية وقوات التحالف بعد حرب استمرت عشرين عامًا. وحتى الآن، لم تعترف أي دولة أخرى رسميًا بحكومة طالبان، التي تطبق تفسيرًا صارمًا للشريعة الإسلامية وفرضت قيودًا مشددة على حقوق النساء والفتيات في البلاد.
ووصف متقي اعتراف روسيا بأنه مرحلة جديدة من العلاقات الإيجابية والاحترام المتبادل والانخراط البناء.
غير أن القرار أثار انتقادات من نشطاء أفغان ومسؤولين سابقين. وحذرت السياسيّة الأفغانية السابقة فوزية كوفي من أن أي خطوة من شأنها تطبيع العلاقات مع طالبان لن تجلب السلام، بل ستشرعن الإفلات من العقاب. وأضافت أنها تخشى أن ينال هذا الاعتراف من أمن أفغانستان والعالم أجمع.
وأدانت شبكة مشاركة المرأة السياسية في أفغانستان هذا القرار أيضًا، معتبرة أنه يعطي شرعية لستة استبدادية معادية للنساء وتعمل على تقويض الحقوق المدنية الأساسية.
ومنذ عودتها إلى السلطة، حظرت طالبان فتيات المدارس اللائي تزيد أعمارهن على 12 عامًا من الالتحاق بالمدارس وقيّدت عمل العديد من النساء ومنعتهن من السفر بدون محرم وفرضت قيودًا على تعبيرهن في الأماكن العامة، رغم تأكيد الحركة احترامها لحقوق النساء وفق تفسيرها للشريعة الإسلامية.
وقد تطور تعامل روسيا مع طالبان على مر السنوات. ففي 2003 صنفت موسكو طالبان على لائحة التنظيمات الإرهابية، لكنها حافظت على اتصالات دبلوماسية واستضافت ممثلين عن الحركة لإجراء محادثات حتى قبل استيلائها على السلطة في 2021.
وفي أبريل الماضي، أزالت روسيا طالبان من قائمة التنظيمات المحظورة لديها، وفي 2022 أصبحت أول دولة توقع اتفاقًا اقتصاديًا مع حكومة طالبان لتوريد النفط والغاز والقمح إلى أفغانستان.
واعترف الرئيس فلاديمير بوتين العام الماضي بدور طالبان في جهود مكافحة الإرهاب، في إطار استراتيجية موسكو الأوسع لرأب صدع الأمن الإقليمي ومحاصرة خطر تنظيم الدولة الإسلامية في أفغانستان الذي قد يهدد استقرار آسيا الوسطى ويؤثر في نهاية المطاف على الأمن الجنوبي لروسيا.
ولا يزال استقرار الدول المجاورة، لا سيما طاجيكستان التي تشترك بطول حدودها مع أفغانستان، يشغل بال الكرملين.- وكالات
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
05-07-2025 06:15 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |