27-12-2025 09:15 AM
سرايا - كشفت سيدة برتغالية عن قصة غير متوقعة لزوجها الراحل، بعد أن اكتشفت عقب وفاته سرًا ظل مخفيًا لمدة سنوات، يتعلق بفوزه بجائزة يانصيب كبرى وتبرعه بها كاملة في صمت.
وقالت ليغايا، البالغة من العمر 55 عامًا، وتعيش في ضاحية هادئة خارج العاصمة البرتغالية لشبونة، إن زوجها أنطونيو كان يشتري تذاكر يانصيب بشكل منتظم منذ أكثر من عشرين عامًا، دون أن يحقق أي فوز يُذكر، بحسب ما كان معروفًا للعائلة والجيران.
وأضافت أن زوجها اعتاد التوقف أسبوعيًا عند كشك يانصيب قريب من السوق المحلي لشراء تذكرة واحدة، دون انقطاع، وهو ما كان يثير تعليقات مازحة من الجيران، بينما كان يكتفي بالابتسام والقول إنه يشتري “الأمل فقط”.
وعملت الأسرة لسنوات في ظروف معيشية متواضعة؛ إذ كان أنطونيو يعمل في مجال البناء بمواقع ترميم في لشبونة، بينما كانت زوجته تبيع الخضروات في سوق شعبي، في حين يعمل الابن الأكبر سائق توصيل، وتدرس الابنة الصغرى في الجامعة.
وتوفي أنطونيو فجأة بعد تعرضه لانهيار صحي، حيث نُقل إلى مستشفى سانتا ماريا، لكنه فارق الحياة. وبعد أيام من الجنازة، وأثناء ترتيب متعلقاته، فتحت ليغايا محفظته الجلدية القديمة، لتجد بداخلها عشرات تذاكر اليانصيب مرتبة حسب السنوات، إلى جانب دفتر صغير دوّن فيه تواريخ التذاكر وأرقامها ونتائج السحوبات بدقة.
وأوضحت ليغايا أنها اكتشفت في الصفحات الأخيرة من الدفتر تطابق أرقام إحدى التذاكر مع نتائج سحب يانصيب أوروبي كبير جرى قبل سبع سنوات، بلغت قيمة جائزته الكبرى 2.5 مليون يورو.
وبالاستعانة بملاحظات الدفتر، عثرت في صندوق خشبي قديم على تذكرة الفوز الأصلية داخل ظرف أصفر، وكانت سليمة ومؤكدة.
غير أن المفاجأة الأكبر، بحسب ليغايا، كانت في محتوى الدفتر نفسه، حيث وُجدت أسماء أشخاص وملاحظات توضح توزيع المبلغ كاملًا على مدار سنوات، شملت مساعدات لأفراد في الحي، ودفع فواتير علاج، ورسوم دراسة، ودعم محتاجين، دون ذكر اسمه.
وأكد أحد أصدقاء أنطونيو، ويدعى ميغيل، أن هذا التصرف ينسجم مع شخصيته، مرجحًا أنه اختار التبرع بالجائزة كاملة. وأضافت ليغايا أن تلك الملاحظات فسرت فترات كان يعود فيها زوجها متأخرًا أو دون مال، وهو ما لم تثر الشكوك لديها آنذاك.
كما عثرت ليغايا على رسالة تركها لها زوجها، عبّر فيها عن إيمانه بأن الحياة ليست للذات فقط، واعتذاره لعدم إخبارها، مؤكدًا رغبته في أن يعيش حياة ذات معنى.
ومنذ انتشار القصة، بدأ سكان الحي في تداول شهادات عن مساعدات تلقوها دون معرفة مصدرها، شملت فواتير مستشفيات، مظاريف مالية، ووجبات وكتب ودروس لأطفال.
وأطلق سكان الحي على أنطونيو لقب “البطل الصامت”، فيما واصلت ليغايا عملها في السوق، وبدأت بدورها تقديم مساعدات بسيطة للآخرين بصمت، على خطى زوجها.
وقالت ليغايا إنها تشعر بالفخر والحزن في آن واحد، مشيرة إلى أنها فقدت زوجها، وكذلك “النور الهادئ” الذي كان، بحسب وصفها، يدفئ مجتمعًا كاملًا.
| 1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
27-12-2025 09:15 AM
سرايا |
| لا يوجد تعليقات | ||