حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الخميس ,26 يونيو, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 5841

مكرم أحمد الطراونة يكتب: لماذا باعت إيران غزة؟

مكرم أحمد الطراونة يكتب: لماذا باعت إيران غزة؟

 مكرم أحمد الطراونة يكتب: لماذا باعت إيران غزة؟

25-06-2025 09:01 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : مكرم أحمد الطراونة
بعد حوالي أسبوعين من الضربات المتبادلة، تم الإعلان عن التوصل لاتفاق وقف إطلاق نار بين الكيان الصهيوني وإيران. يبدو الأمر جيدا، فليس من مصلحة أحد أن يستمر الصراع بين الطرفين، أو يتطور ويتوسع ليضم كيانات ودولا ومساحات جديدة. لكن بدا هذا الاتفاق، لكثير من المراقبين، منقوصا، ولآخرين، خيانة لدماء آلاف الشهداء، إذ لم يتطرق، أبدا، لما يحدث من مذابح وإبادة ومحاولات تهجير لسكان قطاع غزة، رغم إمكانية إدراج بند ما في الاتفاق يشير إلى ذلك.


تل أبيب اختصرت الكلام حين صرح رئيس وزراء الكيان بنيامين نتنياهو أن "إسرائيل حققت كل أهداف الحرب"، فيما رد الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان أن "الكيان الصهيوني عجز عن تحقيق أهداف عدوانه". وفي الوقت الذي "تبارى" فيه الطرفان بالتعهد بعدم خرق وقف إطلاق النار، وزاد بزشكيان على ذلك بتقديم استعداده "للحوار والدفاع عن حقوق الشعب الإيراني على طاولة المفاوضات"، ظلت غزة وحيدة، لم ينصفها أحد، خصوصا إيران التي "استثمرت" فيها بالخطاب الرنان، و"المعارك" الكلامية، التي أعلت من شأن دعم المقاومة وتحرير فلسطين وإزالة إسرائيل عن الخريطة، فملأت الفضاء ضجيجا وتباكيا منذ اندلاع أحداث السابع من أكتوبر، وحركت وكلاءها في المنطقة، بينما بقيت متفرجة، طالما أن النار بعيدة عنها، وطالما أن الدم المسموح هو دم عربي في غزة ولبنان والعراق واليمن، لكن حين طالتها النار، تخلت عن ذلك كله لمصلحة سلامتها.

من حق الدول تجنيب أراضيها التدمير، خصوصا بواسطة كيان تم تأمينه بأكثر الأسلحة وحشية وفتكا. من حق طهران أن تفكر في سلامة أراضيها، وفي أمن مواطنيها، وبالتالي أن تعقد أي اتفاق، لكي تنهي أي خطر عليها، ما دامت تفكر في وجودها وشعبها. ولكن، أليس من واجبها أن تكون أمينة على الدم العربي الذي سفكته بألاعيبها وانتهازيتها ولعبها على العواطف، ومتاجرتها الصريحة بقضية فلسطين المقدسة؟!
في مغامرتهما الأخيرة، وضعت إيران والاحتلال مستقبل المنطقة برمتها على كف عفريت، وتلاعبتا بمصير الشعوب وهما تستعرضان قوتيهما، فيما العالم يراقب برعب ما قد تسفر عنه هذه اللعبة المدمرة. في وضع كهذا، كان لزاما على الأردن رفض مقولات الأمر الواقع الذي فرضته المواجهة، وأن يواجه اختراق أجوائه بكل شجاعة، لكي يحمي أرضه وسماءه وشعبه، تماما كما سارت إيران نحو اتفاقها من منطلق حماية نفسها، وهو حق يجب ألا يتم التعامل معه بمعايير مزدوجة، وألا يتم "تقديس" السردية الإيرانية في مقابل "شيطنة" المواقف الأردنية المشرفة.
لقد نادى الأردن على الدوام بضرورة إنهاء الحرب الظالمة على غزة، وظل مخلصا لمبادئه، ومتمسكا برأيه الذي ثبت حتى الآن صوابيته، وهو أنه لا نهاية للفوضى التي تعم المنطقة إلا من خلال بوابة القضية الفلسطينية وحلها عبر مفاوضات تفضي لحل الدولتين.
الأردن، ورغم جميع التحديات الأخيرة، لم ينس غزة أبدا، بل حملها إلى جميع المنابر الدولية، وكشف عن الوجه القبيح للصهيونية، والجرائم التي ترتكب في القطاع، وهو بالتأكيد سيظل حاملا لصوتهم، من دون أي استعراض أو خطابة جوفاء أو متاجرة بدماء الشهداء. ومن الثابت أن إيران باعت غزة بالمجان في سبيل إخراج نفسها من الورطة التي دخلتها بإرادتها بسياساتها التوسعية التي تتوازى مع السياسات الإمبريالية التقليدية، بعد أن نجحت في السيطرة على أربع عواصم عربية، وتحلم بالعاصمة الخامسة، التي لم يخف قادتها العسكريون أنها ستكون عمان، قبل أن ينحسر نفوذها ويتكسر.
لكن عمان ستظل عصية على ما يفكرون فيه، ونحن لن نكون ساذجين لكي نشتري خطابات الملالي بشعاراتها الرنانة التي تستجدي العواطف عن المقاومة والأحلاف المقدسة، وتحلم بإعادة إمبراطوريتها بدمائنا.
بعد خيانة طهران للحلف الذي صنعته هي بيديها، ونادت به، ولقبته بـ"وحدة الساحات"، ودفعت الدم العربي في سبيله، من ذا الذي ما يزال قانعا بأن يشتري بضاعة طهران، سوى أصحاب الرؤوس المربعة!











طباعة
  • المشاهدات: 5841
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
25-06-2025 09:01 AM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
ما مدى رضاكم عن أداء وزارة المياه والري بقيادة الوزير المهندس رائد أبو السعود؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم