حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الأربعاء ,25 يونيو, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 7043

باريس سان جيرمان الجديد .. حيث تتحول النبوءة إلى منهج كروي شامل

باريس سان جيرمان الجديد .. حيث تتحول النبوءة إلى منهج كروي شامل

باريس سان جيرمان الجديد ..  حيث تتحول النبوءة إلى منهج كروي شامل

24-06-2025 10:34 PM

تعديل حجم الخط:

سرايا - المشهد الختامي من الفيلم الوثائقي "أنت لا تملك أدنى فكرة"، الذي ظهر فيه مدرب باريس سان جيرمان لويس إنريكي، لم يكن مجرد تصريح عابر، بل تحول إلى نبوءة تحققت حرفيا.

وقال إنريكي في ذلك المشهد: "أعتقد أنني سأجعل الفريق أفضل. عندما يكون لديك لاعب يتحرك كما يشاء، فهذا يعني أن هناك مواقف داخل الملعب لا أستطيع التحكم بها. في الموسم المقبل، سأتحكم بها جميعا. جميعها. دون استثناء".

وقد أثبت الزمن أن المدرب الإسباني كان على حق. ففريقه في الموسم 2024-2025 لم يتأثر فقط برحيل النجم كيليان مبابي إلى ريال مدريد، بل تجاوز غيابه بطريقة لم يكن يتوقعها أحد، ليتحوّل إلى فريق حقيقي، بكل ما تحمله الكلمة من معنى.

ولم يقتصر النجاح على الأداء الجماعي، بل توج الفريق بلقب دوري أبطال أوروبا للمرة الأولى في تاريخه بعد فوز سهل على إنتر ميلان قبل انطلاق منافسات كأس العالم للأندية.

ومع ختام هذه الرحلة العاطفية الطويلة، عاد المقطع القديم إلى التداول عبر وسائل التواصل، لكن البطولة العالمية نفسها لم تكن سهلة. فخسارة مفاجئة أمام بوتافوجو في المباراة الثانية أربكت حسابات الفريق، قبل أن يستعيد توازنه بانتصار مقنع على سياتل ساوندرز، ويحجز بطاقة العبور إلى دور الـ16.

وبعد عرض هجومي ممتع وأداء جماعي سلس، يستعد الفريق الآن لمواجهة جديدة في مدينة أتلانتا أمام إنتر ميامي الأميركي، وعينه على ربع النهائي.

لكن، ما السر وراء هذا التحول اللافت في باريس سان جيرمان؟ ما الذي تغير بين الموسم الماضي والحالي؟

أجاب إنريكي ضاحكًا بعد الفوز على سياتل: "حسنًا.. سيكون هذا موضوع فيلم وثائقي آخر!".

وتابع قائلا: "ما أطمح إليه كمدرب هو أن أجعل لاعبينا أفضل، كأفراد وكفريق. أحب أن أتحكم في كل ما يمكن التحكم فيه في كرة القدم. نبحث دائما عن طرق جديدة للعب وتطوير الفريق. هذا ما يدفعني كل يوم، أن أخرج اللاعبين من مناطق راحتهم وأدفعهم لتجربة أشياء جديدة".

وفي مقطع آخر انتشر على منصات التواصل، ظهر إنريكي وهو يخاطب مبابي بصراحة حاسمة: "أنت ظاهرة، أحد أفضل لاعبي العالم، لكن هذا لا يعنيني. القائد الحقيقي هو من يساعد الفريق بأي شكل ممكن حين لا يستطيع التسجيل. في الهجوم، أعلم أنك إله. لكن عندما لا تستطيع الهجوم، عليك أن تكون أفضل مدافع في التاريخ".

ومع رحيل مبابي، تحوّلت هذه الفلسفة إلى عقيدة داخل الفريق. الجميع أصبح يعرفها. الجناح الجورجي الموهوب، خفيتشا كفاراتسخيليا، القادم من نابولي في كانون الثاني (يناير)، تبنى المنهج بسرعة وقال: "الجميع هنا يهاجم ويدافع. لا أحد معفي من المسؤولية".

أما القائد ماركينيوس، الذي يرتدي قميص الفريق منذ 2013، فأوضح: "كل لاعب يتحمل مسؤولياته داخل الملعب. لا يهم إن كنت ناشئا في الـ18 من عمرك أو لاعبا مخضرما في الثلاثين مثلي. إذا لم تقدّم كل ما لديك، لن تلعب. هذه هي فلسفة المدرب، وهي ما أوصلتنا إلى هذا المستوى".

وفي الوقت الذي فضلت فيه أندية أخرى الرهان على الخبرة لتحقيق دوري الأبطال، قرر إنريكي أن يستثمر في الشباب، فدعم تشكيلته بأربعة لاعبين تحت سن 23: ويليان باتشو (22 من فرانكفورت)، ديزيريه دووي (19 من رين)، جواو نيفيس (19 من بنفيكا)، وكفاراتسخيليا (23 من نابولي).

وقال إنريكي حينها: "لم أقل يوما إنني لا أريد نجوما. أنا فقط أريد فريقا مليئا باللاعبين الجيدين. لا نريد لاعبين يأتون ويتصرفون وكأنهم يصنعون لنا معروفا. نريد لاعبين جائعين، يأتون إلى ناد فريد مثل باريس سان جيرمان، في مدينة فريدة، ودولة فريدة، ليكتبوا أسماءهم في تاريخ النادي".

أحد أبرز وجوه هذا المشروع الجديد هو البرتغالي جواو نيفيس، الذي توّج مؤخرًا مع بلاده بلقب دوري الأمم الأوروبية. وفي حديثه بعد اللقاء أمام سياتل، قدّم تحليله للنظام التكتيكي المرن للفريق، والذي غيّر طريقة اللعب خلال الأشهر الأخيرة.

وأوضح: "المسألة تتعلق بالحركية واحتلال المساحات. لا يهم من يملأ الفراغ، المهم أن يُملأ. يجب أن تقرأ تحركات زملائك، وتفعل الشيء الصحيح. لدينا لاعبين يستطيعون اللعب في أكثر من مركز، وهذا يعطينا مرونة مذهلة".

وتابع: "مدربنا مذهل. يمنحنا كل ما نحتاجه لنقدّم أفضل ما لدينا. يمنحنا الثقة والحرية، لكن مع المسؤولية. الاستحواذ على الكرة هو الأهم. نريد أن تكون الكرة معنا، وأن نُجبر الخصم على الركض خلفها. وعندما نفقدها، علينا استعادتها بسرعة. لا يهم من هو الخصم، الأمر دائمًا واحد: 11 ضد 11. الكل يهاجم، والكل يدافع".

هذا هو باريس سان جيرمان الجديد. فريق يعمل كوحدة واحدة لاستعادة الكرة، ويُقدّم كرة هجومية سلسة، ويتكيّف بسرعة لاحتلال المساحات وإرباك الخصوم. مهمة قراءة تحركات الفريق على أرض الملعب باتت شبه مستحيلة: اللاعبون يبدّلون مراكزهم وأدوارهم في لحظة.








طباعة
  • المشاهدات: 7043
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
24-06-2025 10:34 PM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضا

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم