حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
السبت ,28 يونيو, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 5481

ميسي وباريس سان جيرمان .. نجاحات محدودة وذكريات باقية

ميسي وباريس سان جيرمان .. نجاحات محدودة وذكريات باقية

ميسي وباريس سان جيرمان ..  نجاحات محدودة وذكريات باقية

27-06-2025 11:29 PM

تعديل حجم الخط:

سرايا - للوهلة الأولى، قد يبدو أن فترة ليونيل ميسي مع باريس سان جيرمان بين العامين 2021 و2023 لم ترقَ إلى مستوى التوقعات. اللاعب والنادي كانا يأملان بالمزيد بعد الانتقال التاريخي للنجم الأرجنتيني إلى العاصمة الفرنسية.

 



فقد تم الترويج لميسي باعتباره القطعة المفقودة لفريق لطالما تعثّر في سعيه وراء مجد دوري أبطال أوروبا، لكن حتى أكثر اللاعبين تتويجاً لم ينجح في إيصال النادي إلى القمة، بعدما خرج الفريق من دور الـ16 مرتين متتاليتين.

 


ورغم أن تجربته مع سان جيرمان لم تثمر عن لقب أوروبي، إلا أن ميسي أمتع جماهير باريس بلحظات من السحر الخالص فوق المستطيل الأخضر – من مراوغات ولمسات ساحرة ولمحات فنية لا تُنسى. وقال النجم الأرجنتيني بعد رحيله بأسابيع قليلة: "من الناحية الرياضية، لم تسر الأمور كما كنت أرجو، لكنني أحتفظ بذكريات جميلة جداً من هناك".

 


كان يوم 10 آب (أغسطس) 2021، يوم وصول ميسي إلى باريس، لحظة ستبقى محفورة في ذاكرة الفرنسيين. فقد أشعلت أخباره عاصفة إعلامية غير مسبوقة، حيث احتشد الصحفيون والمصورون في مطار لو بورجيه وملعب "حديقة الأمراء"، وهم بالكاد يصدقون أن الأسطورة ليونيل ميسي بات لاعباً في الدوري الفرنسي. وتسابقت الجماهير على تذاكر المباريات لمشاهدته عن قرب.

 


حتى قبل أن يحط رحاله في باريس قادماً من برشلونة، حيث صنع مجده، كانت كل الأنظار تتجه صوب الدوري الفرنسي. نيكو كوفاتش، مدرب موناكو آنذاك والمدير الفني الحالي لبوروسيا دورتموند، علّق قائلاً: "ميسي هو أفضل لاعب في العالم. إذا تمت الصفقة، سيكون ذلك رائعاً للدوري الفرنسي، لكنه سيشكل أخباراً سيئة لخصوم سان جيرمان. أحب مشاهدته، وأتمنى أن يأتي، وأعتقد أن كل فرنسا ستكون سعيدة بقدومه".

 


لطالما اعتُبر الدوري الفرنسي من أكثر البطولات تطلبا وتميزا من الناحية الفنية، وكان محطة انطلاق لنجوم كبار أمثال ريمون كوبا، ميشيل بلاتيني، رونالدينيو، زين الدين زيدان وتييري هنري. ورغم ذلك، لم يشهد سابقا انضمام نجم عالمي بحجم ميسي وهو ما يزال في قمة عطائه. دييجو مارادونا أبدع في إسبانيا وإيطاليا، ويوهان كرويف أذهل الجماهير في هولندا وإسبانيا، لكن لا أحد من هؤلاء مرّ عبر الملاعب الفرنسية.

 


وصول ميسي، وهو أسطورة حية ما تزال تمارس سحرها الكروي، هزّ أرجاء العاصمة الفرنسية وبثّ موجة حماس استثنائية في تاريخ الكرة الفرنسية. قال ميسي في أول يوم له: "أشكر الباريسيين. كان كل شيء جنونياً منذ لحظة وصولي، وكان ذلك بمثابة تتويج جميل".

 


ورغم أنه كان مصاباً عند انضمامه، إلا أن جودته كانت جلية، وتمكن من إبهار الجماهير بمجرد أن وطئت قدماه أرض الملعب. وسجّل أول أهدافه مع الفريق في فوز على مانشستر سيتي 2-0 في دوري الأبطال، بطريقة أكدت أنه ما زال يملك الكثير ليقدمه.

 


في خط هجوم ناري ضم إلى جانبه نيمار وكيليان مبابي، تحوّل ميسي إلى صانع لعب بامتياز، يسهم في تمزيق دفاعات الخصوم أكثر من كونه هدافاً. وبعد خسارة لقب الدوري لمصلحة ليل في موسم 2020-2021، عاد سان جيرمان لاستعادة اللقب في الموسم التالي، وأضاف ميسي لقبين في الدوري الفرنسي إلى سجل بطولاته الزاخر.

 


وقد خاض النجم الأرجنتيني 75 مباراة مع الفريق، سجّل خلالها 32 هدفاً وقدّم 34 تمريرة حاسمة. ولعل أبرز لحظاته كانت في المباراة الافتتاحية للموسم 2022-2023، عندما سجّل هدفاً رائعاً بضربة مقصية في مرمى كليرمون فوت، في عرض فني نادر استحق عليه تصفيقا حارا من الجماهير.

 


ومن باريس، بدأ ميسي التحضير لأعظم إنجاز في مسيرته: الفوز بكأس العالم 2022 في قطر. واختياره اللعب في الدوري الفرنسي تبيّن أنه كان خطوة ذكية ومثالية، فقد أتاح له الاستمرار في بيئة تنافسية قوية، مما ساعده على الحفاظ على جاهزيته البدنية والذهنية قبل التحدي الأكبر في حياته.

 


والعنصر الوحيد الذي لم يسر حسب السيناريو كان الطرف الآخر في النهائي: منتخب فرنسا. فبعد تعادل مثير 3-3، حُسم اللقب بركلات الترجيح لصالح الأرجنتين 4-2. ومن ثم، كان من الصعب الاحتفال في باريس بكونه بطلاً للعالم. واعترف ميسي لاحقاً: "كان أمراً مفهوماً، فقد كنت في البلد الذي حرمناه من التتويج باللقب".

 


انتهت رحلته مع النادي الفرنسي بخيبة أمل أوروبية، كما طوى معها سان جيرمان صفحة مشروع رياضي طويل، لكن، في نهاية المطاف، لم يكن ذلك مهماً.

 

 

فبعد عامين من رحيله، ما تزال جماهير الكرة الفرنسية تشعر بالفخر لاستضافة ميسي في دوريها. وعندما حقق باريس سان جيرمان حلمه الأكبر بالفوز بدوري أبطال أوروبا يوم 31 أيار (مايو) الماضي، رأى الكثيرون أن مساهمة النجوم السابقين، ومنهم ميسي، كانت جزءا لا يتجزأ من هذا الإنجاز.

 


ويوم غد الأحد، سيلتقي باريس سان جيرمان مع فريق ميسي الحالي إنتر ميامي في دور الـ16 من كأس العالم للأندية، على ملعب مرسيدس-بنز في أتلانتا. وبينما يعود النجم الأرجنتيني لمواجهة فريقه السابق، الذي كان يرتدي شعاره حين تُوّج بطلاً للعالم، فإن المشهد المنتظر سيكون عنوانه التحية والتصفيق. فقد عبّرت الصحافة الفرنسية بوضوح عن مزاج الشارع الكروي: فرنسا لم تنسَ ليونيل ميسي... ولن تنساه.

 

 

 








طباعة
  • المشاهدات: 5481
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
27-06-2025 11:29 PM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضا

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم